موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

سلسلة شخصيات شكلت حروف الزمان بقلم إيمان أحيا الحلقة الثانية من هو إبن الخياط الفقير

339

سلسلة شخصيات شكلت حروف الزمان بقلم إيمان أحيا الحلقة الثانية من هو إبن الخياط الفقير


الحلقة الثانية :من هو إبن الخياط الفقير الذي اصبح “قاضي القضاة” والذي بشره معلمه بأكل “اللوزينج بالفستق”؟


هو الذي قال عنه استاذه الامام ابوحنيفة عند زيارته له في مرضه: “إن مات هذا الفتى فهو اعلم من عليها “.
والذي قال عنه الامام مالك(179ه):” لم يكن في اصحاب ابي حنيفة مثله علما وفقها ومعرفة ولولاه لم يذكر ابوحنيفة ولا ابن ليلى لكنه نشر علمهما”.
وهو “المنصف في الحديث” كما قال عنه ابن حنبل (241ه).
وهو من قال عنه الفقهاء بأن” الفتوى على قوله فيما يتعلق بالقضاء والشهادات” واخذوا بأحكامه لما له من اراء واجتهاد شكلته تجربة عملية اتسمت بالواقعية .
إنه “ابويوسف يعقوب إبن ابراهيم بن حبيب الانصاري “عربي الاصل من قبيلة الاوس التي ناصرت رسول الله صلى الله عليه وسلم جده الاكبر سعد بن حتبة ،اشترك رغم صغر سنه مقاتلا جادا في سبيل الله فجذب نظر الرسول عليه الصلاة والسلام ،فأقبل النبي ودعا له ومسح رأسه ،ويقول ابويوسف: تلك المسحة فينا إلى يوم القيامة ،والده ابراهيم بن حبيب خياط فقير بالكوفة انعم الله عليه بيعقوب في سنة 113ه-731م اشتهر فيما بعد بأبي يوسف .

