موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

” سينمائية القصيدة ،وبانوراما الإبداع الشعري “دراسة نقدية تحليلية لقصيدة ” ليل خارجي “…للشاعر مدحت رياض . نقد وتحليل أسـامة نـور

199

” سينمائية القصيدة ،وبانوراما الإبداع الشعري “
دراسة نقدية تحليلية لقصيدة ” ليل خارجي “
للشاعر / مدحت رياض .

نقد وتحليل/ أسـامة نـور


——؛؛؛؛؛؛——–
(ليل خارجي )
شعر/ مدحت رياض
المشهد يشبه ليل خارجي
والرمل وكاشفاه قمرايه
يتخبى بضلة شجرايه
ويلملم همه في أوراقها
البرد من الحلم سرقها
فانتحرت قهرًا في الشارع
الفجر هيستنى وراجع
والريح كما نوبة انذارك
الليل خواف شكل نهارك
بتأجل دايمًا أفكارك
وبتزرع حلمك ع المية
الفجر مقرب كالمارد
والليل بيلملم في نجومه
وبطلنا بيظهر كالشارد
والكل معاتبه وبيلومه
فتحس المشهد كان ناقص
فنعيد كلاكيت ٢٠٠ مرة
والجمل المتعادة المُرة
بتعدي وتسرق في الصوره
فتروح للساقية المهجوره
وتجمع في حوار ومعاني
والليل كما ناي بس مسافر
بيلحن للغربه أغاني
وبحسك واقفه وسامعاني
والكاميرا تلف ف زوايانا
تظهر مارونيت ومكسورة
في الليل وخيوطه وبتصارع
والصمت مساعد بسكوته
فالقلب بيتجلجل صوته
وبيملا ف مشهد كان جامع
كما شئ م الخوف يلمس قلبي
فيحسك أوقات كما ذنبي
ومجاش الوقت لغفرانه
الفجر بيفرش ألوانه
مع إن المشهد ليل خارجي
فالكادر ف لحظة يبان كامل
والزوم على ركن ف أركانه
قبطان والمركب غرقانة
مع طير بيغني لسجانه
والليل استسلم بسهوله
ونجومه الخالية من الحيله
في الفجر بتصبح مجهوله
الشمس بتسبقها طبولها
وبيهرب قدامها سكوني
الكاميرا تركز في عيوني
وبتنهي المشهد مع دمعه
تتحول لطوفان ومواجع
الفجر ازاي أصلًا راجع
مع إن المشهد ليل خارجي
————-؛؛؛؛؛؛؛————–
**مقدمة :-
إن للشاعر مطلق الحرية في التعبير عن مشاعره وأحاسيسه بالطريقة التي تناسبه ،وتتوافق معها ذائقته ،
وتناسب ميله ومشاعره ، ولكن يجب أن يدرك أن الأمر لن ينتهي به ؛ فبعد طرحه القصيدة ،أونشرها يتلقفها
المبدعون ،والمتلقون والمتذوقون ،والنقاد ، ويبقى الإبداع والتجديد والالتزام بفتيات وآليات الشكل الشعري ، والتجديد في المضمون ،والتصوير هو الفيصل في تلقى النص والإعجاب به ، فيجب أن يحقق النص الإبداع والإمتاع ..
