سيناريو ملائكة الأرض
عبد الصاحب إبراهيم أميري
~~
المشهد الاول – طهران عام 1986
شارع وليعصر – طهران – صباحي – خارجي
لقطة من الاعالي شارع مزدحم بالسيارات ، معزوفة عسكرية، تبث من خلال مذياع السيارات. والمحلات التجارية
المشهد الثاني- شارع وليعصر- طهران – صباحي – داخل السيارة-جواد،جالس في المقعد الامامي جنب السائق،
صوت المذياع-
اعزائي المستمعين. نلفت انتباهكم
ركاب السيارة، يستمعون بدقة للاخبار ،جواد ينظر للخارج عبر نافذة السيارة ، لقطة كبيرة لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون يشير للسائق بالتوقف
جواد- قف. ،نازل
تقف سيارة الاجرة مقابل مبنى الاذاعة والتلفزيون ،بينما يريد جواد ترك السيارة ،سيارة إسعاف تمر من امامه ، يترك جواد السيارة، بعد أن يدفع للسائق الأجرة
المشهد الثالث- شارع وليعصر- طهران-صباحي-خارجي، يجتاز جواد الشارع ،صوب مبنى الاذاعة والتلفزيون، المعزوفة العسكرية ، تسمع من السيارات المارة بالشارع، يتخللها هذا النداء
،
اعزائي المستمعين. نلفت انتباهكم
المشهد الرابع- مبني الاذاعة العربية- صباحي- داخلي
يدخل جواد المبنى. صوت المذيع يسمع عاليا في الممر
نلفت انتباه مستمعينا الي هذا الخبر
يقف جواد مستمعا ، يغير إتجاهه صوب الاستوديو
المشهد الخامس-مدخل الاستوديو- داخل الاستوديو-صباحي-داخلي
لافته صغيرة عند مدخل الاستوديو
استوديو رقم 3-
يدخل جواد للاستوديو، دون أن يخلق صوتا إضافيا، يسلم بيدة على الحضور، يردون عليه التحية
المخرج يشير بيده علامة البدء ،المذيع من داخل الاستوديو يقرأ من أمام نص مكتوب ، نراه من خلال الزجاج العازل بين الاستوديو وخارجه
المذيع – اعزاءنا المستمعين، نلفت انتباهكم الي ما جاءنا توا
باسم قاصم الجبارين
حققت. قواتنا باسم الزهراء نتائج باهره و حررت قرابة 150 كيلومترا من منطقة الشلامجه الحدودية والتي كانت تحت الاحتلال
وما النصر إلا من عند الواحد الاحد
ترتسم الإبتسامة على الوجوه، فرحة بتحقق النصر
يترك جواد الأستوديو مودعا،
المشهد السادس -ممرات الاذاعة العربية-صباحي-داخلي،
يتجه جواد إلى مكتبة،
الكاميرا تلاحقه ،يلتقي بعدد من الموظفين الناطقين بالعربية ، والذين لا تزيد اعمارهم عن الثلاثين عاما، اكثرهم أصحاب لحى خفيفة ، متحمسين لاداء عملهم باحسن وجه ،
لقطة قريبة للافته عند باب مكتبه
مسؤول التمثيليات
يدخل جواد الغرفة ويغلق الباب
المشهد السابع
شارع وليعصر – طهران -صباحي-خارجي
سيارات اسعاف تجتاز الشارع بسرعة، حسن ،شاب في الخامسة والعشرين من عمره ، يقف عند مدخل الإذاعة والتلفزيون ، يراقب سيارات الإسعاف
يسأل أحد حراس الإذاعة باللغة الفارسية وبلهجة عربية
حسن- ماذا حصل
الحارس -من أوائل الصباح ولحد الان سيارات الاسعاف تنقل المصابين بالكيمياوي، ي
حسن- لا رحمة في قلوبهم
المشهد الثامن
غرفة مسؤول التمثيليات، صباحي -داخلي، حائط الغرفة ملئ بصور من نشاطات الفرقة التمثيلية
منضدة عمل اضافة الى منضدة اجتماعات مستديرية حولها عدد من الكراسي ، جواد يتوسط مجموعة من الشباب،
جواد- الغايب عذره ويايه، الغايب الوحيد حسن ،
أحدهم- حسن ملتزم بالمواعيد ، شوف أشصاير
جواد-اني اعرف التزامه وين، بس شوف اش صاير
أحدهم-،نبدأ بالمقدمات حتى يوصل
جواد-الصبر طيب
طرق على الباب ،
جواد – تفضل
يفتح الباب يظهر حسن عند الباب.
