شخصيات من مصر (1)
د. محمد مصطفى عبد النبى
يوجد فارق كبير بين أن نصف شخص بأنه مصرى ، وأن نصفه بأنه فى مصر أو من مصر . فالمصرى هو الذى أصوله مصرية لعدة أجيال ويعرف لهجة أهلها . لذلك اخترت ” شخصيات من مصر ” ليكون عنوان مقالاتى التى سأكتبها عن شخصيات مختلفة مصرية ومن مصر . وهذا العنوان أشمل واصدق يشمل المصرى والمنتمى لمصر ودائماً ما أعتز أن أتحدث عن ” الزعيم خالد الذكر وبطل القومية العربية ” جمال عبد الناصر .
” جمال عبد الناصر “
مع أن الشخصيات السياسية والتاريخية كثيراً ما تكون تحت المنظار وتتعرض للجدل واختلاف وجهات النظر إلا أن جمال عبد الناصر من أكثر الشخصيات السياسية تعرضاً للجدل ما بين مهاجم وناقد ، وما بين مؤيد ومحب لهذه الشخصية . ساعد على ذلك تنوع المصالح والصراعات بين القوى العالمية على المنطقة لأنها منطقة وسط بين الشرق والغرب فهى فاصل بين العادات والتقاليد الشرقية والغربية ، وفاصل بين النظم السياسية والاقتصادية فى الشرق والغرب . لذلك كانت كل قوة كبرى تسعى إلى السيطرة عليها وضمها تحت طوعها . وكان من قدر هذه الشخصية مدار حديثنا أن تولد قبل نهاية الحرب العالمية الأولى وتنشأ واعية للصراعات والأحداث الجارية والمنعكسة بكل تأكيد على مصر .
ولابد قبل أن نتحدث عن جمال عبد الناصر ، أن نعرف البيئة والأسرة التى وٌلِد ونشأ فيها . فقد كان عبد الناصر حسين سلطان على عبد النبي ، أحد المصريين المشربين بالانتماء للقومية الإسلامية العربية ، ولذلك حينما رزقه الله بالإبن الأول أسماه جمال ، ربما تيمناً بجمال الدين الأفغانى ، وأطلق اسم عز العرب على ابنه الثانى ، وسمى ابنه الثالث الليثى ، والرابع شوقى .
وسبحان مقدر الأقدار الذى قبض روح عبد الباسط حسين سلطان فى نفس اليوم الذى وٌلِد فيه جمال ابن شقيقه عبد الناصر . لأن عبد الباسط كان قد قتل ضابط انجليزى وتم إعدامه فى يوم 15 يناير 1918 فى أسيوط ، وهو نفس اليوم الذى وُلِد فيه جمال عبد الناصر بباكوس فى الإسكندرية .
وٌلِد جمال فى وقت كانت تختمر فيه التفاعلات السياسية الدولية وانعكاسات هذا الصراع على مصر والمنطقة ، مابين العالم الإسلامى العربى وما بين الغرب الاستعمارى ، وكانت الحرب العالمية الأولى تخطو نحو نهاياتها .
كان عبد الناصر حسين يعمل كوكيل بريد وفرض عليه عمله التنقل بين مختلف المحافظات فى أنحاء مصر ، وكانت تنتقل معه أسرته ، وقد أكسبت هذه التنقلات ابنائه خبرات قوية وكثيرة عن المجتمع والأحوال فى مصر على اختلاف محافظاتها ، وكان جمال – الابن الأكبر – هو الأكثر اهتماماً وتشرباً وتفهماً للحوادث ومجريات الأمور . ومع ذلك اضطر عبد الناصر حسين حينما عمل بالإسكندرية إلى ترك ابنه جمال مع عمه فى القاهرة ، وحينما توفت والدته فى 1926 كان هو بعيداً عن الأسرة مما سبب له آلاماً نفسية حزينة .
د. محمد مصطفى عبد النبى
يوجد فارق كبير بين أن نصف شخص بأنه مصرى ، وأن نصفه بأنه فى مصر أو من مصر . فالمصرى هو الذى أصوله مصرية لعدة أجيال ويعرف لهجة أهلها . لذلك اخترت ” شخصيات من مصر ” ليكون عنوان مقالاتى التى سأكتبها عن شخصيات مختلفة مصرية ومن مصر . وهذا العنوان أشمل واصدق يشمل المصرى والمنتمى لمصر ودائماً ما أعتز أن أتحدث عن ” الزعيم خالد الذكر وبطل القومية العربية ” جمال عبد الناصر .
” جمال عبد الناصر “
مع أن الشخصيات السياسية والتاريخية كثيراً ما تكون تحت المنظار وتتعرض للجدل واختلاف وجهات النظر إلا أن جمال عبد الناصر من أكثر الشخصيات السياسية تعرضاً للجدل ما بين مهاجم وناقد ، وما بين مؤيد ومحب لهذه الشخصية . ساعد على ذلك تنوع المصالح والصراعات بين القوى العالمية على المنطقة لأنها منطقة وسط بين الشرق والغرب فهى فاصل بين العادات والتقاليد الشرقية والغربية ، وفاصل بين النظم السياسية والاقتصادية فى الشرق والغرب . لذلك كانت كل قوة كبرى تسعى إلى السيطرة عليها وضمها تحت طوعها . وكان من قدر هذه الشخصية مدار حديثنا أن تولد قبل نهاية الحرب العالمية الأولى وتنشأ واعية للصراعات والأحداث الجارية والمنعكسة بكل تأكيد على مصر .
ولابد قبل أن نتحدث عن جمال عبد الناصر ، أن نعرف البيئة والأسرة التى وٌلِد ونشأ فيها . فقد كان عبد الناصر حسين سلطان على عبد النبي ، أحد المصريين المشربين بالانتماء للقومية الإسلامية العربية ، ولذلك حينما رزقه الله بالإبن الأول أسماه جمال ، ربما تيمناً بجمال الدين الأفغانى ، وأطلق اسم عز العرب على ابنه الثانى ، وسمى ابنه الثالث الليثى ، والرابع شوقى .
وسبحان مقدر الأقدار الذى قبض روح عبد الباسط حسين سلطان فى نفس اليوم الذى وٌلِد فيه جمال ابن شقيقه عبد الناصر . لأن عبد الباسط كان قد قتل ضابط انجليزى وتم إعدامه فى يوم 15 يناير 1918 فى أسيوط ، وهو نفس اليوم الذى وُلِد فيه جمال عبد الناصر بباكوس فى الإسكندرية .
وٌلِد جمال فى وقت كانت تختمر فيه التفاعلات السياسية الدولية وانعكاسات هذا الصراع على مصر والمنطقة ، مابين العالم الإسلامى العربى وما بين الغرب الاستعمارى ، وكانت الحرب العالمية الأولى تخطو نحو نهاياتها .
كان عبد الناصر حسين يعمل كوكيل بريد وفرض عليه عمله التنقل بين مختلف المحافظات فى أنحاء مصر ، وكانت تنتقل معه أسرته ، وقد أكسبت هذه التنقلات ابنائه خبرات قوية وكثيرة عن المجتمع والأحوال فى مصر على اختلاف محافظاتها ، وكان جمال – الابن الأكبر – هو الأكثر اهتماماً وتشرباً وتفهماً للحوادث ومجريات الأمور . ومع ذلك اضطر عبد الناصر حسين حينما عمل بالإسكندرية إلى ترك ابنه جمال مع عمه فى القاهرة ، وحينما توفت والدته فى 1926 كان هو بعيداً عن الأسرة مما سبب له آلاماً نفسية حزينة .
التعليقات مغلقة.