سيف وغمده قصة قصيرة بقلم . مهدى الجابرى
دَخلت إلى بيت أهلها الكبير غاضبة، وهي تلوح بيدها :
رتبوا لي غرفتي، إني بلا شك غير مفارقتها، لا أحد يسألني: ماذا جرى؟ أنا أعرف حظي منذ زمن ! والا لماذا كل هذا الجمال الأخاذ ولا تكون لي قسمة فيه طيلة فترة شبابي.
هذا ما قالته ابنتي:
في شبابها مدللة أبيها، يميزها عن إخوانها وأخواتها، تقدم لطلب يدها الكثير وهي في الدراسة.
بعد تخرجها، وفي سلك التعليم تقدموا لها…
والدها ممانعا لايجد الكف ء لها!
بعد وفاة والدها صادفتني في الطريق جارة لي قديمة، انتقلوا من منزلهم المجاور لنا منذ فترة.
- ” دادا أم حسن بنتك سهى تزوجت أم بعدها”
- ” ياعيني ما جايه قسمتها”
- ” اخوي مغترب بفرنسا ويريد امرأة عراقية”
- “اي عيني”
- وأنا تذكرت سهى أشو جمال وقيافة ونظافة سبحان الله وهي توافق فرنسا على هذا الجمال” لا تقفي في طريق قسمتها”
- “خل آخد رأيها ورأي إخوانها وإن شاء الله يصير خير.
وبعد استشارتها وإخوانها تمت، أبلغت جارتي بالموافقة.
كان حفل خطوبتها يليق فيها والجميع في فرح، قال خطيبها: نكمل أوراق العقد والموافقات وجواز السفر ويكون حفل زفافنا هناك في فرنسا، على الخير إن شاء الله..
سافرت ابنتي سهى وهي قطعة من كبدي ودموعها حفرت خديها.
عادت بعد شهر غاضبة مولولة، تندب حظها العاثر، وتتهمنا بعرقلة زواجها من زمن وعددت ما تقدموا إليها، صاحت بصوت عالٍ سأكون حبيسة هذه الغرفة، حتى لا أشم رائحة الرجال ولا أريد الرجال أبعدوا عني اسم الرجل!
أخذت أهدئ فيها ولا أعرف سبب هذه الهستيريا.
كثرت التساؤلات والشكوك؟
لماذا؟
ما السبب؟
ونحن في حيرة من أمرنا
عزم إخوانها أن يجبروها على قول السبب؟
قالت: سأقول كل شيء أمام القاضي، ساعدوني بوصولي أنا وهو أمام الحاكم
تمت إجراءات المحكمة أوكلت محامي عنها.
حضرنا نحن أهلها وموكلنا وزوجها..
بعد أخذ الإفادات وتأجيها إلى يوم محدد.
حضرنا في ذلك اليوم..
طلب القاضي من سهى أن تتكلم!
سيدي القاضي: بعد إتمام العقد وسفرنا إلى فرنسا أكمل استعداد حفل الزواج في فندق راق بحضور اصدقائه والرقص والصخب قلت لعله فرح ويرغب في التعبير عن فرحته أتركه، لم يأت إلي في هذه الليلة حتى الصباح أدخلوه ثملا نام حتى المساء.
في الليلة الثانية نهض متثاقلا أخذني الى شقته، قال الليلة ليلتنا كنت خجلة، ناولني سيف اصطناعي وقال ادخليه هنا… في الغمد رجفت يداي أصابني الذعر مما أنا فيه، هربت نحو الأبواب… مغلقة… أخذ يتوسل فقط: أدخليه في الغمد وأنا أرتجف وهو يتلذذ، وعلى هذه الحال، طلبت العودة إلى بلدي، قال: الأسبوع القادم، كنت مصدقة قلت: أتحمل ذلك ولم يف بوعده، أسبوع آخر وأنا أفعل ذلك كفعل الزوج لزوجته، حتى هددته بالسلطات، في بادئ الأمر عزم على التخلص مني لكنه تردد ووافق بالعودة إلى بلدي.
وها أنا أمامك سيدي القاضي!
التعليقات مغلقة.