شئ من جنون
عبد الستار الزهيرى
أنتِ ..
كغيمة لمساء ناعس
تهطل عليّ من دمعها الثقيل
كأن أضرع السماء تدر علينا الحنين
تلك القطرات على ظهر البرق تتراقص
لتغرق في ضبابٍ من حلمٍ بعيد
كالبحر خجلا تمشي
فوقها السماء
تطلب دفء الشتاء
وأرتعاشة الشجر في خريف شاحب
لا أعلم
هل السعادة ؟
أم الحزن يهب المطر
وأنا لازلت كمن أتعبه السراب
ليتمسك بطوق نجاة
كأني طفلٌ أهذي بكِ قبل النوم
أو كرضيع أضاع أمه قبل ألف عام
فهل سأتعود ؟
قلت لها قبل لحظات
أنتِ أميرتي ..
أنتِ حبيبتي ..
أنتِ محارة بحاري ..
أنتِ لي السماء والأمان ..
فتستفيق في أعناب روحي نشوة بكاء
ورعشة ترتفع لتعانق السماء
ليتكِ تخطفيني من عين القمر
وبجفني مقلتيكِ تغطيني من المطر
لا أستطيع المضي
فأمواج البحر تستبق البرق
وصراخ الرعد يخيف الشجر
ليتنا نهدأ
فتلك الزنابق كأنهن يهمن بالشروق
لأنادي بصوت عميق
لكن الصدى يرجع لي باكيا
فأين أنتِ يا خليلة الفؤاد
ومن أستجدي ؟
أكيد سندعو رب المطر
وواهب البحر المحار والرّدى
فهل سيعود الغيث مبتسما
أم سيبتسم الوليد لدفء الحليب
ففي الغد ابتسامة عاشق ترف
وكأن المطر في سباق مع الزمن
فلن يكون بعده ألم
سيستأصل بلاء الحنين من ابتسامة الشفتين
أمنحيني العناق
وأسلبِ مني ما تشائين من قُبل
فهل هذا هو الهيام ؟
أم جنون الأمنيات
أم غراما أعزلا لمراهق يحتضر
فخفوق الأضلع يوصي بالتلاقي
ولسماء الشوق سأصلي الأستسقاء
ليتساقط الحب قطرات من ندى وياسمين
عندها سأتيكِ مستلقيا حافظا للوعد
بين يديّ كأسٌ من حماقاتي
وشيءٌ من جنون
بقلمي
الاديب عبد الستار الزهيري
التعليقات مغلقة.