أشواق تعبدية للدكتور طارق فرج
أَشْوَاقٌ تَعَبُّدِيَّةْ..
لِمَاذَا تَرْسُمِينَ لِي قَلْبَاً..
وَسَهْمَاً..
عَلَى كُلِّ الرَّسَائِلِ وَالصُّوَرِ..
وَمَلَأَتِ لِي كُلَّ القَنَادِيلِ الصَّغِيرَةِ بِالشُّمُوعِ..
وَفِي الشُّرُفَاتِ. وَرْداً..
تَرَاقَصَ تَحْتَ حَبَّاتِ المَطَرْ..
وَلِماذَا تَرْكُضِينَ إِذا رَأَيْتُكِ فِي الْطَرِيقِ..
وَتَحُلِّينَ الضَفَائِرَ فَوْقَ أَكْتَافِكِ.. حَتَّيٰ أَمُرْ..
وَلِماذا تُرْسِلينَ حَمَامَكِ الْزَاجِلِ..
في صَدْرِ الصَّبَاحِ..
عِنْدَ نَافِذَتِي الصَغِيرة !!
ليَحْمِلَ مِنْ عُطُورِكِ نَسَمَتَيْنِ..
وَمَا تَبَقَّى مِنْ أَحْمَرَ الشَّفَتَيْنِ..
وَ كُحْلًا مِنْ سِحْرِ العُيُونِ..
وَ دِفْءَ الوَجْنَتَيْنِ..
وَ هَمْسًا مِنْ الوِجْدَانِ وَفِيهُ.. أَلْفُ سِرْ
وَلِمَاذَا تَهْرُبِين من اللِّقَاءِ..
وَ مِنْ عَيْنَايٰ وَمِنْ يَدِي..
أُوَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّكِ حِينَ تَبْتَسِمِين أغدو..
فِي سَمَاءِ العِشْقِ طَيْرًا..
لَا يُبَالِي أَنْ تُنَادِيِهِ الشُّطُوطُ وَأَيُّ بَرْ..
أُوَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّكِ حِينَ تَلْتَفِتِين أوقنُ أنه ..
لاشيئَ غَيْرَكِ فِي الوُجُودِ يَضُمُّنِي..
وَأَنَّكِ.. نُورُ الحَيَاةِ وَنَبْعُهَا بَيْنَ البَشَرِ..
أَوْلَمْ تَعْلَمِي أَنَّكِ… مِثْلَ القَمَر
حَدِّثِينِي إِنْ أَرَدْتِ.. عَنْ هِجْرَانِ نَوْمِكِ..
عَنْ قَلْبٍ يَغُوصُ في أَعْمَاقِ صَدْرِكِ.
عنْ طُولِ السَّهَرِ..
حَدِّثِينِي كَيْفَ أَشْعَلْتُ نِيرَانَكِ
…. فِي عُمْقِ الشِّتَاءِ..
عَنْ هذيانِكَ فِي عِزِّ الرَّجَاءِ
.. عَنْ شَكْوَاكَ لِلبَحْرِ..
وَلِلأَشْجَارِ..لِلأَنْهَارِ
لِلسَّحَابِ. وَلِلسَّمَاءِ..
وحَدِّثِينِي …كَيْفَ أَضْنَاكِ الهَوَى..
. أوْكَيْفَ عَذَّبَكِ القَدَرْ
حَدِّثِينِي عَنْ لَيَالِي البُعْدِ وَالأَشْوَاقِ..
عَنْ النَجْوَيٰ..وَعَنْ لَهِيبِ الإِحْتِرَاقِ..
عَنْ حُلْمٍ جَرِيئٍ لَيْسَ يَسْكُنُ فِي الحُدُودِ..
وَلَيْسَ يَمْنَعُهُ الخَجَلْ..
حُلْمٌ جَمِيلٌ لَيْسَ يَتْبَعُهُ اِنْكِسَارٌ..
ودقائقٍ مَعْدُومَةُ الأَسْوَارِ..
بَطِيئَةٍ. سِرِّيَّةٍ. وَبَدِيعَةٍ..
وَعَمِيقَةٍ… عُمْقَ الغَرامِ الْمُسْتَعِرْ
أَوْ حَدِّثِينِي عَنْ صِبَانَا..
عَنِ الأَحْبَابِ ..عَنْ كُلِّ الصِوَرْ ..
وَكَيْفَ أَنَّكِ وَحْدَكِ فِي عُيُونِي..