وشعر العامية يرتبط بالواقع ،ويصوره بدقة ،فهو إنعكاس للواقع ،وآلامه وافراحه ،لذا نجد شعراء العامية ، يستخدمون التشكيل الصوتي والبنيوي ،بالتزامن مع قضايا واقعية عامة فيحدث ذلك صدي للمتلقي وتجاوبًا مع النص ،بالإضافة إلى اللهجة العامية المستخدمة التي يفهمها الجميع ،
ورغم الهجوم على الشعر العامي من بعض اللغويين ،وهذا الهجوم مبعثه حب اللغة العربية الفصحى ،والغيرة عليها وقد أدى ذلك إلى إهمال النقاد لشعر العامية ، لكنني أرى “أن لشعر العامية دورًا كبيرًافي الأدب ؛ فهو أدب شعبي يرتبط بالواقع والناس ،ويعبر عن آلام الأمة وأفراحها ،وقد تطور بفضل شعراء كبار ؛أثروا في حركة الشعر والأدب ،مثل صلاح جاهين ،بيرم التونسي ،فؤاد حداد ،عبد الرحمن الابنودي ،ونبيه محفوظ وغيرهم ،
وقد تطور الشعر العامي على مستوى الشكل ،فانتقل من الزجل الذي يشبه القصيدة العمودية إلى التفعيلة الواحدة، كالشعر الحر ..
كما أن هناك شعراء يكتبون ( الشعر العامي النثري ) الذي لا يلتزم بتفعيلة واحدة مثل الشاعر طارق مراد ..ويقابل ذلك شعر النثر بالفصحى ،
ومن هنانجد تطور شعر العامية كان متوازنًا مع الشعر الفصيح .
———–؛؛؛؛؛؛؛————
**”في ماهية العنوان “
للعنوان أثر كبير في تلقي النص والتجاوب معه؛ فهو نص مصغر يعبر عن مضمون النص الأصلي ، وهو عتبة رئيسة من عتبات النص وقد ذهب إلى ذلك الناقد الفرنسي “جيرار جينت ” في كتابة “عتبات النص “..
وقصيدتنا هنا بعنوان” ليل خارجي “
يمكن قراءته بالفصحي ليلٌ خارجي”
ليل هنا خبر لمبتدأ محذوف ، وخارجي نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، ،ويعكس العنوان هنا لغة النص .فهي لهجة عامية ولكنها قريبة من الفصحي ، فهي عامية راقية مصفرة بالفصحى ، التي يطلق عليه “العامية المتفصحة”
التي يستخدمها الشاعر بتقنية عالية ؛فتحقق الدهشة وسعة الخيال ،والحركة والتناغم الموسيقي …
والعنوان أيضًا “ليل خارجي ” يدل على سيناريو مشهد درامي سينمائي” وهنا يمتزج الأدب بالسينما ليصور الحالة بمشهدية عالية ، ويجعل الأدب الصوتي المسموع مرئيـًا من خلال التشكيل البنيوي ،والتصوير الواقعي والتخيلي …فالشاعر هنا يخلق عالمه الذي يبدع فيه ؛ بما يحقق الدهشة والإمتاع ،والتشويق ، فالشاعر هنا يكتب عبر النوعية ،يصوغ كلماته في نسيج بين الشعر والسيناريو في” بانوراما
إبداعية رائعة “
ومن رواد هذا النوع من الكتابة الشاعر( كاظم الحجاج )والشاعر (نبيه محفوظ )
إن الهدف هو خلق مسار جديد للإبداع ، يؤجج الحدث دراميًا ، ويصل إلى المفارقة والمكاشفة ؛ليصل بنا إلى بؤرة الموضوع في القصيدة ( والذي يُعرف في السيناريو ) باسم( الحل ) ويعود بنا ذلك إلى (أرسطو )وشروط الفعل الدرامي..
كما أن العنوان هنا يحمل التلميح ، والإسقاط والرمزية ،فقد يرمز لليل بالظلم والفساد والقهر ، وخارجي أي أنه فوق طاقة الشاعر فهو ليل يلف الكون ولا يملك الشاعر إبعاده ، فهي عوامل مجتمعية ، خارجية …
كل هذا جعل العنوان مؤثرًا ،مشوقًا ، متعدد الدلالة .
يحفز المتلقي للدخول في سينما النص لمشاهدته والتمتع به .
———-؛؛؛؛؛؛؛؛؛———
**”من حيث الشكل والموسيقى “
كتب الشاعر النص باللهجة العامية المتفصحة ، العامية الراقية ،وقد التزم الشاعر الشكل التفعيلي ؛بتكرار التفعيلة بعدد متغاير في كل سطر شعري ..
