شباب الكنانة…شعر مدحت عبدالعليم رسلان
شباب الكنانة…شعر مدحت عبدالعليم رسلان
ألا لم تتركِ الأيامُ شيئاً…..ألذُّ بهِ ولي قلبٌ قتيلُ
عليلٌ نضوُ أشواقٍ طوالٍ…..ولم يُلفَ لهُ صبرٌ طويلُ
ومن أهوى سلا الأشواقَ حتى…. أخالَ الوصلَ أمراً يستحيلُ
أُمنِّي النفسَ والأيامُ تمضي….ونارُ الشوقِ في القلبِ تجولُ
وإنْ آتي الحقولَ أقولُ أسلو ….تبثُّ الوجدَ في القلبِ الحقولُ
ونخلٌ باسقاتٌ ذاتُ طلعٍ…..وأغصانٌ لها ظلٌ ظليلُ
وروضٌ يانعاتٌ إنْ رآها…..أخو نَصَبٍ فشدتُهُ تزولُ
ومصرُ كنانةُ الرحمنِ أرضٌ…..لها في القلبِ أشواقٌ تطولُ
يهيمُ بحبِّها دوماً فؤادي…..ويحفظُ ودَّها شعبٌ أصيلُ
يتوقُ إلى المكارمِ في اشتياقٍ…..ويحمي الدينَ واللهُ الكفيلُ
وتحدوهُ المروءةُ للمعالي…..ويحمي أرضَها جيلٌ فجيلُ
فلاتهنوا شبابَ النيلِ وامضوا….. إلى العلياءِ إنْ عجزَ الكليلُ
رأيتُ العلمَ في الأرضِ دليلاً……ألا أكرمْ بهِ نعمَ الدليلُ
ولاخيرٌ بهِ إنْ لم تحطْهُ……مخافةُ ربِّنا وبها القبولُ
ولاتُغني العلومُ إذا تخلَّى…..ربيبُ العلمِ عن أدبٍ يطولُ
وما أغنى عن الخلقِ عليمٌ…….يبثُّ السُّمَّ في قولٍ يقولُ
وما أغنى فقيهٌ ذو اجتهادٍ…..أحلَّ بفقهِِهِ ما يستحيلُ
تشيرُ أصابعُ الأيدِ إليهِ…….وبينَ ضلوعِهِ مرضٌ ثقيلُ
يسوقُ الحكمَ للآنامِ سوقاً…..وفي صدرٍ لهُ قلبٌ جهولُ
ولاخيرٌ بطبٍّ أو طبيبٍ…..لأموالِ الورى يُلفى أكولُ
ولم يُشفقْ على المَطبُوبِ يوماً…..وما يعنيهِ ذالكمُ العليلُ
وكلُّ مرادِهِ ما نالَ منهُ…… من المدفوعِ والمالُ غلولُ
وهذا الصيدليُّ رجاءُ قومٍ…..سِقامٍ يشتكونَ لهم عويلُ
وكم أغلى وأثمنَ في علاجٍ……ليأكلَ مالهم ماذا أقولُ
وكم من كاتبٍ وأديبِ قومٍ…….يُغيِّرُ للحقائقِ أو يميلُ
يُؤجِّجُ فتنةً في كلِّ يومٍ…… ويُفزِعُ للشعوبِ بما يقولُ
ولم يمضِ بما شرعَ الإلهُ…..ولم يرضَ بما أمرَ الرسولُ
يُؤلِّبُ للطغامِ بكلِّ مكرٍ ….وذا خُلفُ الشريعةِ ذا دخيلُ
وكم حثَّ الورى أنْ يتبعوهُ…….وكم هلكتْ بهِ تلكَ العقولُ
وكم من صانعٍ في الناسِ خيراً……..لأجلِ الناسِ والقلبُ عليلُ
يريدُ وجوهَ هذا الخلقَ فاعجبْ…..لكلِّ مُخادعٍ بِئسَ الفعولُ
فعولٌ لا ينالُ بها علاءً…… ولا يُلفى بها أحدٌ نبيلُ
مدحت عبدالعليم عبدالقادر رسلان
التعليقات مغلقة.