حسن-السلام عليكم
ينحني بطريقة تمثيلية ،
حسن- اعتذر من الجميع التأخير كان خارج إرادتي ،
أحدهم-ان شاء خير
حسن – والله ما ادري شكول ،كومه سيارات إسعاف فاتت من مقابل الاذاعة
جواد- أمر طبيعي ، اكو هجوم ، والهجوم يقدم ضحايا من الجانبين ،
حسن-صح، بس مثل ما اسمعت المجاريح مصابين بالكيمياوي
جواد-عجيب أمر الرجل ،
أحدهم- هاي مو جديدة علينة ، خلي الحجي بعدين ،
اتفضل استاذ جواد
جواد- بسم الله الرحمن الرحيم
سنبدأ التمارين من الاسبوع القادم إن شاء. المسلسل في سبع حلقات
و يحكي جانب من معاناة العائلة العراقية ، الاحداث تجري عام 1985 وفي مدينة بغداد ، وصراع خفي بين الابناء. أحمد الشاب الموالي للأب الطيب ، أما قيس الأبن الآخر ، (ينظر الى حسن )
بالطبع حسن راح يمثل شخصية قيس
حسن- اني اشكر حسن ظنكم بي
جواد- عفوا
بالطبع حسن خرج عن نظام الاسرة وقوانييها،
مقدمات العمل جاهزه، ستكون لنا تمارين مكثفة والتصوير بعد شهر
يرن جرس الهاتف ، يذهب حسن صوب الهاتف
حسن-ألو
الهاتف- السيد،اميري
حسن- حضرتكم
الهاتف-، لدينا عمل مستعجل
حسن-يردوك الك أستاذ جواد
يتناول جواد سماعة الهاتف
جواد- تفضلوا
المشهد التاسع -مشفى جمران، صباحي-داخلي-غرفة التعبئة
شاب في الثلاثين ، يرتدي ملابس التعبئة يتحدث في الهاتف
الشاب – الله يساعدك اخي
جواد (من خلال السماعة)
(اشكرك، حضرتكم)
الشاب- انا من التعبئة
جواد-(تفضل)
الشاب-حضرتك تعرف الحاج علي سيابوش)
جواد- نعم، صاير شئ
الشاب- مجروح كيميائي،
صحته لا بأس بها ،يرغب برويتك
المشهد العاشر مکتب غرفه التمثلیات
صباحی-داخلی
جواد ماذا قلت، مجروح كيميائي
الشاب- ( عبر الهاتف)
لا تخف ، تعال الي مشفى جمران
جواد-ماذا تعرف عن كريم
الشاب-تعال للمشفى
جواد یترک سماعة الهاتف ويجلس على الارض منهارا
جواد-ياالهي کن عوني
يسرع حسن ويأتي له بقدح من الماء
المشهد الحادي عشر
سيارة اجرة-ليلي-داخلي يجلس جواد بالقرب من السائق ، السيارة تخترق شوارع طهران ،يسرح جواد بعيدا
المشهد الثاني عشر
الزينبية-أصفهان-صباحي-خارجي
سوق الزينبية
جواد-مو صحيح تقبل عاطل عن العمل ، ما معلوم شوكت تخلص الحرب
علي- هنا شغل ماكو.
