موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“سيمياء الإبداع والإمتاع في سيمفونية البحر والحياة ” دراسة نقدية تحليلية لقصيدة ” مِن وحي البحر” شعر/ د.وجيهة السطل …نقد وتحليل / أسامة نور

248

“سيمياء الإبداع والإمتاع في سيمفونية البحر والحياة “
دراسة نقدية تحليلية لقصيدة ” مِن وحي البحر”
شعر/ د.وجيهة السطل …نقد وتحليل / أسامة نور

النص :-“من وحي البحر”

البحرُ يروي حكاياتٍ كما الكتبِ
والشطُّ يُصغي لهُ كالمدنفِ التعِبِ

يا بحرُ هذي دموعي جئتُ أذرفُها
أخفي لواعجَ حزني في صدى الصخب

هذي السماء على مرآتك انعكستْ
سحرًا شفيفًا من الفيروز لم يغبِ

عند الشواطئِ نرمي همَّنا أملًا
أن يُغرِقَ الموجُ كلَّ الهمّ في اللُّجٌب

نغوصُ في الرملِ والأقدامُ عاريةٌ
والروحُ ترقى إلى العلياءِ والشهب

نبني قلاعًا، وما ننفكّ نهدمُها
كأنّ في هدمِها السلوى لمُكتئب

عند الغروبِ يلوحُ الغيمُ منتشيًا
وحمرةُ الأفْقِ، تطوي ثوبَ مُنسحِب

تبوحُ نفسٌ بما في النفس من حِكَمٍ
إنّ الصداقةَ حصنُ العمر في الحُقَب

إنّا سنحفظُ عهدًا طابَ منبعُه
ياصحبة الخير -حفظَ الجفنِ للهدُب

هذي الحياةُ بحارٌ كم بها لججٌ
فالنفس تائهةٌ ،والجسمُ في تعَب

تصفو القلوبُ إذا ما آنستْ طربًا
والروحُ تسحرُها ترنيمةُ الطرب

أمّا إذا طالَها غدرٌ بلا سببٍ
أمسَتْ حُطامًا كتمثالٍ من الخشب

يامنْ رنوتَ إلى الآصال مبتهلًا
سبحانَ من صاغها وشيًا كما الذهبِ

ادعُ الإلهَ بروحٍ منكَ خاشعةٍ
إنْ تَدعُهُ أملًا بالعفوِ يستجبِ

رباه إن ذنوبَ الخلقِ قد عظُمتْ
واستفحل الخطبُ طوفانًا من النُّوَبِ

قد ضاقت النفسُ ذرعًا بانحلالِهِم
والروحُ تنفثُ بركانًا من الغضبِ

ياربُّ أكرمْ بإصلاحٍ لأمتنا
وسدِّدِ الخطوَ، وامنحْ حسنَ مُنقلبِ

الرؤية النقدية لأسامة نور

مقدمة :-
إنَّ الإبداع هو التفرد والتميز ، هو الجمع بين المتناقضات في قالب يجمع بين رقي المشاعر ، ورهافة الإحساس ، وبين عمق الفكر والميتافيريقا”
أن يأتي المبدع بما لا يستطيعه الآخرون ..من الجديد الجميل ، الذي يلهبب المشاعر ويثير الذهن .
والشعر هو فن التعبير الذاتي ، مكمن فخار العرب، وزهوهم
وقديمًا قال عنترة بن شداد :-
“هل غادر الشعراء من متردم ….أم هل عرفت الدار بعد توهمِ”
وهنا يكمن التساؤل هل يتوقف الإبداع عند زمان أو مكان أو عند أشخاص دون غيرهم ..
في رأيي لا ..فالإبداع حالة مرتبطة بالطبيعة البشرية …
فطرة فطر الله عليها الخليقة ..منذ القدم ؛لتستمر الحياة
إلى ماشاء الله .
إن المنجز الإبداعي ، يؤسس الحضارة ،ويؤرخ لها ، ولولا الإبداع ..ما عرفنا التاريخ البشري بكل عصوره ..
ومن هنا فمن حق المبدع أن يكتب كيفما شاء ..على الشكل الذي يرتضيه ..شريطة إن يتحقق الإبداع شكلًا ومضمونًا ..وأن يأتي بالجديد الذي يميزه عما سواه .
إن الطبيعة بسحرها ونقائها تستحوذ على انتباه الشعراء ،ووجدانهم فيصغون مشاعرهم ويمزجونها بالطبيعة
يعيرون عن جمالها وأثرها عليهم تارة ،ويشكون لها آلامهم تارة أخرى . وللبحر مكانة خاصة في الإبداع عامة وفي الشعر خاصة ، فنجد الشاعر خليل مطران يشكو إليه فيقول :-
