سَمْراءُ.. قصيدة للشاعر محمد الشرقاوي
قلْ للمدائنِ في العصورِ الزاهرةْ
نبعُ الحضارةِ مِن ضِفافِ القاهرةْ
.
فَيضٌ سعى في الأرضِ يرسمُ بَسمَةً
فوق الشفاهِ بسنبلاتٍ نادرةْْ
.
وقفت بلادُ الكونِ تطرقُ بابَها
فغَدت كأُمٍّ بالعطايا جابرةْ
.
تحمي الصغارَ بكلِّ عزمٍ صادقٍ
وتظلُّ في وقتِ الشدائدِ ناصِرةْ
.
سمراءُ مِن طمي العذوبةِ وجهُها
رمزُ الجمالِ لكلِّ عينٍ ناظرةْ
.
خضراءُ مِن غصنِ الكفاحِ ثيابُها
رمزُ الطهارةِ والقلوبِ الشاكرةْ
.
وهي الأمانُ هي الأمانُ لأُمَّتي
مِن كلِّ عينٍ في المحافلِ غادِرةْ
.
ما بين كفَّيها السلامُ لِمَن سعى
نحو السلامِ تلوحُ منه البادرةْ
.
وبعزةِ الأديانِ ترفعُ صوتَها
إنِّي على دربِ الكرامِ لَسائرةْ
.
من سلسبيلِ النيلِ صوتُ كرامتي
يعلو فتهبطُ كلُّ نفسٍ جائرةْ
.
فالشمسُ والأقمارُ مِن سكانِها
والنورُ يُشرقُ للعصورِ الحاضرةْ
.
والعلمُ بين قلاعِها بلغ المدى
ومضى لينقذَ كلَّ نفْسٍ ضامِرةْ
.
تتعانقُ الأضواءُ تحتَ سمائِها
لتقودَ في يسرٍ بلادًا حائرةْ
.
وتعيدَ أفكارَ السماحةِ مثلما
يشدو الأديبُ هُنا بأجملِ خاطرةْ
.
فالأزهرُ المعمورُ فيها حارسٌ
والجامعاتُ بكلِّ مجدٍ ظافرةْ
.
والقلعةُ العصماءُ تحكي نصرَنا
ومشاهدُ الأبطالِ تصمدُ ثائرةْ
.
ومجامعُ العلماءِ تنشرُ نورَها
وتقولُ بين الكونِ إنِّي قادرةْ
.
لن يُسكِتَ الريحُ الغريبُ رسالتي
وستهربُ الأنواءُ جهرًا خاسرةْ
.
وسيحتفي نيلي بأروعِ قصةٍ
سحقت عقولَ الظالمين الماكرةْ
.
وسقت جميعَ المخلصينَ محبةً
أمست لِكُلِّ المؤمنين القاطِرةْ
.
يا قلبَ أوطانِ العروبةِ أبشري
نحن الفداءُ وأنتِ أنتِ الآمِرَةْ
التعليقات مغلقة.