“سرقة ” طرفة بقلم محمد كمال سالم
انتهى شهر رمضان والعيد علي خير،وانتويت صيام الستة أيام البيض.
اشتريت الخبز البلدي الطازج،واثنين كيلو من الموز،وحملتهما في يد،وحقيبتي الشخصية في اليد الأخرى.
وفي طريق عودتي إلي البيت،سمعت من يصيح بإسمي( ينده عليّ) التفتُ لمصدر الصوت،فإذا برجل يرتدي جلبابًا نظيفًا،يستظل بمحطة أتوبيس مهجورة،يشير إليّ،فاقتربت منه،نهض يستقبلني يسلم عليّ،أستجمع صورته في ذاكرتي،أشرت إليه بسبابتي:
أنت عبد الصمد؟
قال: نعم.
التفت حولي ابحث عن شخص آخر،وسألته مبتسمًا:
وأين صاحبُك؟
نظر بعيدًا ولم يرد.
جلست جواره ووضعت حقائبي بيننا،وأعطيته إصبع من الموز،وسألته:
وكيف عرفت مكاني؟
قال: تعبت كثيرًا،ظننت أني بمجرد الوصول إلي مقر أوتار، سأجدكم جميعًا،لكني ماوجدت إلا ” دويتو أوتار”،والأستاذ يقول لي: اسأل الكريزة،والكريزة تقول لي: اسأل الأستاذ، وفي الأخير أعطياني عنوانك،وكادا ألا يفعلا،يسحب إصبعًا من الموز،يأكله.
سألته: ولم تركت الزعيم؟! والفيوم؟
قال منفعلًا:أرجوك يا أستاذ،،لا تكلمني عنه،ولا عن الفيوم.
قلت مندهشًا: ولمَ كل هذا،أنتما صاحبين؟!!يسحب إصبع من الموز:
أيرضيك يا أستاذ! يمر شهر رمضان،ثم العيد،ولا يدعوني كالعادة،علي إفطار،أو سحور،مثل رمضان الماضي؟ العام الماضي مشينا كثيرًا، وعملنا كثيرًا،
أما هذا العام!!!! يادوب منشوران،أو ثلاثة، من أربعة أسطر،ثم أهملني،يسحب إصبع موز آخر،كدت أمنعه،تراجعتُ حرجًا.
قلت: لكنك رَجُله،ولسانه الفصيح.
قال: أبدًا،أنا أُلهِمه،ثم يقول عن لساني ما لم أقله.
قلت: كيف هذا؟!!
قال: هكذا الحال،إذا مررنا علي صحبة أفاقين مثلًا،يقول لهم: عبد الصمد يقول إنكم أفاقين!! يسبب لي أنا الأذى ويفر..
تمتمت في نفسي: أممممم،أعرف هذه الخصلة في الزعيم.
ثم أضاف منفعلًا: ثم هل أنا يا أستاذ،وأشار لقامته بكلتا يديه،،أنا بتاع مرجيحة؟!!!!!
أصل النص:
رأيت ” عبد الصمد ” يلهو بأرجوحة صنعها بين جزع وهو يقول :لا تستقيم الحياة دون قليل من عبث .
قلت متبسمًا: صاحبك يداعبك.
يسحب إصبعًا جديدًا من الموز.
فقلت محاولًا إنهاء الحديث الذي أنهى علي شنطة الموز:
لا تغضب عبد الصمد،نصلح بينكما بإذن الله.
قال: لا يا أستاذ،،أنا أريد العمل معك،لا أريد العودة إلي هذا الظالم.
قلت: لاااا لا يجوز !! هو أخي لا أقدر على الاعتداء عليه،هذه سرقة !!
قال: إذن ارسلني للأستاذ صديقكم في كفر الشيخ.
قلت: من؟!! الأستاذ مندور؟!!! مستحيل!! لن يقبل هذا أبدًا،،هو صغير السن صحيح،لكنه مبدعٌ صارم جدًا،لا لا لا ينفعك.
يسحب إصبعًا!! قلت سريعًا:
إرحممممم أُمممم شن ش ش ش شعور الصداقة!!!
إسمع عبد الصمد:.لن ينفعك إلا (آبا العمدة) سارسلك إليه.
قال: موافق،أعطني العنوان.
قلت: لا عنوان،إذهب إلي شرم الشيخ،وهو سيلتقطك في كمين الشرطة.
سلاام،،يسحب إصبعًا،،سحبت الشنطة: أترك إصبعين للعيال.
سلاام يا عبد الصمد،وتركته دون أن ألتفت،صاح في ظهري غاضبًا:
عبيط هو أو مجنون؛ من يأتي إليكَ ويترك حمدون.
التعليقات مغلقة.