سُقوط مُــريب ومُــريع عن “بلازما المتعافيين “بقلم محمد عبد المعز
بلازما المتعافين ….على مشارف كارثة كبرى
ما نراه، ونسمعه، ونقرأه، بل ونكتبه، عن “بلازما الْـمُتعافين” من كورونا، يؤكد أن الكارثة أكبر من استيعابِ كثيرين منا، بل فاقت تصوراتِنا وتخيُّلاتِنا، رغم زَعْـمِ نِسبةٍ لا يُستهان بها، أنها لا علاقةَ لها بالوباء، ولا بالعلاج، ولا بالمنظومة، ولا بالنظام الصحي، من قريب ولا بعيد…!
هل وصل الحال بالبعض، إلى استخراج شهادة، تؤكد أنه تعافى من كورونا، كي يبيع “بلازما” بعشرين ألفاً مثلاً، دفع منها 10 آلاف للشهادة؟!
مَنْ يبيع مَنْ؟! ومَنْ يُرخِّص لِمَنْ؟! ومَنْ يُفرِّط في مَنْ؟! ومَنْ فَقَدَ كُلَّ ما له علاقة بالبشر، وأصبح همُّه الوحيد استغلال الموقف؟!
هذا أحدُ جوانبِ المأساة، والجانبُ الآخَر، وليس الأخير منها، مَنْ عافاهم الله، بالفِعل من “كورونا” ويشترطون مبلغاً معيناً لبيع “البلازما” للمُصابين بها، فهل هذا شُكر الله على نِعمةِ الشفاء؟! وهل هذا ثمنُ النجاةِ من الموت، الذي كان أقربَ إليهم، وإلينا كذلك، من حَبْلِ الوريد؟!
مَنْ دفعَ هؤلاء وأولئك، إلى هذه الجريمة؟!
بلازما المتعافين ووباء انحدار القيم
ومَنْ وراء نشرِ هذا الانحِدار الْقِيَمي، وذاك الانحِطاط الأخلاقي؟!
وما الغرض من تفشي وباء، أصبح أخطر من وباء كورونا نفسه؟!
وإلى متى نظل في هذا السقوط، الْمُريب والْـمُريع؟!
ربما تكونُ الإجابة، باختِصارٍ شديد “الحاجة”، أي أنها هي التي دفعت هؤلاء إلى هذا التصرُّف، بعدما ضاقت ذات اليد، وأصبح كثيرون مُستعِدين لبيع أعضائهم تارة، والبلازما أخرى، لشراء ذويهم، أحياناً، وأنفسهم غالباً، بعدما أصبح كل شيء “للبيع” فمتى نعودُ إلى إنسانيتِنا، أو نعيدُها إلينا؟!
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.