ثم اني مو عاطل. الجبهة موجودة
جواد- محد مانعك من الجبهه ، انت اكبرت، لازم تكون أسرة ،
علي- اشلون؟
جواد-تعال لقم يحتاجون واحد مثلك. ، اني اعينك
علي-اني اشكرك هوايه
المشهد الثالث عشر، ليلي،- داخلي ، داخل السيارة
صوت المذياع يقطع تاملات جواد
أعزاءنا المستمعين
استطاعت قواتنا الباسلة من تدمير قوات العد و، تدميرا كاملا
وما النصر إلا من عند الله
المشهد الرابع عشر- قم المقدسة-، عام 1981-ادارة الضرائب- مكتب جواد- صباحي-داخلي
عدد كبير من الاضابير تشغل مكتب جواد ، جواد مشغول بتدقيق الحاسبات، صوت طرق على الباب ،
جواد-(دون أن يرفع رأسه ) تفضل
علي-السلام عليكم
يرفع جواد راسه صوب الصوت، يرى عليا ،يبتسم فرحة
جواد- ،عليكم السلام ، ها اشلونه شغلتك
علي-الحمد لله، الكل راضين مني
جواد-اتفضل اجلس
يجلس علي مقابل جواد
المشهد الخامس عشر-ردهات المشفى -ليلي–داخلي،
يظهر جواد بالردهة، الردهة مزدحمة بالزائرين والعاملين، أغلبهم يرتدون الملابس والاقنعة الواقية من الكيميائي، أول شخص يصادف جواد، يساله عن الشخص الذي إتصل به ،يشير إلي غرفة معينه، يتجه جواد ،صوب العنوان
المشهد السادس عشر-مكتب التعبئة- ليلي -داخلي
الشاب يتفحص جواد جيدا
الشاب- علي أكد مرارا على رؤيتك كثيرا
جواد- كيف حال شقيقة كريم
الشاب- حسب معلوماتي ،إنه مصاب، نقل الي أصفهان،
ارتدي لباس الوقاية، واذهب لزيارته
المشهد السابع عشر-ليلي-داخلي
صالة كبيرة جدا، الأسرة بثلاثة طوابق واربعة صفوف، حتى من الصعب أن تجد لك موضع قدم ،جواد يتفحص الوجوه بدقة متناهبة، لا يزيد عمرهم عن الثلاثين عاما ، واغلبهم بعمر الزهور،شدة الحالة والاصابة تختلف من شخص الى آخر
جواد،لا يستطيع السيطرة على نفسة ،دموعة تجري لا اراديا، صوت يشبه صوت الابكم يعلو بوضوح ، كمن ينادي شخصا ،يقف جواد في مكانه ويدقق النظر ثانية في الصالة، يعلو الصوت مجددا ،ينظر صوب الصوت ، واذا به يشاهد سيقانا كثيفة الشعر، انها سيقان على
تتحرك الكاميرا من الساقين الى الاعلى واذا بوجه على الباسم، ،يبتسم لجواد مبتهجا، يسرع نحو علي،
اسئلة كثيرة تراود علي يرغب في طرح الاسئلة مقدرته على النطق محدودة
، يضغط على نفسه
علي-شفت كريم مجروح. هسه اشلونه
جواد-زين
علي-الحجي اشلون
جواد-زين، ما يدري بيك، انت بالمشفى
علي-بناتي اشلونهم
المشهد الثامن عشر -حرم السيدة معصومة صباحي-خارجي
جواد- سمعت ناوي تروح للجبهة
علي-لعد شنو اسوي، اذا اني ما اروح، انت ما تروح منو يروح
جواد- علي انت عندك ثلاث بنات ، الكبيرة عمره اربعة سنوات والزغبرة أشهر
وأبوك رجال شايب، الجبهة مو الك
علي-لعد المن
جواد-للشباب، اللي ماعدهم مسؤليت عائلة ،مثل اخوك كريم
على-(يضحك)قمت تفتي
المشهد التاسع عشر-مكتب التعبئة- ليلي -داخلي
يقف علي أمام الشاب مبهوتا
الشاب – تريد تقول شئ
جواد-صحة علي اشلونه
الشاب-شكرا لله زينه
جواد-ضال محتار ،اروح لاصفهان، لو ابقه يم علي)
الشاب- ابو زوجتك، رجل عجوز ومحتاجك
جواد-كريم، استشهد
الشاب- نعم ،الله يصبركم
المشهد العشرین
حافلة نقل الركاب-طريق خارجي- لقطة قريبة للافته تشير للمسافة الباقية حتى مدينة أصفهان،410 اصفهان
المشهد الحادي والعشرين
حافلة نقل الركاب- جواد و زوجته يشغلان ،كرسيين، تبدو الحيرة على وجه الزوجه ،
الزوجه- جواد
جواد- نعم
الزوجه- علي تتحسن حالته
جواد-ان شاء الله، انت شفتيه ، عجيب أمر علي اي هو وين والجبهه وين
جواد-علي وأمثاله. همه اللي حارسين هالثوره،
تعرفين حاج حسيني ،الموظف اللي كان يعمل ويانه بدائرة الضرائب
