سرقة !!
بقلم عبدالله عبد الإله باسلامه
يوبخني المعلم كل يوم ، ويسخر مني زملائي دائما ؛ لأني لا أملك حقيبة، ولا دفاتر، ولا حتى كتب…فقد عجز أبي عن توفيرها لي .
اليوم استيقظت مبكرا نشيطا أسابق شعاع الشمس نحو مدرستي، كي أعرض على معلمي حقيبتي، وكتبي، ودفاتري الجديدة .
يدخل المعلم متجهما عابس الوجه !!
يكتب على السبورة بخط عريض (الأمانة)، ويبدأ يشرح لنا بغضب وسخط معنى الأمانة، وكيف يجب على المسلم أن يكون أمينا..!
يصمت لوهلة ..ثم تغيرت لهجته فقال وهو يوشك على البكاء : منذ بدأ العدوان والحصار لم نعد نتقاضى أي مال ، وفي النادر ننال نصف راتب بين كل عشرة أشهر وأخرى، ويوم أمس كان من الأيام النادرة ، ولحاجتي الشديدة اشتريت جزمة لكنها سرقت في المسجد…
وبتر حديثه كأنما يغالب دموعه ثم خرج تاركا الفصل !.
شعرت بالصدمة !!
يتسلل زملائي إلى خارج الفصل… بقيت وحدي أبكي بمرارة .. وأنا اتذكر بخجل وألم الطريقة التي حصلت فيها على ثمن الحقيبة، والاقلام، والكتب !! .
عبدالله عبدالإله باسلامه
فبراير 2019م.
التعليقات مغلقة.