  • ولأن للخير والصلاح علامات تتبدى على ملامح اصحابه فكان لهذه العلامات ظهورها على ابي يوسف من صغره، فجاء تجليها في حفظه للأحاديث التي سمعها من كبار رجال عصره امثال: ابواسحاق الشيباني ،وسليمان التميمي، وهشام بن عروة، وعطاء بن السائب، ولما بلغ السابعة عشر اخذ يملي على الناس، فقال عنه الطبري (310ه ):( كان يحضر المحدث فيحفظ عنه خمسين او ستين حديثا ثم يقوم ويمليها على الناس كما سمعها )، تفقه في الدين وتتلمذ على يد محمد بن عبدالرحمن بن ابي ليلى (148ه) تسع سنين، وعندما انتقل استاذه للقضاء انتقل ابويوسف إلى ابي حنيفة (150ه) وحرص على مجلسه .
  • وبين سحرالرغبة في العلم واجتماع الفقر والحاجة ووالد يثقل عليه حمل الفقريصف ابويوسف حاله آنذاك قائلا:”كنت اطلب الحديث والفقه وانا مُقل فجاء ابي يوما وانا عند ابي حنيفة وقال :يابني لاتمدن رجلك مع ابي حنيفة فإن خبزه مشوي وانت محتاج الى المعاش، فأثرت طاعة ابي فتفقدني ابوحنيفة فجعلت اتعاهد مجلسه، وجاء والدي يضج ويصيح قائلا، يعصيني هذا الولد وانتم تعينونه، فقال ابوحنيفة: وماذا تريد منه ؟ قال اريد منه ان يلزم السوق ويعول عياله ،فلما كان اول يوم بعد تأخري عنه قال ابوحنيفة :ما شغلك عنا؟ قلت: الشغل بالناس وطاعة والدي وجلست حتى انصرف الناس ثم دفع لي صرة وقال استمتع بها، فنظرت فيها فاذا فيها مائة درهم، وقال الزم الحلقة واذا فرغت هذه فأعلمني،فلزمت الحلقة فلما قضيت مدة يسيرة دفع الي مائة اخرى، ثم كان يتعهدني وما اعلمته بقلة قط ولا اخبرته بنفاد شيئ وكأنه يخبر بنفادها وظل كذلك حتى استغنيت).
    ويبشرالمعلم تلميذه الفقير، كماورد في كتاب “الفرج بعد الشدة “(384ه) للقاضي التنوخي حيث يقول :عندما كان ابويوسف يصحب ابو حنيفة ليتعلم العلم على شدته وفقره وكانت امه تحتال له فيما يتقوته يوما بيوم،فطلب يوما ما يأكل ، فجاءته بغضارة مغطاة فكشفها، فإذا فيها دفاتر ،فقال :ماهذا؟،فقالت :هذا الذي انت مشتغل به نهارك اجمع فكل منه ،فبكى وبات جائعا ،فتأخر عن المجلس في الغد حتى احتال فيما اكله ،ثم مضى إلى ابي حنيفة فسأله عن سبب تأخره، فصدقه ،فقال له:ألا عرفتني فكنت أمدك ؟ ولاتغتم فإنه إن طال عمرك فستأكل “اللوزينج بالفستق”يقصد”البقلاوة”.،يقول ابو يوسف فيما بعد :فلما خدمت الرشيد، واختصصت به ،قدم بحضرته يوم جام فيه “لوزينج بفستق” فحين اكلت منه ذكرت ابا حنيفه فبكيت، وحمدت الله تعالى، وسألني الرشيد عن قصتي واخبرته ).
  • ولكن الفقرالذي خيم همه على عقل والديه لم يثن ابويوسف عن شغفه في تحصيل العلم وسلوك دربه، فصار من اجل اصحاب ابي حنيفة وقد توسم فيه استاذه اهلية القضاء، وبالفعل تولى ابويوسف القضاء في زمن المهدي(169ه) والهادي(170ه) ووثقت الصلة بينه وبين هارون الرشيد (193ه) فولاه قضاء البلاد كلها واطلق عليه “قاضي القضاة” وهو اول من اطلق عليه ذلك اللقب، وبقي في منصبه إلى ان مات ببغداد عام(182ه-798م) .
  • كان لأبي يوسف عند الرشيد منزلة رفيعة بحيث يصل الى دار الخلافة راكبا دابته فيرفع له الستر فيدخل كما هو راكبا والرشيد يبدؤه بالسلام مداعبا وقد سأله يوما:ان انا شهدت امرا هل تقبلها مني؟قال ابويوسف لا،فسأله عن ذلك :فقال له:لانك تتكبر على الخلق ولا تحضر الجماعة مع المسلمين فبنى الرشيد مسجدا في داره وسمح للعامة بالصلاة في مسجده وحضر الخليفة الصلاة معهم.
  • وفي توجيهه الرشيد يقول ابويوسف :”إن الرعاة مؤدون الى ربهم ما يؤدي الراعي الى ربه فأقم الحق فيما ولاك الله وقلدك ولو ساعة من نهار فإن اسعد الرعاة عند الله يوم القيامة راع سعدت به رعيته وكن من خشية الله على حذر واجعل الناس في امر الله سواء القريب والبعيد ولاتخف في الله لومة لائم”.
  • ضاع الكثير من كتبه وقليل منها ما وصل الينا ولكن ذاك القليل يشهد له بفقه كبير وبريادته لعلم الاقتصاد والدلالة في كتابه “الخراج الذي يتطرق الى الموارد المالية للدولة الاسلامية في جباية الخراج والعشور والصدقات والجوالي “،ورغم انه كان كثير النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين الاانه خالف عمربن الخطاب فيما قدر على الاراضي وحين سئل عن ذلك:لما لم ترد الناس الى ماكان عمر رضي الله عنه وضعه على ارضهم ونخلهم وشجرهم وقد كانوا بذلك راضيين وله محتملين؟ اجابهم ان عمر رضي الله عنه رأى الارض في ذلك الوقت محتملة لما وضع عليها ولم يقل حين وضع عليها ماوضع من الخراج ان هذا الخراج لازم لاهل الخراج وحتم عليهم ولايجوز لي ولمن بعدي من الخلفاء ان ينقص منه ولايزيد فيه ،بل كان فيما قال لحذيفة وعثمان حين اتياه بخبر ماكان استعملهما عليه من ارض العراق :لعلكما حملتما الارض ما لاتطيق ،دليل على انهما لواخبراه انها لاتطيق ذلك الذي حملته من اهلها لنقص مما كان جعله عليهم من الخراج فلما رأينا ما جعله “عمر”على ارضهم من الخراج يصعب عليهم ورأينا اخذهم بذلك داعيا إلى اجلائهم عن ارضهم وتركهم لها لم نحملهم مالايطيقون ،ولم نأخذهم من الخراج الا بما تحملته ارضهم .
  • كان لثقة ابويوسف في عدله مادفعه إلى القول حين استشعر انقضاء أجله :”اللهم أنك تعلم أنني لم اجر في حكم حكمته بين عبادك متعمدا ولقد اجتهدت في الحكم بما يوافق كتابك وسنة نبيك”.
    رحم الله القاضي الجليل وأكرم مثواه وتغمد بالمغفرة ثراه ..

التعليقات مغلقة.