زيارةُ الضريحِ …
عدنان الظاهر
مرّتْ أيامُ شِتاءِ البردِ القاسي أنفاسا
مرّتْ في وادي سلامٍ للموتى
قالَ سلاما
مرّتْ أوتارُ حرائقِ روما في نارِ القيثارِ
والطارقُ بابي والسارقُ ألبابي
والعازفُ قارَ المِزمارِ
يبني الحصنَ ليُطفئَ ناري غُصناً زيتونا
يسقيها أمواهَ الزهرِ دموعاً خُضرا
نِذْراً للواقدِ شمعا
يا وحشةَ صبرِ المكسورِ جناحا
يتضوّرُ في نقلي رجلي جوعا
مُختارُكَ ملعونٌ أبّاً جَدّا
لا يستجدي لا يُجدي
لا ينفخُ ناراً في عودِ
جَدِّدْ صَفحاتِ الأخبارِ
صوتُكَ مَلْحمةٌ أخرى
سافرْ بَرْقاً سافِرْ رَعْدا
إطفئْ قنديلا
إطفئْ أَمَلاً يتلبّسُ إبليسا
لا تضْربْ تختاً في وَحْلِ
سافِرْ وأخلعْ رأسكَ يأسا
إرفعْ للأعلى طقْسا
أجراسُكَ سودٌ سودُ
إطفئْ نارا
إطفئْ نارَكَ وارحلْ
إطفئْ وتوكّلَ يا مُختّلَ العقلِ
الماشي يستجدي ظلِاّ
لا يُفشي أسرارا
عُدْتُ وزرتُ ضريحا
أقبسُ من نارِ القدسِ وضوحا
ألفيتُ الدمعةَ في جفنِ القنديلِ
والليلَ طويلاً باعا
إفتحْ للنائمِ في قبوٍ بابا
عينُكَ ملآى تَصخابا
سَلِّمْ وتعهدْ بزياراتٍ أطولَ أُخرى
وبناءِ المرمَرِ في أثوابِ حِدادٍ سودِ
أَوْقِدْ وامسحْ عينَكَ في رملِ ظلامِ القبرِ.
دكتور عدنان الظاهر
التعليقات مغلقة.