موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

زهرة العلا… مجدى سالم

236

زهرة العلا..

بقلم/ مجدي سـالم


أخيرا.. وبعد عدة محاولات لم تخل من الهفوات وتعديل البيانات ثم إعادة التقديم.. أتممت عملية إدخال البيانات بنجاح.. كنت قبلهاوعلى مدى عدة أيام قد قرأت جميع الشروط بعناية.. ثم درست بعناية طريقة إدخال المعلومات إلى البرنامج.. وقمت بحصر جميع التكاليف المطلوبة لإتمام العملية وحزمت أمري.. وللهفتي.. كانت هذه هي آخر خطواتي أمام الشاشة الأخيرة التي يظهر عليها تفاصيل الحوار الدائر بيني وبين عملية إدخال (بيانات العميل) وبين برنامج الحاسب الآلي.. إنها الآن الصفحة التي تدير عملية تقديم الطلبات والإستعلام وخلافه.. راجعت وأطلت الوقوف هناك.. حتى أنني شعرت أمام الرسالة التي خرجت لي على الشاشة الآن أنني أمام من يأمرني في استعلاء وتحد.. أن كفاك.. كل شيء على مايرام..
أعدت الإدخال.. فأعادت الشاشة عرض الرسالة الخاصة بحسابي والمعنونة بإسمي واضحة وبسرعة حازمة وكأنها تشي بأمر صارم.. أن انتهينا فاخرج من البرنامج.. لكني أعيد القراءة.. إن المسألة بالنسبة لمن وضع البرنامج تنتهي عند نجاح الدورة الداخلية بين آلاف السطور التي كتبت بها.. لكن المسألة بالنسبة لي هي معضلة حياة أو موت..
أنا ببساطة سأعيش سنين عمري القادمة مع من أضع صفاته ومواصفاته وشكله والنموذج الشهير الذي أتمثل به.. أختار زوجة.. وعلى الشركة أن تستنسخها لي.. حسب التعاقد..
قصرا عدت أسأل نفسي..

  • كيف كان أباؤنا ومن سبقوهم يختارون زوجاتهم.. كيف كانت أمهاتنا تقبل بهذا الرجل أو ترفض ذاك..
  • كيف كان على الرجل أحيانا أن يكرر الأمر فيتزوج مرة تلو المرة.. وأن يكون له أكثر من زوجة..
  • كيف كانوا ينجحون وكيف كانوا يتقبلون الفشل.. كيف كانت الأمهات ترتضين العيش مع هذا أو يرفضن أويطلبن الطلاق من ذاك..
  • كيف كان الرجل يعيش مع من اختارتها له أمه في معظم الأحيان.. أو في جميعها..
  • كيف كانت امرأة تعيش مع من أتت به الخاطبة لها..
  • كيف كان زوجان قد اقترنا بأي طريقة ما.. يعبران ما تلقيه الحياة من أهوال ومفاجآت سويا.. علما بإن أي منهما لم يضع أيا من كل هذه الشروط ولم يملأ أي منهما كل هذه البيانات حتى يحصل على من يراه مناسبا من وجهة نظره القاصرة.. إنها وجهة النظر التي بقيت قاصرة رغم كل هذه الإختيارات عن أن تأتي بالزوجة المناسبة أو بالزوج الأبدي..
    أفقت على رسالة تحذيرية صوتية تأتي من الجهاز الماثل أمامي.. أن انتبه أو أعد تعديل ما تريد.. أعدت الإستعلام فجاءت الرسالة من جديد..
  • هل تريد إدخال بيانات المنزل الذي جهزته مرة أخرى.؟
  • هل قدمت لشركتنا التحويل الإلكتروني من بنكك الخاص مقابل هذه الخدمة.؟
  • هل سددت الرسوم (المهر) كاملة… في حالة إختيار نظام السداد الفوري..
  • هل سددت الدفعة الأولى من الأقساط؟ في حالة تعاقدك على نظام الأقساط..
  • هل قد قدمت بيانا بنكيا برصيدك الحالي يثبت أنك قادر على أن تنفق على حياتك مع شريكك.؟ – هل تأكدت أنك قد كتبت بيانات شريك الحياة المطلوبة صحيحة.. إذا أردت التأكد ثانية فاضغط هنا.. بينما ظلت إلى أقصى اليسار أسفل الشاشة إختيار يتكرر.. الخروج من البرنامج..
    وأعدت النظر في الإختيارات المتاحة على الشاشة.. وحركت مؤشر الإختيارات.. حتى وصلت إلى ما أردت تأكيده.. وأعدت إدخال السؤال.. – ما هو موعد التسليم المتوقع.؟.. وجاءت الإجابة فوراً وللمرة العاشرة أمامي..
  • ثلاثة أيام من تاريخ تقديم العميل التحويلات المطلوبة.. وأردت التأكد ثانية من استيعاب البرنامج للشريكة التي اخترتها والتي ستقوم الشركة المعنية باستنساخها وإرسالها إلي.. فاخترت خانة ثانية من القائمة.. وأعدت السؤال..
  • تأكيد إسم الشريك المطلوب… وجاء الرد فوراً..
  • زهرة العلا..

التعليقات مغلقة.