شرود النص الخامس من فقرة “قصة للنقد”في صفحة الإذاعية جيهان الريدي
شرود بقلم صديقة علي
كعادته، يستدعيني من المطبخ؛كي أجيب على هاتف يرنّ بإلحاح،
أجفّف يديّ، وأنا أرمقه بلوم … حتى أنّه لا يرفع نظره إليّ … غارقا في جريدته، يرشف قهوته الباردة بهدوء مستفز.
_آلو ..آلو
ـ ..نعم
ـآسف سيدتي ..أنا والد جورج ..آسف للاتصال في هذا الوقت المبكر
تدفقت الدماء في وجهي، يتسارع نبضي،غمامة تشوّش نظري، جفاف يعيق كلماتي،
ـ سيدتي؟ … سيدتي؟ أردت فقط الإطمئنان على ولدي إن كان في ضيافتكم .. منذ البارحة وأنا ابحث عن رقمكم.
ـ نعم سيدي هو نائم مع ابني أحمد . …
سيدي!؟ … لا أدري إن كنت قد قلت هذا أم لا.
كان ابني مرتبكا وهو يشرح لي أنّ صديقه سيبات عنده
ـ ليلة فقط ليلة فقط يا أمّي فهو مطرود من بيته، ..والده شديد الغضب والقسوة.
الفضول دفعني لانتظاره … ولما دخلت عليهما .. عقدت الدهشة لساني، شعرت أنّ قدماي ماعادت قادرة على حملي، اتكأت على الباب القلق
ـ أمّي هذا صديقي جورج …أعرّفك ماما ..
ـابن من أنت يا بني … ؟
لا تجب .. فأنا عرفتك … بشعرك الأسود اللامع المسرح إلى الوراء، بجبهتك العالية، بسواد عينيك بشفتيك النبيذيتين …بسمرتك الآسرة …نعم تذكرتك .. بحاجبيك المعقودين
ياعاقد الحاجبين …على الجبين اللجين ..إن كنت تنوي قتلي قتلتني مرّتين
وتضحك …نعم كنت تضحك كلما غنيت لك …
أمي …. أين شردت صديقي يكلمك
ـأها …نعم… نعم أنا معكما .. متى عدتم من الغربة. ؟
ـ عدنا؟! .
نعم أمّي عادوا منذ سنتين مع دخولنا الجامعة لكن كيف عرفت …؟ لم أكلّمك عن هذا من قبل؟
ـ كيف عرفتُ ..؟
ـ تسافر …؟
ومايبقيني في بلد يجرم عشقي؟
ـوأنا! ؟
أنت ستبقين آلهة العشق .. قيثارة ليلي … نبضي الذي احيا به ..لا تبكي…هذه هي أقدارنا الظالمة.
ـوأنا … ؟
ـ ستنسين ..
أمي … كعادتك دائمة الشرود
صديقي لا يحب البطاطا المقلية أرجو أن تحضري لنا العشاء بدونها.
ـ هل يوجد شاب لا يحب البطاطا المقلية …؟ يقال انها ترفع هرمون السعادة.
ـأنا … لا أحبها، أحبك انت… سعادتي أنت …
ـ أمي… أمي … توقظني يده وهو يربّت على كتفي ..
حتى سعادتي بالسرحان يستكثرونها علي
أغادر غرفته تسابقني دموعي …
ـالله لا يحرمك هذه العادة …ذهنك شارد كعادتك؟ …اغلقي سماعة الهاتف جيدا يا امراة .لم تقولي لي من المتصل!
ـ ماذا تقول .. ؟ أها …المتصل .؟هو …هو شخض أخطأ الرقم.
الرؤى النقدية :
أ نيرمين دميس :
مشهد حواري طرق باب المسكوت عنه، مشاعر يحرمها ويجرمها الدين والمجتمع، وحياة زوجية يباركها الجميع تخلو من أي إحساس، ليبقى القلب اسير الذكرى التي أيقظتها الصدفة، قصة حدثت وتحدث تؤكد أن القلوب لا سلطان عليها، ولكن ليس كل ما يهفو إليه القلب يغتنمه.
نص جرئ لغته جيدة، جمله الحوارية تخدم الفكرة، وترسم الحالة التي تعيش عليها تلك المرأة، ونهاية تؤكد استمرار برودة الحياة وغياب الدفء
تحياتي وتقديري
أ. محمد عبد المجيد الصاوي
فانتازيا تهويمية، تفتح باب العلاقات المحرمة لتلج مجتمعاتنا بعربدتها الغربية ويروج لها على أنها حرية!