ونجد ذلك في
( المشهد يشبه ليل خارجي
والرمل وكشفاه قمرايه
بتخبي بصلة شجرايه
ويلملم همه ف أوراقها
والبردمن الحلم سرقها
نلحظ تكرار التفعيلة، ونجد تكرار القافية في كل سطرين
مما يحدث نغمة موسيقية عذبة رنانة متسارعة ، ومشهدية وصور مرئية ..
والتفعيلة هنا هي تفعيلة بحر المتدارك “فاعلن ” ويختلف تتكرارها في الأسطر الشعرية. وقد استخدم الشاعر الزحافات والعلل المناسبة لهذه التفعيلة ..
من الممكن للشاعر في الشعر العامي أن ينتقل من تفعيلة لآخرى قريبة منها ،في الدائرة العروضية ، والتنوع الموسيقي في القصيدة الواحدة . وهذا بخلاف الشعر الحر الفصيح الذي يلتزم تفعيلة واحدة في القصيدة كلها ،
والموسيقى في الشعر العامي مبنية على النطق ، والقراءة الصحية ، كمايمكن في العامية التقاء ساكنين .
……ونلاحظ هنا انسيابية الموسيقى ،والحركة والتناغم الصوتي ،وسرعة الإيقاع الذي يتناسب مع تصوير الكاميرا ، كأن الموسيقى هنا موسيقى تصويرية لمشهد سينمائي تتوافق مع حركة الكاميرا وتنقلها .
نجد ذلك في قوله :-
والريح كما نوبة إنذارك
والليل خواف شكل نهارك
بتأجل دايمًا أفكارك
وبتزرع حلمك ع الميه
نلاحظ هنا الحركة والتصوير المرئي والتناغم الموسيقى والإيقاع المتسارع، كما نجد القافية المصغرة في إنذارك ،نهارك ،أفكارك “
——-؛؛؛؛؛؛؛؛؛———–
** “من حيث اللغة والمضمون والتجربة الشعرية “
استخدم الشاعر اللهجة العامية القريبة من الفصحى ؛فهي عامية راقية ،فنجدكلمات فصيحة مثل يشبه ، ليل خارجي ،يتخبى ، ويلملم
،ونجد بعض الأسطر الفصيحة مثل
“فانتحرت قهرًا في الشارع”
“فالقلب بيتجلجل صوته “
الشاعر يعبر عن تجربته الشعرية ،وتعبيره الذاتي بشكل سيناريو سينمائي ؛فيبدأ بتصوير المشهد ،ووصفه، والتركيز على بعدي الزمان والمكان ، بالإضافة إلي النهج التفاعلي الذي كان محورًا يدور حوله سيناريو المشهد وقد جاءت المفردات لتؤكد ذلك مثل :-
المشهد يشبه ليل خارجي ..مقدمة لسيناريو ،وكذلك كلاكيت ،والكاميرا تلف ،فالكادر في لحظه يبان كامل “
“وبتنهي المشهد مع دمعه”
وبطلنا بيظهر كالشارد “
“والزوم على ركن ف أركانه “
وقد ذكر الشاعر هنا التفاصيل العامةو الخاصة بالسيناريو في إطار شعري يلتزم فنيات وآليات الشعر ،وقام بتصوير الحدث بكاميرا الكلمة ،بشكل تقني ،واحترافية شديدة فقام بالتقاط السور السمعية البصرية ،وتحويلها لصور مرئية ، وبترابطها وتسلسلها كونت سيناريو لمشهدٍ سينمائي متكامل ،
واستخدم الجمل القصيرة ،والإيقاع والسريع ، فكان ذلك بمثابة موسيقى تصويرية للمشهد السينمائي ..
