شخصيات من مصر “الحلقة الأخيرة “
د. محمد مصطفى عبد النبى
فى الفترة من 1958 حتى 1961 تكونت بين مصر وسوريا دولة موحدة عرفت بالجمهورية العربية المتحدة برئاسة جمال عبد الناصر ، كانت هذه الرغبة فى الوحدة مشتركة بين الجانبين ووعياً من مدرس الاستراتيجية العسكرية فى الكلية الحربية السابق ؛ جمال عبد الناصر ، بأن الشام ومصر هما قلب الأمة العربية والعالم الإسلامى . وأن هذه الدولة الموحدة ستحاصر الكيان الصهيونى ، ولكن ضغوط الغرب الاستعمارى ؛ وسياسة عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة الرامية إلى إفشال سياسة جمال عبد الناصر وشعبيته القومية ؛ أدت إلى انهيار هذه الوحدة .
لم يهدأ جمال عبد الناصر من ناحية الكيان الصهيونى والعمل على محاصرته فاتجه إلى اليمن فى 1962 وتدخل عسكريا لتغيير النظام الحاكم هناك وتواجد الجيش المصرى على باب المندب لمحاصرة البحرية الإسرائيلية ومنعها من المرور من مضيق باب المندب وسيطرة الجيش المصرى على مدخل البحر الأحمر من الجنوب لنفس الهدف ومن الشمال أغلق مضيق تيران وصنافير فى مايو 1967 لحصار البحرية الإسرائيلية . وبعد أحداث 1967 اضطر لسحب الجيش المصرى من هناك .
من ناحية أخرى عمل جمال عبد الناصر على تأسيس اقتصاد مصرى قومى تسيطر عليه الدولة بعد أن كان الأجانب يسيطرون عليه ، فأنشأ العديد من المصانع والشركات بالإضافة إلى الحفاظ على الشركات القديمة المؤممة ، وطور الصناعات العسكرية ، مما أقلق الغرب الاستعمارى ؛ خاصة لدعم الاتحاد السوفيتى لمصر ، وأن مصر ستصبح قوية لمحاربة الكيان الصهيونى .
وعلى الرغم من معرفة القيادة السياسية فى مصر بالهجوم الذى ستقوم به إسرائيل على مصر صبيحة 5 يونيو 1967 للانتقام من جمال عبد الناصر وللقضاء على الأسلحة السوفيتية فى مصر ولإخراج الجيش المصرى من اليمن ، فإن المشير عبد الحكيم عامر أقام سهرة كبيرة للطيارين مساء 4 يونيو ، وفى صباح 5 يونيو جال بطائرته فى سماء مصر فلم تتمكن المدفعي من ضرب الطائرات المعادية ، مما سببب هزيمة 1967 .
لم يكن جمال عبد الناصر شيوعى ولكنه كان يميل إلى الاشتراكية نكاية فى الرأسمالية الغربية ، ولذلك وقف الاتحاد السوفيتى إلى جانب مصر فى هذه المحنة وأمدها بكثير من الأسلحة الهامة التى استطاع بها الجيش المصرى تنفيذ عمليات حرب الاستنـزاف التى أجهدت الكيان الصهيونى لأقصى حد .
بعد اختتام قمة جامعة الدول العربية فى سبتمبر 1970 مباشرة ، والتى عقدت للصلح بين السلطة الأردنية ومنظمة أيلول الأسود الفلسطينية الموجودة فى الأردن ، توفي عبد الناصر فى 28 سبتمبر ، عن عمر 52 عام مصاباً بمرض السكرى وشاب شعر رأسه من ضخامة المسئولية التى كانت على عاتقه وحملها بإخلاص ، وشيع جنازته في القاهرة أكثر من خمسة ملايين شخص .
التعليقات مغلقة.