أ. هاني موسى :
هذا النص وإن توافرت فيه مقومات وأسس العمل القصصى إلا انه فتح مجالاً للصراع العقائدى والدينى ويثير قضية أحكم الحق سبحانه الحكم فيها وهنا نقول رُفعت الأقلام وجفت الصحف !! إلا إذا كان القاص قد نسى بأن يكشف عن إسم الزوجة وبينّ أنها ليست على دين الإسلام ليخرجنا جميعاً من هذا المأزق حتى ولو كانت القصة نوع من الفانتازيا فيجب ألا يتحرك الكاتب فى هذه الدائرة الحساسة من الصراع
أ. أبو مازن عبد الكافي
بسم الله.
قصة شرود عبارة عن مشهد تمثيلي متقن مكتمل الأدوات ؛ زوجة مصرية تحيا بين أفراد أسرتها وليست معهم ؛ حياة روتينية جافة تتمثل في أعمالها اليومية في خدمتهم وعلى رأس تلك الأعمال المطبخ .
من البداية تستجلب عطفنا وتلقى باللائمة على الزوج .
الزوج مشغول يشرب قهوته و يتصفح جريدته ويبدو الجفاء والغلظة في طريقة حواره معها .
المكالمة التليفونية تكشف لنا حقيقة تعيشها تلك السيدة ؛ وهي الحب القديم؛ والحبيب الذي تركها وغادر البلاد ولم يأبه بها وبما كان بينهما من عشق كما صوره الكاتب أو الكاتبة؛ وقال إنها ستنسي؛ وبدا لنا من الحوار أنه هو الذي نسي وهي عاشت بجرحها القديم ولم يلتئم أو تداويه السنون تلو السنين.
تجربة قديمة جعلتها عاشت مع زوجها بدون قلب أو عاطفة ودائما هي شاردة مع السراب.
يبرر لنا الكاتب أو تبرر الكاتبة شرود الزوجة في الماضي ويستحث تعاطف القاريء معها بوصم الزوج بالجفاء والغلظة في الحوار والتعامل. بينما أرى أن الزوج هو الضحية في تلك القصة؛ هو ضحية تجربة زوجته القديمة التي ليس له أي ذنب فيها؛ بل الذنب هو ذنب فتاة سلمت قلبها لرجل لم يكترث بها وهاجر وتركها؛ متهما الأقدار بالظلم ؛ وأنا أربأ بالكاتب عن أن يقع فيما وقع فيه كامل الشناوى وغيره من الشعراء ؛ لما سب القدر في إحدى قصائده واصفا له بالحمق قائلا :
“قدر… الخطى” .
فلا تسب القدر ولو على لسان شخصيات قصتك ؛ فالأقدار ليست ظالمة .
وكذلك يقول أنها ستبقى إلهة العشق ؛ وهل يضحي أحد بإلاهه ويتركه هكذا إن صح التعبير ؟!
*معظم حالات العشق المحرمة تلك تبوء غالبا بالفشل ولا تنتهي بالزواج؛ لأنها تبني على الأماني الواهية والوعود الخداعة وغالبا في معظم هذه الحكايات تكون الأماني من ناحية المرأة والوعود الكاذبة من ناحية الرجل ؛ بينما تصدقها الفتيات الساذجات المراهقات وتنجرفن لطريق لا تحمد غالبا نهايته .
*وأخيرا الدين لا يحرم إلا مايضر ؛ ولا يشرع لنا كمنهج لحياتنا إلا كل الخير.
تحياتي للكاتب /ة.. نص رائع.. مشهد تمثيلي عال.. عنوان جيد موفق.
أ.علي جبل
عنوان مشوق
سرد جيد
حبكة جيدة
ونهاية مقبولة.
ولكن الموضوع شائك وجريئ.
كان يمكن ان يبرز موضوع الوحدة الوطنية بشكل مختلف عن هذا.
كل التحية والتقدير والاحترام للكاتب.
أ.فتحي محمد علي :
قصة رمزيتها عميقة تؤصل لمفاهيم اجتماعية.
ألفاظها وصورها موحية.
طغى الحوار على السرد لبيان الحراك بالقصة.
اللغة سليمة لحد بعيد إلا ماند من همزات قطع حلت محل وصل وبالعكس نتيجة الكتابة.
شعرت أن قدميّ لاأن قدماي.
