موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

سيرة ذاتية : تجربتي مع الشعر “١” بقلم إبراهيم شافعي

83

سيرة ذاتية : تجربتي مع الشعر “١” بقلم إبراهيم شافعي

لا أنكر أني شغفت بالشعر منذ سنوات الدراسة الأولى وربما قبل أن أدرك معنى كلمة شعر، لكنني طوال عمري كنت أتأثر بالكلمة و الموسيقى وكنت أنام وبجواري الراديو الكهربي وورقة وقلم. فأنتبه لرفة عود أو مقدمة موسيقية ساحرة، فأقوم من نومي وأجلس منصتا وأدون في كثير من الأحيان كلمات الأغنية. كنت أتأثر بالفصحى أكثر وكانت تملك عليّ نفسي. ثم زادت هذه الرغبة للاستماع والقراءة شيئا فشيئا؛ حتى كانت المرحلة الثانوية وفي دروس البلاغة المقررة علينا في هذا الوقت قرأت لأحمد شوقي رائعته “جبل التوباد” وحين أسكرني النص و أدهشني كنت أذاكر على صوت الراديو وخاصة محطة أم كلثوم في هذا الوقت بالصدفة وجدت محمد عبدالوهاب يغني هذه القصيدة، فارتبطت من يومها بصوته وأسرني بأدائه وإحساسه.
بدأت في الكتابة قبل هذا التاريخ بكثير، لكني لم أكن أعلم للشعر بحورا أو عروضا وكان هذا العلم شاق جدا جدا في بداياته.
استمرت الكتابة على غير هدى ولا معرفة ببحور الشعر حتى انتهيت من الجامعة. أكتب كما أشعر وبما يمليه عليّ إحساسي. وحين قررت في يومٍ أن أعرض ما اكتبه على متخصص وكان أستاذي في المرحلة الثانوية آنذاك قال ليس هذا بشعر!
وكنت على حداثة عهدي بالشعر وفرحتي بما أكتب؛ أؤمن جدا بالتخصص، فصرفني ما قاله لي أستاذي عن الشعر وعن الكتابة تماما..

واستمرت فترة عزوفي عن الشعر وعن الكتابة فترة طويلة، لم أقرأ فيها ولم أهتم أن أراجع أستاذي فيما قال عن موهبتي.
إلا أنه مع الوقت بدأ يجذبني من جديد دكتور خالد عبدالغني من الراحة والركون إلى رأي واحد إلى أفق أوسع وأرحب. فانصرفت عن الشعر وكتبت القصة القصيرة ونشرت أول قصة قصيرة لي وكان إسمها الركن المحظور في مجلة القاهرة الجديدة تحت إشراف الشاعر سمير درويش. وتوالت القصص القصيرة بعد ذلك والتي كان لها الفضل في تقويم لغتي وضبط مسار اللغة بشكل صحيح.
ما زال الشعر يراودني عن نفسي ومازال قلمي يبوح بالكثير لكنه لم يكن كما يحب النقاد.
أذكر أني شكوت لبعض الشعراء عن رغبتي في تجاوز محنة العروض؛ فأشار عليّ بكتاب هام يشرح العروض بشكل ميسر – وهو كذلك بالفعل- وكان الكتاب متاح أون لاين فقط فقرأت الكتاب واستمتعت به ولكني لم أستطع تجاوز النظري إلى العملي. وكانت هناك صدمة أخرى لكنها لم تصرفني هذه المرة بل زادتني رغبة وإصرار في كسر حاجز الجهل.
بحثت عن إسم صاحب الكتاب في فيس بوك وللعجب وجدته، وطلب صداقته؛ فوافق مشكورا.

  • أستاذي الفاضل السلام عليكم، عندي بعض محاولات شعرية أرجو منك تقيمها إن أذنت لي.
    وجاءني رده بالموافقة، فاخترت بعضا مما يستحق وأرسلته إليه، لم يختلف جوابه عن جواب أستاذي من قبل، فقال: ليس فيه من الشعر شيء.
    إلا أن ردي كان مختلفا هذه المرة. فقلت:
  • أعلم أني لست شوقي ولكني أسألك عن الطريق. فقال وأظنه كان متعاليا: عليك بكتابي فالتزمه.
    وعدت إلى الصفر مرة أخرى بلا علم ولا معلم.

مرت على مرحلة الثانوية والجامعة أعوام كثر زادت عن العشرين عاما ومازلت كما أنا لم أتعلم ولم أتقدم. أو على الأقل كما يحب النقاد وكما يرون الشعر.
انتقلت من عملي في شمال سيناء إلى جنوبها وفي يوم من الأيام كنت في انتظار طبيب الأسنان وكان العدد لا بأس به وكنت منتظرا خارج العيادة، فتحت هاتفي ووجدت شاعرا حبيبا إلى قلبي وهو عيسى الشيخ حسن وهو بالمناسبة لم أره يكتب عمودي قط وكان اليأس قد تملكني. فراسلته وطلبت منه تعلم العروض وقصصت له معاناتي معه، فبسط لي جناحه ومهد لي الطريق إلى تعلم العروض. كان عيسى مدرسا للغة العربية شغوفا بهذا الدور وأدركت أنه معلم مميز وكفء.
كان العروض أشبه باختبارات السباحة للمبتدأين، عسير لدرجة أني كرهت ما أكتب عليه الآن بعد العروض. فكان يطلب مني الصبر.

تعلمت معه أول ما تعلمت المتقارب ثم توالت البحور وكان يدفعني إلى معارضة قصائد الكبار في كل مرحلة وعند تعلم كل بحر جديد.
كنت لا أعلم معنى الكلمة وإن حاول تبسيطها لي. تعلمت العروض بعد تجاوزي الأربعين وبدأت الشعر في سن ينتهي الناس فيه إلى تجاربهم. أبدأ كتفا بكتف مع شعراء يصغرونني بضعف عمرهم ولكن لهم تجربتهم وثقلهم.
أقول أن التعلم في الصغر نعمة كبيرة. كنا نفتقر فيها إلى التوجيه الصحيح وإلى من يمد لنا يد العون. لو كان تم لنا ما أردنا؛ لكنا في مكان آخر ومكانة أخرى نستحقها.
اليوم بعد سنوات عدة على تعلم العروض والسير في خطوات صحيحه؛ حصيلتي من الشعر هي ستة دواوين؛ ديوان مطبوع وخمسة دواوين تحت الطبع. لا أزعم فيها أني آصبحت شاعرا كما أحب وأتمنى ولكني على الطريق، أقرأ وأتعلم وأكتب. ربما يطول الأمر حتى أصل إلى ما أحب ، وربما لا أصل إلا ما أتمنى، ولكن لا يهم هذا أبدا ما دمت على الطريق..

التعليقات مغلقة.