زيارة لأبى بقلم / مرفت شتلة
شعرت أنني في حاجة بشدة لجلسة مع أبي،فهو من بين كل من حولي من يفهمني ويستطيع قراءة ما أشعر به قبل أن أبوح به
ذهبت مسرعةً وجلست أمامه وبدأت بقولي إنني أشتاق إليه، ومهما حاولت الكلمات أن تتحدث أو تعبر لم أجدها.
وسردت عليه بعضا من الأحداث التي غاب ولم يتواجد فيها معي.
كان سعيدا بأن لي حياة وأسرة أحاول جاهدةً أن أعمل على إسعادها،وأحيانا أفشل ،علم بأني أخاف عليهم من كل شئ
أخبرته إنني أعاني كثيرا من غيابه، وكثيرا ما كانت حاجتي لمشورته في الكثير من الأمور تجعلني أشعر أكثر بالحزن ..أخبرته عن بعض البشر الذين تحولوا وتغيروا وأصبحت قلوبهم قاسيةً، وكيف أن البعد والوحدة في الكثير من الأوقات هي علاج
دمعت عيناي أمامه دون شعور،لم أكن أريد أن يراني بذلك الضعف،حاولت التماسك وأكملت له الكثير من الحياة التي تغيرت وأصبحت سريعة حتى أننا في بعض الأحيان لا نستطيع اللحاق بأي شيء
قصصت عليه نجاحات كثيرة في حياتي، وإنني مازلت أحاول، وفي بعض الأحيان أسقط في الفشل
كان أبي صامتا ومستمعا لي حتى أفرغت كل همومي وأحزاني وودعته ورحلت!
هل صدقت كلامي؟ أبي مات منذ زمن
هل تعلم مقدار فقدي له؟ لا أستطيع أن أخبرك؛لأنني أخبرت أبي.
التعليقات مغلقة.