سلام إليها …شعر إبراهيم شافعي
سَلامٌ لظبيٍ قد أضاء حياتي
فأحيا فؤادي فيَّ بعد مواتِ
ولما وترتُ القوسَ جال بنظرة
تصيبُ الفؤادَ الغِرَ طعن عُتاةِ
لنَا اللهُ في هَذَا الزَّمَانِ فَإنَّه
مِنَ البينِ، أَنْساني الزَمَانُ حَياتي
فإني غريبٌ قد جَفتْني مَدامِعي
وإنِّي بمنْأى عَن حبيبي وذاتي
قريبٌ وإنِّي لا أراهُ مُفَارقي
بعيدٌ عنِ العينينِ بُعد فلاةِ
فلا الروحُ تنساها ولستُ بواصلٍ
ولا الطيف يأتيني بوقت سباتي
وأبكي بكاءَ الطفلِ يومَ فِطَامِهِ
سقيمُ بلا داءٍ، وفيكِ نجاتي
ولم تُبقِ لي الدنيا رفيقًا لهجرتي
ولم يبقَ في الأحبابِ غيرُ دُعاةِ
وهل في الورى غيرُ الذينَ علمتهم
ولم يستطبْ عيشٌ بغير ثقاتِ
إلى اللهِ أشكو ما ألمَّ من النوى
وقد رقَّ عظمي واستحلَّ مماتي
مصيبتُنا أنَّ القلوبَ عليلةٌ
وأنَّ الذي في العشق نزفَ رماةِ
وليس يرِقُّ العاشقون لحالنا
وإن تَركوا الورى بغير رفاةِ
وإن حَكموا فالقاسطون همُ، وهم
قدِ امتثلوا للغيِّ دون ثباتِ
ومدُّوا إذا ما لاح بينٌ جسورهم
وساروا وراء البينِ سعيَ بناةِ
عرفتُ الهوى لكن أرِقتُ بحبِّهِ
وبِتُّ حبيسَ الشوقِ دونَ قضاةِ
وقفتُ على بابِ الهوى بمدائِحي
وعدتُ معَ العشَّاقِ دونَ هباتِ
يقولونَ في الأشواقِ محضَ قصائدٍ
ومثلي أعاني الشوقَ مِلءَ رئاتي
وليس الذي خطَّ الفلاةَ بسائحٍ
ولا يعرفُ الصحراءَ مثلُ حُداةِ
وهل عرفَ الأهوالَ مثلُ مغامرِ
وهل سادَ بينَ الناسِ غيرُ سراةِ
عشقنا وعانينا الهوى أمدًا وإن
همُ وصفوا ما في الهوى بصفاتِ
هدينا إلى دربِ الهوى وضلالِهِ
وصرنا شيوخًا فيه دونَ هداةِ
ف(للهِ) ما مسَّ الفؤادَ بنارهِ
حبيبٌ له في الخالدين صلاتي
التعليقات مغلقة.