شاكٍ إلى البحر اضطراب خواطري
فيجيبني برياحه الهوجاءِ
ثاوٍ على صخر أصم وليت لي
قلبًا كهذي الصخرة الصماءِ
ينتابها موج كموج مكارهي
ويفتتها السقم في كل أعضائي
كما أنه ارتبط بالتأمل ، وعمق الفكر ،والبحث عن الذات ومحاورتها .
هو التجلي الفكري ،والاستشفاف الشعوري ،البحث في العلاقة بين الروح والقلب والجسد ؛ ليبصر الإنسان ،ويتسع المشهد أمامه..فيدرك ماهية الأشياء .


**”في ماهية العنوان ودلالته”
إن للعنوان دوره المؤثر في النص ، فلم يعد العنوان مجرد كلمات تقال في بدايته ؛إنما أصبح جزءًا من النص لا ينفصل عنه ،بل هو عتبة رئيسة من عتباته، وهو نص مصغر يدل على النص الأصلي ، وكلما كان العنوان مؤثرًا في عاطفة المتلقي ويثير فكره ،كان ذلك محفزًا له على قراءة النص واكتشافه..
لهذا ظهر حديثًا ” علم العنونة ” ودراسات كثيرة أشهرها
كتاب عتبات النص ” الناقد الفرنسي جيرار جينت ..وكذلك
دراسات الكاتب الناقد “ليو هويك “
العنوان هنا “من وحي البحر “
تقر الشاعرة بتأثير البحر عليها ، وكيف أنه أثار عاطفتها فأبدعت من وحيه قصيدتها. ويدل ذلك على مكانة البحر لدى الشاعرة ، كما يدل على عمق تجارب الشاعرة
وفلسفتها الخاصة ، والبحر يرمز للاتساع والعمق ،
تستخلص الشاعرة منه أسرار الحياة من حيث العمق الفكري ،والقيمي، والإنساني ؛ لتعيد النظر في واقعها العام والخاص ، تعبر عن حالتها ورؤيتها ، ومظاهر قدرة الله..
سبحانه وتعالى في خلقه ، فالتأمل والتفكرمن أهم عوامل الإبداع والإنجاز .
لهذا كان للعنوان أثر في جذب المتلقي لقراءة النص واستكشافه، ومعرفة الجديد الذي فيه ،
——؛؛؛؛؛؛——–
**” من حيث الشكل والموسيقى الخارجية “
كتبت الشاعرة النص على الشكل العمودي ؛حيث التزمت الوزن والقافية ، فجاءت قصيدتها على بحر البسيط ..وهو من البحور المركبة ( الممزوجة ) ؛ حيث يتكون من تفعيلتين تتكرران في كل سطر شعري ..
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
ويتميز بحر البسيط بموسيقاه المنطلقة ، الهادرة التي تجذب المتلقي ، وهو يتناسب مع الحالات النفسية المختلفة ..
وقد استخدمت الشاعرة التصريع في البيت الأول :-
البحرُ يروي حكاياتٍ كما الكتبِ
والشطُّ يُصغي لهُ كالمدنفِ التعِبِ
ونجد حرف الروي الباء مكسور الحركة
ومن صفات حرف الباء
الجهر والشدة وهذه علة القلقة فى
الباء وباقى الصفات هى : الاستفال والانفتاح والإذلاق
والإذلاق : هو خروج الحرف من الذلق وهو الطرف.
والروي هو النغمة التي ينتهي بها البيت ويلتزم الشاعر تكراره في أبيات القصيدة ؛ليكون الرابط بين هذه الأبيات وإليه تنسب القصيدة ..
وهو يعطى موسيقى تشد انتباه السامع .
وحرف الباء هنا يتميز بالرنين ؛فهو حرف انفجاري يجد الشاعر فيه متنفسًا للموقف النفسي ،
والكسرة هي أقوى الحركات وتوحي بالوحدة والتأمل والشجن ، وتدل على العمق الفكري والشعوري .
لهذا جاءت الموسيقى الخارجية( البحر والقافية وحرف رويها ) مناسبة لعاطفة الشاعرة ، تلائم الجو النفسي والشعوري ..
———؛؛؛؛؛؛؛———

