ستاموني الشحات
سامي حنا
كان ياما كان ، أيام ورق اليانصيب والحظ ، عثر “ستاموني” شحات حارتنا على ” ورقة يانصيب” ملقاة على الأرض ، أخذها ووضعها في جيب سترته المهترئة وكان ينظر إليها كل يوم حتى حفظ رقمها عن ظهر قلب،
وعرف سكان الحارة جميعهم بأمر هذه الورقة ، وتوالت الأيام حتى حدثت مفاجأة مدويّة , فقد فازت ورقة اليانصيب التي وجدها “ستاموني” الشحات بالجائزة الكبرى وقدرها مليون جنيها ،
وقد أذهلته المفاجأة , فقام بجمع كل مقتنياته القديمة وأضرم فيها النار , ورقص حولها نصف عاري , رقصة الفرح والحظ السعيد واحتفالاً بنهاية أيام من الألم والشقاء والتسول و حلم بشراء بيت صغير وملابس جديدة وحياة ناعمة رغدة .
وبعد أن هدأت ثورة النيران التي أشعلها “ستاموني” في مقتنياته البائسة ، جلس يفكر في حياته القادمة وأحلامه والثروة التي هبطت عليه فجأة ولم ينم ليلته , وفي الصباح أعطاه أحد جيرانه ملابس جديدة ليذهب إلى البنك مع أولاد حارته لينال قيمة الجائزة في جوال كبير ، وقد طلب موظف البنك أن يرى ورقة اليانصيب ليقارنها بالرقم الفائز ، وراح “ستاموني” يبحث في جيوبه عن ” ورقة اليانصيب “مراراً وتكرارا، ولكن هيهات فلم يجدها وكأنها تبخّرت ، أسرع إلى كوخه يبحث ويفتش عنها فلم يجد لها أثراً، توقف برهة يفكر أين وضعها واخيراً كانت المفاجأة التي صدمته وأذهلته فقد تذكر ان ورقة اليانصيب كانت في جيب سترته التي حرقها مع باقي مقتنياته القديمة , وهكذا كانت نهاية “ستاموني” الشحات .
التعليقات مغلقة.