الزوجه- اي أعرفه
المشهد الثاني والعشرين
دائرة الضرائب-مكتب جواد–صباحي- داخلي
اضابير عديدة على مكتب جواد، يدخل الموظف حاج حسيني، يكاد ينفجر غضبا
الحاج حسيني-لا أدري لمن اشكي همي، أريد بيع بيتنا واهدي ثمنه لجبهات القتال، زوجتي تعترض ولاتسمح لي
جواد- هل لک بیتا غیر خدا البیت
حاج حسینی- . كلا ،نحن نريد وطن عامر،،لا نريد احدا يحكمنا
جواد- الحق مع زوجتك السيد حسيني،البيت يعد بمنزلة مامن العائلة
حاج حسینی-استأجر بيتا، جبهات القتال ، تحتاج الي اموال ودماء ، البيت من دون امان لا ينفع شيئا
المشهد الثالث والعشرين
-حافلة نقل الركاب -الطريق العام خارجي -صباحي،صوت جواد خارج الكادر
جواد-اخبروني الاخوة في الدائرة ، إنه سكن جبهات القتال واستشهد أخيرا، في عمليات كربلاء الخامسة
المشهد الرابع و العشرين
حافلة نقل الركاب -صباحي-داخلي
جواد-ينقل ان شهداء هذه العملية تزيد عن ستين الف شهيد
المشهد الخامس والعشرين
شوارع مدينة أصفهان-خارجي-صباحي
موكب جنائزي كبير يضم اكثر من مئتين شهيدا تتقدمها الفرقة الموسيقية العسكرية، وجمع من المسؤولين وعوائل الشهداء ،نلحظ بين المشيعين، جواد، الحاج حسين ،اشقاء الشهيد
المشهد السادس والعشرين
حسينية-ليلي-داخلي
حشد كبير من المعزين ازدحموا على مائدة الطعام، وهم يتناولون طعام العشاء ثوابا على روح الشهيد كريم
عند مدخل الحسينية، يستقبل الحاج حسين وجواد ، واشقاءه المعزين،يقترب أحد المعزيين الي جواد يصافحه
المعزي- البقية بحياتك استاذ جواد
جواد- حياتكم الباقية
المعزي-إتصل بي حسن اكرمي ، وطلب مني أن اخبرك ، علي استشهد ،
يصفىر وجه جواد ، يتغير لونه،يمسك بيده المعزي ويجلسه على الكرسي ، يلاحظ الحاج حسين الأمر، تسيل الدموع من عينيه
يصرخ جواد بصوت عال لا شعورية
جواد- علي
المشهد السابع والعشرين
حفل الحناء، شقيقات على يحملن على الرؤوس صواني الحناء والشموع ، ويشكلون موكبا جميلا، يتقدمنه صوب علي وهم يرددن بصوت واحد
الشقيقات- مبروك عرسك يا علي
جواد يمسك بيد علي فرحا
الحاج حسين يرمي بالنقود المعدنية تحت أقدام ابنه مبتهجا
المشهد الثامن والعشرين
الطريق العام- سيارة أجرة -صباحي- خارجي-
يقودها احد اصدقاء على ، جواد و محمد داخل السيارة لافته تشير
250 كيلومتر حتى طهران
المشهد التاسع والعشرين
صالة وثلاجة الشهداء-صباحي-داخلي
صالة كبيرة تسع لاكثر من خمسائة شهيد ،
عدد كبيرا جدا من التوابيت منتشرة في الصالة بعضها ملفوفا بعلم الجمهورية الاسلامية ، واخرى بقماش أبيض، ، يدخل جواد للصالة بحثا عن علي ، يقف مذهولا عند الباب الرئيسى، وليس أي علامة تشير الي التابوت، يتمم بين شفتية بهمس
جواد-علي اشلون هسه الگیک
صوت يسمع من تابوت في وسط الصالة
التابوت – انی هنايه
يسرع جواد صوب التابوت، واذا بأصوات عديدة تصل إلى مسمع جواد
الاصوات-اني هنايه
يحتار جواد ويبقى عالقا في مكانه ، احد التوابيت يرفع غطاءها، يسرع جواد للتابوت واذا به يواجه على
المشهد الثلاثين
شوارع مدينة أصفهان-خارجي-صباحي
موكب جنائزي كبير يضم اكثر من مئتين شهيدا تتقدمها الفرقة الموسيقية العسكرية، وجمع من المسؤولين وعوائل الشهداء ،نلحظ بين المشيعين، جواد، الحاج حسين ،اشقاء الشهيد وهم يرفعون صورة علي وكريم
تعليق
تعلمنا آيات الصبر من الحاج حسين ، والد علي وكريم، اكملن بنات علي دراستهن الجامعية وتزوجن وانذرت الزوجة الشابة زوجة علي. نفسها لخدمة بناتها كما اوصى بهن علي
عبد الصاحب إبراهيم أميري
التعليقات مغلقة.