**”من حيث اللغة والمضمون والتجربة الشعرية “
استخدمت الشاعرة اللغة الجزلة في سلاسة ، كما استخدمت الجمل والتراكيب في تناغم إيقاعي ووحدة منطقية حركية ،
مما جعل النص يتسم بالوحدة العضوية ..والتناغم الصوتي الإيقاعي الذي يتلاءم مع الجو النفسي ..فجاءت الأبيات تحمل نسائم البحر النقية الصافية ..
وقد عبرت الأبيات عن تجربة شعرية مرت بها الشاعرة ،
فعبرت عن تجربتها في إطار من الصدق الفني والشعوري ..
وامتزج ذلك بالخيال الخصب والرؤية العقلية الواسعة .
والتأمل والتفكير ،
ونجد ذلك في قولها :-
البحرُ يروي حكاياتٍ كما الكتبِ
والشطُّ يُصغي لهُ كالمدنفِ التعِبِ

يا بحرُ هذي دموعي جئتُ أذرفُها
أخفي لواعجَ حزني في صدى الصخب

هذي السماء على مرآتك انعكستْ
سحرًا شفيفًا من الفيروز لم يغبِ

عند الشواطئِ نرمي همَّنا أملًا
أن يُغرِقَ الموجُ كلَّ الهمّ في اللُّجٌب
تتحدث عن البحر ؛ فهو شاهد يروي الحكايات ، تشخصه.
تحاوره ؛لتجد عنده السكينة والهدوء فتتخلص من آلامها وأحزانها.
ثم تقول الشاعرة وتصف أفعالنا على شاطئ البحر ، ومنظر الغروب وروعته مما يزيد الإنسان تاملًا وحمكة..
نغوصُ في الرملِ والأقدامُ عاريةٌ
والروحُ ترقى إلى العلياءِ والشهب

وإنْ أصخْنا لصوتٍ نحنُ نسمَعُه
فالرملُ يحكي حكايا الموجِ للسُّحُب

نبني قلاعًا، وما ننفكّ نهدمُها
كأنّ في هدمِها السلوى لمُكتئب

عند الغروبِ يلوحُ الغيمُ منتشيًا
وحمرةُ الأفْقِ، تطوي ثوبَ مُنسحِب

تبوحُ نفسٌ بما في النفس من حِكَمٍ
إنّ الصداقةَ حصنُ العمر في الحُقَب

إنّا سنحفظُ عهدًا طابَ منبعُه
ياصحبة الخير -حفظَ الجفنِ للهدُب
ونلحظ هنا استخدام لفظ” أصخنا ” وهو يدل على شدة الإنصات ،وانجذب العقل والقلب للمتحدث ..
يأتي هنا خلاصة التجربة ،والحكمة التي نتجت عن هذا التأمل والتفكر ، والفلسفة التي انبثقت عن عقل واعٍ
وقلب نقي صافٍ..
فتقول:-
هذي الحياةُ بحارٌ كم بها لججٌ
فالنفس تائهةٌ ،والجسمُ في تعَب

