سوْال وجواب
د.وجيهة السطل
طابت أيامكم ، وحسُنت أقوالكم ، واكتست بالخير ابتغاءً وجه الله أعمالكم.وتقبَّل الله صيامكم وقيامكم وطاعاتكم.
سألني أحد الأصدقاء
ورد ذكر قول الكافرين في موضعين مختلفين.
فالله -سبحانه وتعالى- يذكر في القرآن الكريم قول الكافرين : مرة في سورة ق فيقول:
بِسْم الله الرحمن الرحيم
{ق،والقرآن المجيد ( ١ ) بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب ( ٢ )}
وأخرى يقول -عز من قائل- في سورة ص/٤ :.
بِسْم الله الرحمن الرحيم
{وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ }
فما الفرق بين فقال و وقال ؟؟
جزاك الله خيرًا.
ولقد بحثت في كتب التفسير فلم أجد تفسيرًا لهذا السؤال . أشكرك
وهذا جوابي واجتهادي، ولم يشر إليه علماء التفسير ، لأنه لم يسألهم عنها سائل ، فإن أخطأت فلي أجر ، وإن أصبت فلنا أجران،بإذن الله ، والله المستعان.
في سورة /ق نجد أن العجب من الكافرين قد جاء مسبوقًا ب”بل” وهو حرف عطف وإضراب، وكأن القرآن الكريم يريد أن يُبين حالهم ، بعد أن استمعوا إلى الرسول الذي أنذرهم بالحساب والعذاب ، بعد البعث من الموت يوم القيامة ، وركز على هزتهم النفسية (عجبوا ، عجيب) فجاء قولهم بعد السماع مباشرة مسبوقًا بالفاء العاطفة التي تفيد الترتيب مع التعقيب ،بلا فاصل زمني ، وخص الكافرين بالذكر ، لأن هذا لم يكن في معتقداتهم ولا موروثاتهم الثقافية ، على أنه كان فيما قبل الإسلام أقوام على دين النصرانية واليهودية ومن كان منهم على الحنيفية ، فقد كانوا يؤمنون بالله وبالبعث وبيوم القيامة ، ونجده في قول زهير بن أبي سُلمى في معلقته:
فلا تكتُمَنَّ الله مافي نفوسكم
ليخفى، ومهما يكْتمِ الله يَعلمِ
يؤخر فيوضع في كتابٍ فيٰدَّخر
ليوم الحساب أو يعجَّلْ فينقم
أما في سورة/ ص فقد كان هناك فاصل بين القسم (والقرآن ذي الذكر) وبين تعجب القوم بآيتين أولاهما أيضا تبدأ ببل ” بل الذين كفروا في عزة وشقاق” ” وكم أهلكنا من قبلهم من قرنٍ فنادَوا ولات حين مناص” ثم جاء العجب مسبوقًا بواو تفيد العطف مع الاستغراب لموقفهم ، وهو العجب بعد ما عرفوا ما حلَّ بمن قبلهم ، وعجبهم هنا يختلف عن الآية في سورة ق لأنهم هنا يتعجبون من شيء آخر ليس غريبًا عليهم تمامًا، فهم كافرون ولكن مشركون.لهم آلهتهم التي يعبدونها، ويعترفون بأنها تقربهم زلفى إلى الله ، فهم يعترفون بوجود الله ولكنهم يشركون بعبادته آلهة أخرى. فهم يتساءلون ويتحاورون”أجعل الآلهة إلهًا واحدًا إنَّ هذا لشيءٌ عجاب ” لذا استخدم البيان القرآني واو العطف التي لاتشترط زمنًا، (وقال )لتدل على تريُّثِهم وانتظارهم لمحاورة فيما بينهم ، تتم بعد خروجهم من بيت أبي طالب.كيف يدعوهم رجل منهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم إلى قول لا إله إلا الله ؟ حتمًا إنهم يرونه ساحرًا كذابًا ، ويجب أن يتناقشوا في أمره .
هذا ما أستطيع أن أقوله ، على قدر علمي واجتهادي.
تحياتي ..والله أعلى وأعلم أعلم
التعليقات مغلقة.