زواج علي ورق البردي … سنية أبو النصر
زواج علي ورق البردي
بقلم سنية أبو النصر
لم نترك طبيب الا وطرقنا بابه للعلاج… حتي تملك اليأس منا …
فجمعت كل شجاعتي حتي أسعد زوجي الحبيب وطلبت منه بإلحاح الزواج بغيري حتي يرزقه الله الولد الصالح وهو يرفض كل مره…
ومع إصراري لحبي الشديد له …استجاب الحبيب لطلبي وقال لي في تحذير … لن تتحملي أن تشاركك أحد النساء في…
بل سوف أتحمل من أجلك كل شىءً ياحبيبي…حتي أري بين أحضانك ولدك الذي أنجبته من صلبك…
ولكن هناك شرط حتي أنفذ رغبتك أن تأتي معي يوم الزفاف أمام الجميع… يدك بيدي حتي يتأكدون أن كل شئ برضاكي…
أبتسمت وأنا أكظم مشاعري الغاضبة و قلت له بابتسامة كاذبه بالتأكيد …
وبدأ يتأخر خارج البيت كثيراً بعد أن عثر علي عروسه البكر … أنتظره كل يوم وأنا أعد الدقائق والسعات حتي يأتيني وعقلي يكاد أن يجن…
أهرول يميناً و يسارا بين النافذة والباب… نار تأكل جسدي فتحرم عليه الراحة…
الأن معها… يلاطفها الحديث… ويسامرها بخفت ظله التي أعشقها…
هل سوف تخرج من بين شفتيه الكلمة التي كانت من حقي وحدي… بحبك…
كيف تشق قلبك نصفين ياحبيبي وهو ينبض حياة بي أنا… ألم تقول لي ذلك
لا أتحمل هذا العذاب ياربي أعلم أن بيدي فتحت بركان غضب لا يأتي منه الا الشقاء.. فقد حذرني . . .
. ولكنه حبيبي وقرة عيني بل هو الحياة بالنسبة لي … كيف أنعم بجواره وهو بداخله أنين الأشواق الي الولد… كان لابد من التضحية… فحبي له أن يكون سعيد حتي وأن كان مع امرأة غيري حبي له خالي من كل أنواع الأنانية
وعندما أسمع صوت مفتاحه بالباب.. أسرع الي غرفتي تسابقني قدامي للفراش لأتصنع النوم… لا أريد أن يشتت ذهنه بيني وبينها… أريد له راحة البال والسعادة فقط … فاأنا بداخله لن ينساني…
ثم يأتي بجواري ويقبلني بلطف الأب علي إبنته… حتي لا يوقظني من نومي فهذه هي عادته دائماً معي فهو حنون رحيم بي … وينام مولي وجهة لي … فتتساقط دموعي في الخفاء فأكتم أنيني حتي لا يشعر بوجعي… ثم أدفن رأسي تحت الغطاء حتي لا يسمع صوت قلبي الذي يبكي … هو العذاب الصامت الذي أجتهد أن أخفيه بكل قوتي…
وعندما يسبح هو في النوم أترك فراشي مطمئنه بهدوء وأبتعد عن مكان نومه فلا نوم لي ولا راحة بعد الأن… قريباً ستنام بجواره سيدة أخري غيري… سيقتلني هذا الإحساس العلقم…
وجاء يوم الزفاف يحمل لي فستان مبهر جديد .. وقال لي أريدك الليلة أن تكوني أحلي من البدر في ليلة تمامه بل أحلي من العروس، نفسها
اه ياويلتي… لو يشعر بالنار التي تحرقني وتمزق أوصالي لرحمني… ياليته رحل وتركني لأحزاني…
زينت نفسي كما يحب وسرت معه بالطريق تمنيت وقتها أن يقف الزمان ويطووول الطريق حتي لا يلقها … سوف يأخذها الليلة بين أحضانه وأعود وحدي بلا حبيب كيف أتحمل كل هذا… توقفي أيتها الدموع الحارقة حتي لا ينكشف أمري فيحزن زوجي لحزني
يارب أعطيني القوة أن أرسم السعادة علي وجهي حتي لا يكشف سري أحد
فمنهم الشماتين والحاقدين من أقرب الناس الينا
ودخلنا القاعة يده بيدي أتمسك به جيداً قبل أن تأخذه مني لا أريد أن أفارقه لحظة
أنظر الي عيونه التي تراقبني وهو يبتسم… أنا معك لا تقلقي فتحرقني نيران الغيرة بلا رحمة كيف ياحبيبي تكون معي و أنا أزفك بيدي علي غيري… بعد قليل سوف ترحل أنت اليها وتتركني .. كل هذا وأنا أكظم غضبي بكل قوتي فهو سعيد بها ارى الفرحة في عينيه…
فهاجمتني الزغاريط والأغاني علي دقات طبول الزفاف… فرتفعت دقات قلبي وتسارعت أنفاسي أكاد أن أموت لقد جاءت . . . وأنا في عالم أبحث عن تلك العروس… ماشكلها… هل هي أجمل مني… ماهذا التساؤل ماهذا التساؤل المؤكد أجمل فهي شابه صغيرة لم تتزوج بعد كما قال لي…
لم تكن موجودة بالقاعة ربما تأخرت… والتفت من حولي الطبول مازال زوجي في يدي يشدد قبضته علي قبضتي أحسست وقتها أنه أيضاً لا يريد أن يفارقني
ولكن كيف وتمتلكه كل هذه النشوة والابتهاج … أنظرالابتهاجك حتي أراها من أين تأتي… أين هي… ثم أمسك بالميكروفون وقال وهو يقبض يدي بأحكام وكأنه لا يريد أن أفر منه … اليوم هو يوم زفافي الثاني وهو من أسعد أيام حياتي فأنا رجل محظوظ…
كادت أنفاسي أن تقف أشعر بروحي تنسحب من بين ضلوعي أحاول سحب يدي حتي أفر منه لا أريد أن أسمع… ارحمني
فقد فاض بي الكيل لم أتحمل أن أراها تخرج بفستان عرسها الأبيض وتأخذ مني قرة عيني… ثم أستمر في المغازلة… وعروسي هي من أجمل النساء التي أحبها قلبي
… ففرت دموعي تحرقني… أحبها بهذه السرعة… أتركني أرحل…
و هي نفسها من تزوجتها من خمس عشرة عام…
هل يقصدني أنا هل سمعت ماقيل بالخطأ…
ثم ركع أمامي وقال لي بحب وود منقطع النظير… هل تقبلين أن تكوني لي زوجة لأخر العمر … فنظرت له وأنا أكتم أنفاسي لا أصدق . . . هذا الزفاف هو زفافي أنا…
أعد كل شئ من أجلي أنا كنت بداخلك ياحبيبي مستوطنة الفؤاد لهذه الدرجة
شعور ممتزج بين السعادة والحيرة… هل أنا نائمه أسبح في بحر الأحلام… أريد أن يستقر اليقين بداخلي… أنا العروس المنتظر … ثم قام من ركوعه وحملني بين أحضانه وهو يقبلني يطوف بي المكان فوقف الجميع يصفقون وكأني نجمة في السما…
أترون هذا هو من أتهمته بنسياني فذكركم أنه أبداً لن ينساني … أحببت زوجي كما أحبت أم المؤمنين الحبيب فأحبني حبيبي كما أحب الحبيب زوجته…
سنية أبو النصر
التعليقات مغلقة.