تصفو القلوبُ إذا ما آنستْ طربًا
والروحُ تسحرُها ترنيمةُ الطرب

أمّا إذا طالَها غدرٌ بلا سببٍ
أمسَتْ حُطامًا كتمثالٍ من الخشب
وتنهي الشاعرة قصيدتها بتعظيم الله سبحانه وتعالى ، فالتأمل يزيد الإيمان ..ويرقى بالنفس ؛لتعيش في رحاب الله ..
يامنْ رنوتَ إلى الآصال مبتهلًا
سبحانَ من صاغها وشيًا كما الذهبِ

ادعُ الإلهَ بروحٍ منكَ خاشعةٍ
إنْ تَدعُهُ أملًا بالعفوِ يستجبِ

رباه إن ذنوبَ الخلقِ قد عظُمتْ
واستفحل الخطبُ طوفانًا من النُّوَبِ

قد ضاقت النفسُ ذرعًا بانحلالِهِم
والروحُ تنفثُ بركانًا من الغضبِ

ياربُّ أكرمْ بإصلاحٍ لأمتنا
وسدِّدِ الخطوَ، وامنحْ حسنَ مُنقلبِ
ليأتي الدعاء في نهاية القصيدة؛ليظهر حرص الشاعرة على
الأمة ، وانشغالها بالهم العام ، ورغبتها في الإصلاح .
ونلحظ استخدام الفعل المضارع للتجدد والاستمرار واستحضار الصورة ، وكذلك الفعل الماضي للتأكيد والتحقيق ،والأمر للنصح والإرشاد وللدعاء.
وقد منح هذا التنوع النص حيوية وحركة ، له دورٌ في جذب المتلقي، وحسن الالتفات لدلالات الأفعال وما توحي إليه .

——؛؛؛؛؛؛؛؛؛———
** “من حيث الأساليب والصور والفنيات “
استخدمت الشاعرة الأسلوب الخبري للتأكيد والتقرير ،
ونجد ذلك في
البحرُ يروي حكاياتٍ كما الكتبِ /والشط يُصغي لهُ كالمدنفِ التعِبِ /هذي السماء على مرآتك انعكستْ /سحرًا شفيفًا من الفيروز لم يغبِ /قد ضاقت النفسُ ذرعًا بانحلالِهِم
/والروحُ تنفثُ بركانًا من الغضبِ .
كما نجد الأسلوب الإنشائي الذي يثير الذهن ويجذب الانتباه ويدفع الملل ..
فنجد النداء في:- يا بحرُ هذي دموعي جئتُ أذرفُها/ يامن رنوت إلى الأصال / رباه إن ذنوبَ الخلقِ قد عظُمتْ
ياصحبة الخير للتعظيم / يارب للتعظيم والدعاء.
ونجد الأمر في ادعُ الإلهَ بروحٍ منكَ خاشعةٍ للنصح والإرشاد والحث / أكرمْ، سددِ الخطو ، امنحْ للدعاء .