في اسْتِبْدَادِ عِشْقِي...
غِيرَتِي ...أو فِي سُكُونِي
.. فِي جُنُونِي..
وَأَحْمِلُ أَنْفَاسَكِ عَلَى صَدْرِي بَعِيداً..
كِي لَا يُمَسَّ العِطْرَ قَبَسٌ..
..مِنْ صَيْفِيِّةٍ عَبَرَتْ ..
أَوْ بَرْدَةٍ شَرَدَتْ…
أَوْ لَيْلٍ حَزِينٍ..
أوَسَحَابَةٍ تَرْجُوكِ إِذْ سَجَدَتْ عَلَى قُرْبَانِهَا..
من مِسْكٍ ..وَرَيْحَانٍ..
وَ مَلَكٍ مِنْ جَنَانٍ خُضْرْ
حَدِّثِينِي عَنْ طُفُولَتِنَا البَعِيدَةِ..
عَنْ ضَفِيرَتِكِ الوَحِيدَةِ..
عَنْ شَرِيطَةِ شَعْرِكِ الحَمْرَاءِ..
عَنْ مَعْنيٰ البَرَاءَةِ وَالنَّقَاءِ..
عَنْ تَبَسُّمِكِ المُسَافِرِ فِي وَجْهِ الصَّبَاحِ..
عَنْ مَعَانِي الحُبِّ وَالأَفْرَاحِ..
عَنْ فُسْتَانِكِ الوَرْدِيِّ..
وَحَقِيبَتِكِ القُماشِيةِ البَيْضَاءَ مِنْ صَدْرِالقَمَرِ..
حَدِّثِينِي عَمَّا تَفَجِّرَ فِي العُرُوقِ.
وَحِينَمَا مَسَّتْ يَدَيْكِ أَصَابِعِي..
وَتُلَوُّعِي…وَتَضْرُّعِي…
وَتُصَدُّعِي مِنْ سَاعَةٍ مَرْت بِدُونِكِ..
فِي عُمْرٍ تَوَقَّفَ… لَمْ يَمُرْ ..
حَدِّثِينِي أَنَّكَ..
لَنْ تَغَرُّبَيْ خَلْفَ السَّتَائِرِ ثَانِيَةٌ وَأَبَدًا..
لَنْ تَهْرُبِي مِنِّي عَلَى الطُّرُقَاتِ أَوْ فِي الحُلْمِ سِرًّا..
أَنَّهُ مَا زَالَ فِي طَرِيقِ الشَّوْقِ شَوْقٌ..
عَاشَ فِي الأُفْقِ يَلُوِّحُ فِي الرَّبِيعِ لِأَجْلِِنا..
وَفِي رِيَاضِ المُسْتَحِيلِ هُنَاكَ حُلْمٌ..
مِثْلَ جَنَّاتِ السَّمَاءِ مُخَلَّدٌ..
مُتَجَدِّدٌ بِالأُمْنِيَّاتِ و تارةً فَيْضَ المَعَانِي والمُنَيٰ..
وَبِأَنَّكِ لَنْ تَرْتَضِي بُعْدَي وَأَلَمِي..
أَوْ تَرْتِيلَ أَنَّاتِي..
مِثْلَمَا أَنَّ فِي مَتْنِ السَّفِينَةِ فِي الرَّحِيلِ شِرَاعُهَا..
أَوْ رَدَّدَ عُمْقُ الفَضَاءِ لَحْنًا أَوْ دُعَاءاً..
أَوْ بُكَاءًا.. فِي قَلْبِ كَرَوَانُ السَّفَر..
وَلْتُرسِلي عِنْدَ نَافِذَتَيْ الصَّغِيرَةِ..
حَمَامَكِ الزَّاجِلِ فِي صَدْرِ الصَّبَاحِ..
يَحْمِلُ مِنْ جَبينِكِ أَجْمَلَ نَسَمَتَيْنِ..
وَمَا تَبَقَّى مِنْ أَحْمَرَ الشَّفَتَيْنِ..
وَ كُحْلًا مِنْ سِحْرِ العُيُونِ..
وَ دِفْءَ الوَجْنَتَيْنِ..
وَ هَمْسًا مِنْ الوِجْدَانِ وَفِيهُ..
حبٌ …. وأشواقٌ….وقلوبُ عِطْرْ .
شاهد الفيديو :
التعليقات مغلقة.