ساحرة ثيليما بقلم زينب عبد الكريم التميمي
قصتي الفائزة بالمركز الثاني في مسابقة نادي أوتار للقصة ..
أقبل على غير عادته مبتسماً مرحاً على قهوة العم محمد, ألقى السلام ,فرد الجميع عليه وعلامات التعجب والذهول تعلو وجوههم ,فهو المعروف لديهم بقبضة جبينه الدائمة ورفع حاجبه ,متنمراً, غليض الطبع, مغروراً.
بادر بالكلام : كيف حالكَ حاج محمد؟.
الحاج : بخير نحمد الله على كل ماأوتينا منه .
:وكيف حالكَ أنتَ أبا غريب .
هكذا كانو يدعونه فهو لم يرزق بطفل حتى بعد زواجِ دام أربعةَ عشر عام . فرد رداً ممتعضاً لايخلو من الابتسامة الكاذبة
:الحمدلله , أحسن حالاً من أمس.
: أدام الله عليك نِعَمِهِ, بصراحة لاحظت ذلك.
ثم سكت الاثنان فراح أبو غريب يتمعن في وجوه الآخرين,يمارس سرقة النظر لواحدٍ تلوَ الآخر , في تلك اللحظة مرت أمامه حسناء ممشوقة القامة, غرّاء ,تبدو محاسنها كالقمر ,خطفت ذهول الكل ,كانت غريبةً على الحيّ, وقبل ان يتكلم سألتْه بصوتٍ له من العذوبة ماأصابه بسكرة
:عفوكَ , هل لك ان تدلنّي على بيت أبي غريب.
“إنها تسأل عني !” عجباً, فعاودت هي السؤال وألقت بنفسها وكأنها تلتقط شيء ما كان قد سقط منها, حاول أن يستعيد أنفاسه فقد غمره عطرها الفوّاح وهي تنحني متعمدةٌ أمامه.
رد : وصلتِ ,انا أبو غريب.
تنحت لتوشوش في أذنه : وهل تُراني لاأعرفكَ أم أني قصدْتُكَ من دون الجالسين إعتباطاً.
أذهله ردها الغامض حتى تماسك ورد : إذن, ماذا تريدين؟
: جلبتُ لك سحراً من العالم الآخر .
: أي سحر؟.
:سحر يجعل العقيم ولود.
: أنتِ تتكلمين بجد!
: نعم إنه آخر صيحات العلم الحديث لو إستخدمته ستُرزَق بطفل خلال أربعة أيام فقط.
: وماهذا السحر الذي يقلب كل موازين الطبيعة فيجعل العقيم ولود والتسعة أشهر أربعة أيام
: لاتتعجب فنحن في عصر السرعة .
:هاتِ ماعندكِ .
: وكم تدفع ؟.
: عمري .
: وكم يساوي عمرُكَ؟.
:لاأعرِف .
:إذن هو لك مجاني .
قفز يتنطط من الفرحة منادياً على
الحاج محمد : أعطني كوباً من الماء من فضلك لآخذ الدواء . فصاح الحاج على صبيهِ ليجلب الماء, وبينما يقدم الصبي له الماء إصطدم بالكرسي دون أن يعي فقد كان سارحاً هو الآخر بوجه الحسناء فقلب القدح عليه .
قفز أبو غريب صارخاً بوجهه : ألا ترى أيّها الأعمى ؟.
ردت عليه أم غريب: عفوكَ حبيبي, لم أقصد ولكني كنت أمازحكَ ببعض الماء, إنهض فقد حان وقت صلاة العصر . قم صلِ وادعِ ربّكَ عسى أن يرزقنا بطفل أوطفلة .
التعليقات مغلقة.