سوبرمان ..النسخة المصرية…قصة قصيرة بقلم رضا يونس
حسنًا.. نظرا للظروف المتعسرة التي تمر بها البلاد..وعدم وجود سيولة مادية كافية لحياة الرفاهية التي أغطُّ فيها إلى أذقاني، فقد نويتُ أن أُطَلِّقَ الكسل ثلاثًا بائنات..هاأنذا اتَّخذتُ قراري بالبحث عن وظيفة تدر علىّ حفنة من العملات، حبَّذا لو كانت من روائح العام سام، لا ضير سأقبل بعبق الأيرو..ها هي صفحة الوظائف المبوبة لجريدة الأهرام الورقية التي باتت على بعد خطوات من حفل وداعها الأخير..أطلْتُ البحث ..يا ربي!! كل تلكمُ الوظائف لا تناسب قدراتي ومقدراتي …فأنا خريج الجامعة الأمريكية في السياسة والاقتصاد..أحمل ماجستير في إدارة الأزمات المالية.. وماجستير في تنمية الموارد وتعظيمها..أتقن ثمان لغات حية ومثلها ميتة ..
أتقنها نطقا وصمتا باتجهاتها الأصلية وكذلك الفرعية والحلزونية..أنا أيضا أمتلك من المواهب مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب فهلوٍ…فأنا أعزف على العود والكمان والتشيلو، والدرامز وما أدراك ما الدرامز فأنا طبّال بارع أعزف فوق جميع الموائد الموسيقية ، وأجيد الرقص .. يقينا أنا جيد في رقصة عجين الفلاحة..فضلا عن أني أكتب القصةالقصيرة الأقصر حتى من لحافي..صنفوني كأفضل كاتب ساخر يطوع المفردات كما يطوع الناقد خبث البريد..
أهااااااا نسيت أن أخبركم أنني نحَّاتٌ بارعٌ أنحت على الصخر والخشب والأفئدة والألباب ..حصلت من قبل على ثلاث جوائز في النحت الغويط… أطْلَقَ عليَّ النُّقَّادُ محمود مختار القرن ال ٢١..كما أجيد كتابة الشعر وإلقائه بصوت رخيم حصاوي نادرا ألَّا ينهق..أنا كذلك رُشحت من قبل لنيل جائزة نوبل الموازية في غسل الأدمغة..
ياللزهايمر!! أوشك أن ينسيني أهم بطولاتي..ففي العام الفائت أجرت جامعة الدول العربية مسابقة عربية في أقوى بحث افتراضي شرط أن يكون معجزا يستحيل تنفيذه …تقدمت ببحثي الأثير بعنوان (ز. ز ) وهي الحروف الأولى من حلقات خالد الذكر إبراهيم نصر في الكاميرا الخفية (زكية زكريا) فهو مثلى الأعلى ونموذجي الفذ في التخبيط على الحلل ونفخ البلالين..
تضمن بحثي المعجز كيفية تطبيق سوق عربية مشتركة وعملة موحدة أسميتها ال ( نونو )
حسنا فزت وأنتظر تكريمي.. أخبروني أن التكريم سيكون عقب اكتمال مراحل التطبيل/ع ال ٢٢..لا ضير قريبا سيحدث ذلك..
أعترف بتواضع..
أنا مشروع سوبرمان حقيقي..
أنا صاحب نظرية سريالية مفادها ألا شيء مستحيل بالكذب والفهلوة ..
التعليقات مغلقة.