**يصور الشاعر في النص ألمه الداخلي، صراعه الذاتي ويسقطه على الواقع ،فالليل الخارجي ماهو إلا انعكاس الليل الداخلي الذي يعانيه الشاعر ، لذلك أسقط هذا الليل على الكون ،واتخذ من سيناريو ” ليل خارجي ” والحدث الدرامي نقطة إنطلاق للنص السينمائي فيقول الشاعر في بداية النص:-
المشهد يشبه ليل خارجي
والرمل وكشفاه قمرايه
بتخبي في ضله شجرايه
البرد من الحلم سرقها
فانتحرت قهرًا في الشاعر .
مزيج بين وشائج متعددة ،وتداخل الأنواع الأدبية ، نجد الشعر بإبهاره ،وصوره وايحاءاته ,ورمزيته وموسيقاه المتناغمة ..
ونجد السيناريو والمشهدية ،ونجد الحس القصصي فهذا المقطع قصة قصيرة جدًا ،مكتملة العناصر والفنيات ، فالشاعر هنا يجيد المزج بين الفنون الأدبية ،والكتابة عبر النوعية، والتعبير عن الألم الداخلي من خلال رسم صورة كليه ،في الأفق التخيلي الواسع للشاعر؛ فيجعل الكون والطبيعة الخارجية تتفاعل معه ،وتتأثر به،
فيقول الشاعر:-
الفجر هيستنى وراجع
والريح كما نوبة إنذارك
والليل خواف شكل نهارك
بتأجل ديمًا أفكارك
وبتزرع حلمك ع الميه

استخدام الرمز والإيحاء والإسقاط …في الفجر ،الريح ،اليل .
فكان هذا السيناريو ” لليل الخارجي” معادلًا موضوعيًا مواريًا لليل الداخلي المسيطر على الشاعر ،ويعكس تجربته الشعرية ،وآلامه النفسية ،والصراع الداخلي بين الواقع والخيال بين الحادث والمأمول ،والنهار يمثل رمزًا للحرية ،هو رغبة الشاعر في التحرر من قيود الواقع وسطوته
إنه رمز للتمرد على آلامه الداخليه وانتزاعها ، وعلى الآلام التي مر بها،وسيطرت وجدانًا وفكرًا عليه ، وأصبح لاشعوريًا أسيرًا لها .
فيقول الشاعر:- ليصف نفسه بالبطل
وبطلنا بيظهر كالشارد
والكل معاتبه وبيلومه
فتحس المشهد كان ناقص
فنعيد كلاكيت ٢٠٠مره
والجمل المتعاده المره
بتعدي وتسرق في الصوره
فتروح للساقيه المهجوره
جمل متلاحقة وصور ممتابعة ،وسرد سينمائي متقن،
إن البطل هنا هو الشاعر نفسه الذي يتحمل الألم والصراع ،واللوم والعتاب ،
يستخدم الشاعر صور منفصله وجمل مفككة ،لقطات متعددة ..
ولكن عند تجميعها والقيام بالمنتاج لها يتكون المشهد السينمائي الكامل ،
ويستمر الشاعر في مزج الألم الخاص بالعام ..وطرح صراعه النفسي الداخلي فيقول :-
والزوم على ركن ف أركانه
قبطان والمركب غرقانه
مع طيربيغني لسجانه
والليل استسلم بسهوله
ونجومه الخاليه من الحيله
في الفجر لتصبح مجهوله .
هنا تعدد الرمز والإسقاط على الواقع ،ومزج العام بالخاص ،
فنجد كلمات لها رمزيتها ودلالتها وإسقاطها ،مستخدمًا الشاعر هنا التلميح لا التصريح ، وتعدد الدلالة؛ وهذا من أرقي وأعلى جماليات الشعر وأكثره متعة ..”من وجهة نظري “
فإي أرى أن” الإبداع تلميح لا تصريح، هو ما يؤثر في المتلقي وجدانيًا ، ويثير الذهن ويبعث على التفكير .