للصور الجمالية والفنية دور كبير في الارتقاء بالنص الشعري
وهي من الفنيات الأساسية له ..وكلما كانت طريفة معبرة
ملائمة للحالة والجو النفسي زادت القصيدة بهاءً
و قصيدتنا هذه عامرة بالصور الجمالية الرائعة التي جعلت النص لوحة فنية ، تجاوزت الحد السمعي إلي البصري ،
وهي صور حركية تتناغم مع الموسيقى الخارجية والداخلية
فصار النص سيمفونية من الإبداع والإمتاع ..فلا يخلو شطر من صورة جمالية ، لها وقعها ، وجاء بعضها في تقابل ليزداد تأثيرها الحسي والمعنوي .
ونجد ذلك في بداية النص حيث قول الشاعرة :-
البحرُ يروي حكاياتٍ كما الكتبِ /والشطُّ يُصغي لهُ كالمدنفِ التعِبِ..
نجد التشخيص للبحر ،وللشط، والعلاقة الأبدية بين البحر والشط واستخدام لفظ المدنف وهو العاشق الذي اتعبه العشق ، وهو المرتبط بغيره حتى الفناء فيه.
ونجد :-
هذي السماء على مرآتك انعكستْ
سحرًا شفيفًا من الفيروز لم يغبِ
صورة كلية حركية ضوئية بصرية ..تعلو بنا جمالًا وتهبط رقة
وصفاءً..
وكذلك
نغوصُ في الرملِ والأقدامُ عاريةٌ
والروحُ ترقى إلى العلياءِ والشهب
صورة حركية معنوية ..فيها تقابل وهي عكس الصورة السابقة جمعت بين المادي والمعنوي تتصاعد من أسفل إلى أعلى؛ لتظهر أثر السير على الشاطئ في النفس والروح
وكذلك :-
عند الغروبِ يلوحُ الغيمُ منتشيًا
وحمرةُ الأفْقِ، تطوي ثوبَ مُنسحِب
تصوير رائع فقد أكثر الشعراء من ذكر الشفق في قصائدهم ،
لكن الشاعرة هنا ابدعت في الصورة والتشخيص ..فكأن الصورة بمشهديتها كائن حي ..مما يجعلنا نتأثر بالصورة
ووبالعمق البياني فيها ..
ويستمر هذا التصوير الرائع في قولها
تبوحُ نفسٌ بما في النفس من حِكَمٍ / إنّ الصداقةَ حصنُ العمر في الحُقَب /هذي الحياةُ بحارٌ كم بها لججٌ/
تصفو القلوبُ إذا ما آنستْ طربًا/والروحُ تسحرُها ترنيمةُ الطرب ./والروحُ تنفثُ بركانًا من الغضبِ .
صور رائعة طريفة ملائمة للجو النفسي ، فيها عمق وصدق
ووجدان وشفافية، سلسة غير متكلفة .
——–؛؛؛؛؛؛؛——–
**المعاني والمحسنات البديعية” الموسيقى الداخلية “
تقوم الموسيقى الداخلية بدور كبير في الشعر ؛فهى التي تحدث التشويق والإثارة والاستمتاع ،وتظهر من خلال حسن اختيار الكلمات وتنوع الجمل والأساليب ، وحسن التقسيم ،وتوازن الجمل والعبارات واستنطاق الجملة ،واختيار المفردات المناسبة المعبرة عن الحالة الوجدانية والشعورية .
واستخدام التقطيع الصوتي والجناس والترادف والتضاد
وغير ذلك من المحسنات البديعية ،وجميل المعاني
فاستخدمت الشاعرة الأساليب التي تعكس الحالة ،وتظهر الرؤية ، استخدمت الشاعرة الخبر والإنشاء وقد سبق توضيحهما ،كذلك
التقديم والتأخير، مثل عند الشواطئ نرمي همنا أملًا
للتأكيد ،كذلك وكأنّ في هدمِها السلوى لمُكتئب ..
ونلحظ هنا اتساق المعاني وامتزاجها بالصور والمحسنات في إطار جمالي فريد..
ومن المحسنات البديعية ..نجد التضاد في يروي ، يصغي / نغوص ،نرقى /نبني ،نهدمها /يلوح ،تطوي/ والمقابلة في التصوير الرائع
نغوصُ في الرملِ والأقدامُ عاريةٌ
والروحُ ترقى إلى العلياءِ والشهب/
نجد كذلك التصريع في البيت الأول ، والجناس في الكتب التعب / ونجد حسن التقسيم والاعتماد على الجمل القصيرة المتناغمة مثل :-
نغوصُ في الرملِ والأقدامُ عاريةٌ
والروحُ ترقى إلى العلياءِ والشهب/
هذي الحياةُ بحارٌ كم بها لججٌ
فالنفس تائهةٌ ،والجسمُ في تعَب /
ياربُّ أكرمْ بإصلاحٍ لأمتنا
وسدِّدِ الخطوَ، وامنحْ حسنَ مُنقلبِ/

استخدام رائع للجمل .واستنطاق لها ..يبرز الحالة في إطار فني بديع
يعتمد على الإيجاز والتكثيف والتلميح ،ودقة التصوير ..وحسن اختيار الألفاظ. ..والوحدة العضوية .
فامتزجت الموسيقى الخارجيةمع الداخلية مماجعل النص كائنًا حيًا يشع بالحركة والتناغم الموسيقي..
يتماس مع الآخر ويؤثر فيه ،ويحقق المتعةوالسرور الداخلي .

