زَمَانٌ عَجِيبٌ … بِقَلَمِ الشاعر/ شُكْرِي عِلْوَانَ _ من ديوان طريق النور
يَا قَلْبُ قَـــدْ عَذَّبَتْنِي بالْجَفَـــا أمَــمُ
وَلَـــمْ أَكُـــنْ نَاسِيًا يَوْمًا وُعُودَهُــــمُ
مَــا لِي أَرَىٰ صَدَّ مَنْ بالْقَلْبِ مَسْكَنُهُ
أَضْحَىٰ لَنَـــا جَافِيًا لِلْحَــقِّ يَهْتَضِـــمُ
هَـٰذَا زَمَــــانٌ عَجِيبٌ مَــا بِــهِ سَكَـنٌ
قُـرْبٌ وَلَا أَمْـــنَ، وَجْـــهٌ خَلْفَـهُ حِمَمُ
أَيْنَ الصَّدِيقُ الَّــذِي نَرْقَىٰ بِـهِ خُلُقًا؟
أَيْنَ الْقَرِيبُ الَّـــذِي يَحْـوِي وَيَلْتَزِمُ؟
وَأَيْـنَ مَـــنْ قَلْبُـهُ يَــرْقَىٰ إِلَـىٰ صِلَةٍ؟
بَلْ أَيْنَ مَـنْ يَحْتَوِي ظَهْرًا بِهِ أَلَـــمُ؟
هَلْ سَرَّكُمْ أَنْ شَرِبْنَا المُرَّ مِنْ جَشَعٍ؟
أَمْ سَرَّكُـمْ أَنْ قَضَيْنَا الْعُمْـرَ نَقْتَسِمُ؟
مِنْ كُلِّ صِنْفٍ غَــــدَا لِلفُحْشِ دَاهِيَةٌ
أَمْضَىٰ مِنَ السَّيْفِ فِي رَأْسِ بِهِ صَمَمُ
نَلْهُـــو بِجَهْـــلٍ وَنَـرْجُـو اللهَ مَنْفَعَــةً
وَالْجَهْـــلُ يَهْزِمُنَـــا، فِي ظِلِّهِ نَــــدَمُ
نَسْعَىٰ إِلَى النَّقْدِ فِي هَــدْمٍ بِلَا سَـدَدٍ
أَيْـنَ الْعُقُــولُ الَّتِي تَبْنِي وَتَغْتَنِــمُ؟
أَتْعَبْتُ قَلْبِي بِطُولِ الْعَتْــبِ فِي نَفَــرٍ
صَـارُوا نِيَامًا، فَـــلَا سَمْعٌ وَلَا حُلُــمُ
فَــــلَا تَظُنُّــوا وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُكُـمْ
أَنَّ الْهَــــوَانَ بَعِيدٌ مَــا بِـــهِ رُجَــــمُ
يَـــا رَبِّ يَـــا مَلْجَئِي فِـي كُـلِّ نَـائِبَـةٍ
إِلَيْكَ عَنَّـا صُرُوفَ الـــدَّهْرِ، نَعْتَصِمُ
وَانْظُــــرْ إِلَيْنَــا بِعَيْــنٍ مِنْــكَ رَاعِيَــةٍ
وَاهْدِ الْعُصَاةَ لِكَيْ تَسْعَىٰ لَنَا النِّعَـمُ
التعليقات مغلقة.