سلسة مقالات فن القصة : المقال الأول
سلسة مقالات فن القصة : المقال الأول
أستاذ نادي جاد
مقولة أن القصة فن حديث مقولة تفتقر إلى الدقة ، فالقصة فن يضرب بجذوره في عمق التاريخ، وأصحاب هذا الزعم يخطئون لأنهم يطبقون مفاهيم اليوم على الأمس البعيد ، تماما كان نقول أن الأقدمين لم يسكنوا البيوت على اعتبار أن الكهف والخيمة والكوخ ليست بيوتا. ولكن كما أن البيت هو كل ما يأوي الإنسان، كذلك القصة هي كل ما يحكيه
عرف القدماء القصة على شكل الحدوتة،والسيرة الشعبية ، والمقامة، والملحمة، والاسطورة، وإحداث التاريخ. واذا كان الفن هو تقليد التقليد كما يقول افلاطون، بمعنى أن الواقع تقليد لعالم المثل، والأدب تقليد للواقع، فقد كان المثال الجيد.هو من يجعل عمله مطابقا للأصل وكذلك الأديب الجيد من ينسخ الواقع وإن كانت هناك أشكال تمردت على الواقع مثل الفنتازيا ومنها من خلق واقعا موازيا .بل ان قصص السير قد ثارت على مفهوم الزمان والمكان فها هو على الزيبق يوجد في عصر هارون الرشيد وفي عصر ابن طولون في آن واحد رغم أن ستين عاما تفصل بينهما، وها هو يدرس فى الأزهر والأزهر قد أسسه الفاطميون بعد سقوط الدولة الطولونية
تأثر الفن بظهور الكاميرا فترك نسخ الواقع لها وتفرغ الفنانون لخلق عوالم فنية جديدة بمقاييس جديدة، نفس الشيء حدث مع القصة مع ظهور الطباعة، فقد تركت قصص الواقع للصحافة وانطلقت القصة إلى آفاق رحبة جديدة
العامل الثاني الذي ساعد على تطوير فن القصة هو النهضة الصناعية وظهور طبقة جديدة وعريضة هي الطبقة الوسطى وصارت هي الطبقة التي تقرأ وظهر منها كتاب أصبح همهم أن يعبروا عن هموم وأحلام هذه الطبقة لتغير وجه القصة
اما العامل الثالث فهو خروج المرأة للعمل بعد أن كانت رهينة المنزل ، هذا الخروج نتج عنه الاختلاط والذي استدعي أدبا يعبر عن علاقة المرأة بالرجل وعلاقتها بالمجتمع..
كل هذه العوامل قد أفضت إلى مفهوم جديد القصة عامة والقصة القصيرة خاصة ، لكنها كانت محض خطوة على الطريق الطويل
التعليقات مغلقة.