———؛؛؛؛؛؛——
**”المؤثرات الحركية والبصرية والبعد الخامس داخل النص “
يظهر في النص البعد الحركي ومؤثرات الصوت والضوء
مما جعل الصور زاهية عامرة بالروح المنطلقة الشفافة الزاهية
ومن المؤثرات الصوتية..يروي / ترنيمة الطرب /صدى الصخبِ/ تبوح نفسٌ/ادعو / رباه
ومن المؤثرات الضوء واللون :-
هذي السماء على مرآتك انعكستْ
سحرًا شفيفًا من الفيروز لم يغبِ/ حمرة الأفق/
ونجد البعد الخامس المتمثل في الارتقاء الروحي الوجداني ،سمو الغاية والهدف ، النقاء والصفاء ، الرضا الذاتي، والسعي إلى إعلاء الذات بالتأمل والمكاشفة والإيمان ، فنجد ذلك في قولها:-

تصفو القلوبُ إذا ما آنستْ طربًا
والروحُ تسحرُها ترنيمةُ الطرب
وفي :-
يامنْ رنوتَ إلى الآصال مبتهلًا
سبحانَ من صاغها وشيًا كما الذهبِ

وفي :-
ياربُّ أكرمْ بإصلاحٍ لأمتنا
وسدِّدِ الخطوَ، وامنحْ حسنَ مُنقلبِ
———-؛؛؛؛؛؛؛؛————-
**التجديد في النص الشعري :-
القصيدة تنتمي للشعر العمودي ..لكنها اتخذت المضمون الحداثي ، فقد حققت الموازنة بين الشكل الكلاسيكي وحداثة المضمون والعرض .ويظهر ذلك من خلال :-
١- العمق الفكري والشعوري ،توافر بالذاتية والوجدان ،والوحدة العضوية داخل النص.
٢- استخدام اللغة الحية والمفردات ذات الدلالة والرمزية والعمق والتلميح.
والاعتماد على الجمل المتوازنة ذات الإيقاع المتناغم .
٣-تنوع الأسلوب ومشاركة المتلقي وجدانيًا وذهنيًا عن طريق التعبير عن العام من خلال الخاص .
٤-الصور تنبع من الذات ،والطبيعة ..انتقلت من الحسي للمرئي يتداخل معها الرمز، وتعتمد على اللقطات الموحية ،والإيحاء والتضاد ..
٥- التشكيل الموسيقي حيث جاءت الموسيقى بشقيها الخارجي والداخلي متجاوبة مع الحالة الوجدانية..تعكسها وتسير في تناغم يحقق النشوة والاستمتاع.
——؛؛؛؛؛؛؛؛؛—–
**…نص جميل يحوي الجمال والفنيات من حيث الشكل
والموسيقى العذبة المتناغمة ..والحركة والإيقاع الملائم للجو النفسي….وهو كذلك إبداع فريد من حيث المضمون ..فهو يتماس مع الآخر يعبر عن مشاعر كل مبدع حقيقي يرفع راية
الإبداع والتنوير يسعى للرقي الروحي والفكري
عبرت الشاعرة عن فكرها وعاطفتها وتجربتها الشعرية بمهارة وسلاسة..وتراكيب حية ..وترصيع للجمل ،وبصور طريفة رائعة ..
فنجد الحركة والحيوية والقوة ..والروح الحرة التي تسري في النص…لتعبر عن الخلود والبقاء …
قصيدة تحقق الإبداع والإمتاع ..
تحياتي أسامة نـور

التعليقات مغلقة.