شخصيات من مصر ” ٢ “… أحمد عرابى ” ٤ “
بقلم د. محمد مصطفى عبد النبى
أحمد عرابي “٤”
عقب مذبحة الإسكندرية تشكلت وزارة جديدة ترأسها “إسماعيل راغب”، وشغل أحمد عرابي فيها نظارة الجهادية أيضاً ، وعملت الوزارة على تهدئة النفوس ، و استتباب الأمن في الإسكندرية .
بعد شهر بالتمام من مذبحة الإسكندرية ضرب الانجليز الإسكندرية وفى اليوم التالى ١٢ يوليو ١٨٨٢ نزلت قواتهم إليها ، عندها قرر أحمد عرابى الانسحاب بقواته والتحصن فى كفر الدوار .
ولم يمض أسبوعان ، وبناء على تعليمات من السلطان ؛ بضغط من الانجليز ، أعلن توفيق باشا عصيان عرابى وتمرده . على الرغم من أن عرابى كان يتبع نفس الطريقة الصوفية التى يتبعها السلطان وقام بالتصدى للانجليز بمباركة السلطان .
رفض عرابي الانصياع للخديو ، وأرسل برقيات إلى جميع أنحاء البلاد يتهم فيها الخديو بالتواطوء مع الإنجليز ، ويحذر من اتباع أوامره ، وأرسل إلى يعقوب سامي باشا وكيل نظارة الجهادية أمر بعقد جمعية وطنية ممثلة من أعيان البلاد وأمرائها وعلمائها لبحث الموقف العام والسعى لحل إيجابى ، فاجتمعت الجمعية فى أول رمضان ١٢٩٩ هـ / ١٧ يوليو ١٨٨٢، وكان متوسط الأعضاء أربعمائة شخص ، اتفقوا على الاستمرار فى المقاومة .
كان رد فعل الخديو هو عزل عرابى من منصبه ، وتعيين عمر لطفي محافظ الإسكندرية بدلاً منه ، ولكن عرابي لم يمتثل للقرار ، واستمر في أعمال المقاومة فى كفر الدوار . وبعد انتصار عرابي في معركة كفر الدوار أرسل إلى يعقوب سامي يدعوه إلى عقد اجتماع للجمعية العمومية للنظر في قرار العزل .
في ٦ رمضان ١٢٩٩ هـ = ٢٢ يوليو ١٨٨٢ عُقِد اجتماع في وزارة الداخلية ، حضره حوالى خمسمائة شخص ، يتقدمهم شيخ الأزهر وقاضي قضاة مصر ومُفتيها ، ونقيب الأشراف ، وبطريرك الأقباط ، وحاخام اليهود ، والنواب ، والقضاة ، والمفتشون، ومديرو المديريات ، وكبار الأعيان وكثير من العمد ، فضلا عن ثلاثة من أمراء الأسرة الحاكمة .
تحدت الجمعية العمومية فى هذا الاجتماع الخديو والانجليز وأفتى ثلاثة من كبار شيوخ الأزهر ، بمروق الخديو عن الدين لانحيازه إلى أعداء البلاد ، وتم إصدار قرار جمعية عمومية بعدم عزل عرابى عن منصبه ، ووقف أوامر الخديو ونظّاره وعدم تنفيذها .
التعليقات مغلقة.