موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

” سِنة نوم في العراء ” بقلم/ بوعون العيد

751

سأودّع في هذا المشهد الخيال ، والنّظرة البُعدية وداع من يعلم أنّ الواقع أعظم أمرا وأجلّ شأنا، وأكثر خطبا ، وأشدّ خطرا من أن تكون فسحة لليراع ساعة الفراغ للتعبير عما يجول بالخاطر ؛ لأعيش وأعايش حدثا رأي العين ، وأخاطب من خلاله القلب وجها لوجه ؛ لأنه لا تبلغ منه العظة إلا إذا داخلته ، وتخلّلت أجزاءه ، وبلغت سويداءه ولا محراث للقلب أبلغ من هذه الصورة من أرض العزّة ، وهي تروي نمط حياة تختلف ملامحه ، وأطواره عما هو مألوف ؛ حيث تحوّلت الدّور إلى خيام ، وشِبهها ، وأضحى الوحل ، والطّمي فراشا ، والسّماء لحافا ، وبقايا الرّكام وسادة … هناك نامت البنتان نوما عميقا ، تساورهما الأحلام الضّارعة ، لكأنّ السّماء تبكي بدموع السّكينة ، والرّاحة ، والأرض بأنينها تبعث في جسديهما النّحيلين دفء الوطن ، وبِرْكة الماء ترسل شؤبوب إيمان يتدفّق جريانا بين جانحتي كلّ غزّاوي … .
ٱه يافلذتي الكبد… ! كم أنتما جميلتان ، وقد انسدل الشّعر على الخدين ، وبانت ملامح المُحيّا تضارع جمالا ملائكيا . لقد ابتلّت ملابسكما ولطّخها الوحل ، وتهاطلت الأمطار غزيرة ، وأنتما يانور العين غارقتان في سُبات عميق ، حتّى خُيّل إليّ أنّكما انتقلتما من العالم الأوّل إلى العالم الثاني ، حيث الرّاحة الأبدية ، ولا شيء يقضّ مضجعكما . ليت من كانت بداخله إنسانية يبكي على كلّ متألم أو محزون أو مفؤود فيبتسم سرورا لبكائه… وواغتباطا لدموعه ، لأنّ الدّموع التي تنحدر على الخدّين في مواقف كهذه إنّما هي سطور من نور تسجّل في صحيفة أنْسَنة الإنسان .
صغيرتي … ، تجاهلكم القريب والبعيد ، وتنكّر لكم ذوو القربى ، وعصفت بكما رياح الدّمار والخراب والتّشرذم ، وألقت بكما بني جلدتكما في العراء ، لكن عين الله تحرسكما فهو لم يخلق الإنسان ليقتّر عليه رزقه ، ولم يقذف به في هذا المجتمع ليموت جوعا . . بل أرادت حكمته أن يخلقه ويخلق له فوق بساط الأرض وتحت ظلال السّماء ما يكفيه مؤونته ، ويسدّ حاجته .
ما أمرّ الفقد وأشدّه إيلاما ، وما أسمج الحياةبعد رحيل الوالدين ، وأيّ نار إكتويتما بها ، وأيّ حرقة مزّقت الأحشاء ، وقطّعت الأوصال حتى تفأّد القلب ، وذرفت العيون بدل الدموع دما .
ياغزّة… يا أرض العزّة .. ياسلوة العيش ، ويانبع الحنوّ والحنان ، ويا منبت الرجال ، ويا أرض الشهداء ، يا مهد الرّوح ويازهرة الشباب ، أضحى غطاؤك حزنا دفينا على فقد الأحبّة والأصدقاء. فعندما أكتب عنك حتّى الكلمات تتوضّأ من قطرات الحبر لتركع في محراب السطر إرضاءً لك .
أيّها السّعداء المترفون بنعيم الغوّالة الأكّالة ، أحسنوا إلى هؤلاء المرابطين ، وامسحوا دموع الأشقياء ، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .

التعليقات مغلقة.