في إطار من التصوير البديع، والمفردة الدقيقة متعددة الدلالة المشبعة بالحركة والتناغم الصوتي ومزج العام بالخاص،
مما يحقق الدهشة ،والإمتاع ويتماس معه المتلقي “
وقد تحقق ذلك عند الشاعر ،فاستخدم الرمز بحرفيه دون تكلف أو تصنع في “
“قبطان ،المركب ،طير ،سجانه
نجومه ، “
ليصل الشاعر إلى نهاية السيناريو والمشهد فيقول :-
الكاميرا تركز في عيوني
وبتنهي المشهد مع دمعه
تتحول لطوفان ومواجع
الفجر ازاي أصلًا راجع
مع إن المشهد ليل خارجي
نهاية مؤثرة ،باكية ؛البطل لم يتخلص من آلامه وصراعاته ،
بل هي محفورة في بؤرة الوجدان ،ومركز الفكر ،
لينتهي النص كما بدأ ؛فيقر بأن المشهد ليل خارجي ، أي استمرار الليل النفسي الداخلي المتزامن والمتوازي مع الليل الخارجي الواقعي وان فجر التحرر منهما مازال بعيدًا.
———-؛؛؛؛؛؛؛؛————
**”من حيث الأساليب والصور وفنيات الإبداع
كتب الشاعر السيناريو الشعري مستخدمًا الأساليب،والصور التي تكون المشهد السينمائي ، وتنقله بتفاصيله الكاملة لكن غلب الأسلوب الخبري السردي التقريري ، لأن الشاعر يصور بكاميرا الكلمات ، ويبعث صور حركية مرئية…ويستلزم هذا الأسلوب الخبري التقريري ..
فنجد البداية المشهد يشبه ليل خارجي إلي النهاية
” تتحول لطوفان ومواجع..”
ولم يستخدم الشاعر الأسلوب الإنشائي إلا في الاستفهام
بعد خروجه من سيناريو المشهد
في قوله :- “الفجر ازاي أصلا راجع للتعجب والدهشة ..”
كما استخدم الشاعر الفعل المضار؛ للتجدد والاستمرار في يشبه ، ويلملم ، وبتزرع ، بيظهر ،تتحول، وغير ذلك ،وكلها تشع بالحركة ،وتؤجج المشهد الدرامي ، وتشكل بانوراما الحدث الشعري
**من حيث الفنيات والصور :-
أهم مايميز شعر العامية هو الحركة والدراما ،ونقل المشهد ،والمزج بين الواقع والخيال ، وقربة من الحياة اليومية ،والتعبير بلهجة الناس وكلامهم ، والتعبير عن القضايا المجتمعية في إطار من التلميح والإيحاء، واستخدام الرموز التاريخية ،والطبيعية ،والواقعية ،
وتعدد الدلالات .
كذلك الموسيقى المطربة التي تناسب الجو الشعري ، كذلك ارتباط الخاص بالعام ،
لهذا فهو يعمد إلى مكاشفة الواقع ،
والصورة ركن رئيس في الشعر بشكل عام ، وإذا أحسن الشاعر توظيفها في النص ، كان لها دوركبير في إعلاء النص ،
وللصورة في الشعر العامي طابع خاص ؛فهي مستمدة من الواقع ثم تحلق في الأفق وترتبط بالرمزية،والإيحاءوالدهشة والإثارة .
ونجد تلك الفنيات جلية واضحة في قصيدتنا “ليل خارجي “
ولكني أرى أن التصوير هنا حقق المتعة والإبهار ، وتحول من التصوير السمعي إلي البصري ،وكأننا نشاهد فيلمًا سينمائيًا ، ويدل هذا على براعة الشاعر ،وقبضته على الحالة ،وتعمقها داخله .
