موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

زهرة الصبار …بقلم محمد كمال سالم.

248

زهرة الصبار 


بقلم محمد كمال سالم.

رغم أن البيتَ من طابق واحد ، إلا أنه من قسمين منفصلين مختلفين في الارتفاع.
وزينب انتهت وحيدةً في هذا البيت الواسع القديم الذي ظل صامدا أمام كلِ ما تغيَّر في هذا الحي التاريخي العتيق ، حتي مقام الشيخ المبروك جُدد أكثرَ من مرة ،لكن بيتها ظل أبيًا أمام كلِ هذا التغيير،ظل كقطعةٍ أصيلةٍ وسط كومةٍ من الفالصو .
كلما كلّت زينب جلست علي تلكَ الدرجاتِ الرخاميه البيضاءِ التي تربط قسمين البيت ببعضهما ، تظللها السماءُ وفقط .
تتكئُ علي الدرابزين الخشبي العجوز، ترعى جصاتها لنبات الصبار ، التي رتبتها علي تلك الدرجات ، وما من مرةٍ وطأت تلك الدرجات إلا تذكرت أولَ مرةٍ ارتقتها تصحبها السيدة عائشة التركية ، لتحتضنَها وهي لم تتجاوزْ الثلاثةَ عشرةَ عاما.
وجدتَها وحيدةً بصحبةِ أخويها الشابين الذين أتيا بها، وأجَّرا نصفَ هذا البيت من السيدة عائشة، ولكنها في صباح اليوم التالي طرقت بابَهم.
سألتهم: ما حكايتكم ؟!
قال اخوها الأكبر حسن : فتنةٌ حدثت في بيتنا بيدِ زوجةِ أبينا بعد أن تُوفيت أمّنَا .
أضاف الأصغر حسين : استحال العيشُ معها بعد أن استولت على كل أملاك والدنا، في قريتنا .
حسن : نصحنا الوالد، وهو يحتضرُ أن نفرّ باختِنا زينبَ ،تحتَ جُنح الليل.
أنصتتْ المرأة التركيه لحديثهما ، تدبرته ، تمهلت ، ثم قالت:
لا ينبغي أن تظلَ الفتاةُ معكما بمفردها سأؤجر لكم في بيتي، لتبقوا هنا لأنكم أغراب، وسوف أحتضن اختكم في بيتي بعد أن أعقدَ قرانها علي ابني الوحيد ( جمال) ولكنه لن يدخلَ بها حتي تبلغَ رشدَها.
وافق الشابان علي الفور ، فقد كانت زينب ، حِملا ثقيلا على كاهليهما .
واصطحبت السيدةُ الطيبة الفتاةَ الصغيرة، إلي مسكنِها في النصف الأعلي من البيت ، بعد أن أنهي المأذونُ مهمتَه .
ووجدت زينب بيتا دافئًا ، ميسورًا، شابا وسيمًا مهذبًا،سيصبحُ زوجها، أحسنت السيدة عائشة وفادتها وراحت تدربها علي حياتها الجديدة ويدها ممدودة بالعطاء لأخويها
لكن بعد عدة أسابيع ، تفاجأ الجميع بمغادرة الشابين للبيت ، وطال انتظارُ عودتهما ، بلاجدوى.
حَزنت زينب لغياب أخويها ، ولم تُفصح للسيدة عائشة، أن لها نصيبًا كبيرا من المال في حوزتهما من خبيئة أرشدهم إليها والدها قبل مغادرتهم قريتهم، وكانا قد دساها في صُرة ملابسهم .
واختفيا وتركاها وحيدة منكسرة الخاطر تبذل دموعها كلَ ليلةٍ كلما أوت إلي مخدعها.
لكن السيدة التقية جبرت كسرتها ، وأوفت بعهدها مع أخويها ، وأتمت عقدَ الزواج في حينه.
أنجبت زينب من جمال طفلا جميلا أسمته “حسين” ثم خمسةً من البنات ، مرض جمال مرضا عضالا ، مات علي أثرِه ،وهو مازال شابا صغيرًا ، لم تحتملْ السيدة عائشة، فراق إبنها الوحيد فلحقت به بعد عام واحد .
عادت الأيامُ لعصفها بزينبَ ، لم يمهلها القدر من الاستقرار سوي عشر سنوات.
تاريخ طويل من الألم والمعاناة جالَ بخاطرِها ، حيث كانت تُجبر كسر ساق في زهرة الصبار بجريدة من الخشب وبعض من الخيط .
انتبهت علي نفيرِ آلات تنبيه سيارات كثيرة تحمل البِشر ، جاءت لزيارتها ، أطفال كثيرون يطرقون الباب ( جدتي ، جدتي)، تفتح ذراعيها مرحبةً،
بناتها يقبلون يدها ووجنتها،
يقبلها ابنها حسين معاتبا : أمي أصبح لكِ قصور فلِمَ تبقين وحدك في هذا البيت؟ لِمَ تُعاندين؟!
قالت : يابُني ، أخشي أن أهجر البيتَ فيأتيني أخوالُك.

التعليقات مغلقة.