كما ارتبطت الصور بالرمز والإيحاء
ونجد ذلك في بداية النص :-المشهد يشبه ليل خارجي / بتخبي في صله شجرايه / ويلملم همه في اورقها / البرد من الحلم سرقها /
فكل سطر من السيناريو الشعري يحمل صورة تكمل المشهد السينمائي ..ثم نجد امتزاج الصورة بالرمز في/ الفجر هيستنى وراجع /
والليل بيلملم في نجومه / فتروح الساقية المهجورة / تظهر مارونيت ومكسورة / قبطان والمركب مكسورة / مع طير بيغني لسجانه ،
صورة طريفة رائعة ..نسجت السيناريو والمشهد السينمائي .
ولها إسقاطها على الواقع .
**الموسيقى الداخلية :-
للموسيقى الداخلية دور كبير في شعر العامية ، وفي قصيدتنا هذه تحولت الموسيقى الداخلية والخارجية إلى موسيقى تصويرية تتماهي مع المشهد السينمائي ،
وتظهر الموسيقى الداخلية من خلال حسن اختيار الكلمات ، وحين التقسيم ،والجمل المتجانسة ، واستخدام الجناس والتضاد والتقطيع الصوتي والترادف .
والتكرار الذي يفيد النص ..
ومن ذلك الجناس في قوله شجرايه : قمراية / أوراقها : سرقها
إنذارك : نهارك / مَره: مُره /
نجد كذلك حسن التقسيم ..واختيار الجمل المتوازنة الإيقاع ..في قوله :-
الريح كما نوبة إنذارك
الليل خواف شكل نهارك
وكذلك :- والزوم على ركن في أركانه
قبطان والمركب مكسوره
مع طير بيغني لسجانه
والليل استسلم بسهوله .
ونجد التضاد في :- كشفاه: يتخبى/
الليل :نهارك /
وامتزجت الموسيقى الخارجية مع الداخلية ، فكونت الموسيقى التصويرية ،( الخلفية الموسيقية ) للمشهد السينمائي ،
وقد اتسمت الموسيقى بالتناغم ، متوافقة مع الحالة والرؤية داخل النص .
——–؛؛؛؛؛؛؛؛———-
**- المؤثرات داخل النص :-
إن المؤثرات من اهل عوامل نجاح النص ، فهي تضفي عليه التشويق والإمتاع ، وتجعله يتماس مع الآخر ،ويؤثر فيه :
نجد هنا المؤثرات الحركية الدرامية ..
ومنها بتخبي في ضله شجرايه ؛ ويلملم همه ،البرد من الحلم سرقها ،فانتحرك قهرًا ،والريح كمانوبة إنذارك ،الفجر مقرب ،وبطلنا بيظهر ع الشاشة ،فتروح ،وتجمع ،وبيهرب “
فالنص عامر بالحركة ،والديناميكية ؛ لأننا أمام سيناريو شعري لمشهد سينمائي
ونجد كذلك المؤثرات البصرية وكانت أيضًا رئيسة في النص فهي التي جعلت النص سينمائيًا ،وظهر ذلك في التصوير الذي انتقل من السمعي إلى التشكيل البصري المرئي كما سبق وأشرنا إليه..
كما نجد المؤثرات الضوئية :-
مثل ليل خارجي ، قمرايه ،الفجر ،نهار، نجوم،الشمس ،
كذلك المؤثرات الصوتية :
ناي ، بيلحن ،بتصارع ،بيغني ،طبولها،
كل هذه المؤثرات مع عامل الزمان (الليل ) والمكان( الفضاءالنصي) الواسع الذي يمثل وجدان الشاعر وأفكاره ، كان لها الأثر الكبير في إخراج المشهد وتحويله من السمع إلى البصر والرؤية .
——-؛؛؛؛؛؛؛——–
**نص مميز ..بما يضمه من فنيات وآليات الشعر العامي والمزج بين الأنواع الأدبية ، وتعدد الدلالة
وبما فيه من حركة وتناغم صوتي
كل ذلك أحدث الإثارة والتشويق والتماس مع الآخر
وحقق الإبداع والإمتاع .
تحياتي :-
أســامــة نــور

التعليقات مغلقة.