أ.أحمد فؤاد الهادي :
جاء العنوان مؤكدا لما تبعه من سرد اعتمد فيه الكاتب على حوار يتطلب تركيزا من القارئ لمتابعته وتمييز المتكلم من المستمع مع بعض التعليق السريع من الكاتب أحيانا واصفا ما قدلايكشفه الحوار. وقد اكتفى الكاتب بعرض مشهدين من حياة البطلة وترك للقارئ اكتشاف كل ملابسات حكايتها منذ الصغر وحتى اللحظة التى باحت فيها بما باحت من خلال النص، فقد نشأت فى جو أسرى عكر حرمها من الحب والعواطف فبحثت عنهما فى مجتمعها الخارجى، وحين توهمت الحب فيمن لايمكنها الارتباط به لم تر غير العواطف، وهى تعيب على الأوطان فى مسألة مرجعها إلى الأديان وكانت هذه قرينة على عماها ومغالطتها لنفسها وتحميل غيرها لخطاياها. الكاتب كان يستشعر حساسية القضية التى تثيرها قصته فالجأ إلى الحوار السريع الواضح وترك شخوصه لتكلم القارئ مباشرة. كان الكاتب موفقا تماما فى أن يوحى بالكثير دو أن يكتبه، فالمرأة صنعت حياة فاشلة كتلك التى نشأت فيها، وتجبرت وتغطرست كأمها، فالولد يستأذنها فى مبيت صاحبه معه، ورغم أن ذلك ليس من الأمور الاعتيادية فقد وافقت دون أن ترجع للزوج أو تطلب من الولد استئذان أبيه، لو أتيحت لها الخيانة لخانت، ومن يعيشون معها لو استطاعوا الفرار منها لفروا.
تحياتى للكاتب/الكاتبة على هذا العمل المميز.
أ.محمد البنا
قصة من صلب الواقع المعاش، ومن الخطأ أن نكون نعاما وندفن رؤوسنا في الرمال، وننكرها تحت اي ذريعة كانت..دينية أو أجتماعية.
الكاتب ليس مصلحا اجتماعيا ولا واعظا دينيا، الكاتب مبدع ومبدع فقط، والمدارس النقدية كثيرة منها القديم كالموضوعية والدينية والتاريخبة والاجتماعية، وكلها مدارس انتهت منذ أكثر من مائة سنة، وحل محلها المدارس النقدية الحديثة كالبنيوية والتفكيكية والتحليلية، وتطور الأمر إلى ما هو أبعد من الحداثة ( ما بعد الحداثة)، متواكبا مع تطور الفن ذاته بجميع فروعه السردية والفنية كالرسم والنحت وغيرهما.
أقول هذا كمقدمة هامة لتناول هذا النص الجميل، فالقارئ يمكنه ببساطة تقبل الفكرة أو رفضها، ولا تثريب عليه أيا كان رأيه فهو رأيه حصريا، أما الناقد فهذا شأن آخر..الناقد له أدواته وله معايير تحكمه، ليس من بينها ذائقته، لذا لا يجوز له رفض الفكرة، وأنما التعامل معها على أنها منتج أبداعي أدبي، فالفكرة بالنسبة للناقد هى حق خاص بالمبدع، لا ينازعه فيه أحد.
نحن أمام نص يحكي عن مأساة اجتماعية عصرية بكل المقاييس، بعيدا عن حب فاشل مضى ليقبع في سراديب الذاكرة، وكلنا مررنا تقريبا بحب فاشل، ولا زلنا نتذكره إذا اقتضت ضرورة ما لتذكره، وهو حرفيا ما حدث للسيدة بطلة النص..مأساتها ليست في حب فاشل لا يزال يقبع في داخلها، فكلنا هذه المرأة من هذه الزاوية، أما مأساتها الحقيقة فهى برودة زوج يطالع الجريدة ويتابع التلفاز، ويتصفح منتديات التواصل الاجتماعي، دون أدنى اكتراث ببيت وأسرة وزوجة..أليس هذا حال الكثير الكثير من ازواج هذا العصر المتفكك المنعزل الموحش..هذه هى المأساة وهذا هو لب النص، وليس حبها الفاشل لأي سبب كان وما أكثرها الاسباب، ومنها بالطبع اختلاف الديانة، وهو ما استندت عليه الكاتبة مسوغا لفشل العلاقة، فلا الحبيب غدر بها، ولا هى تخلت عنه، وإنما هو قدرهما الفراق( استحالة الاستمرار) كما كان قدرهما أن يتحابا، فهل لنا اختيار من نحب؟!
نص صيغ بحرفية ومهارة وشرود..نعم شردت الكاتبة لشدة انغماسها في روحانية القصة، فتقمصت الشخصية وتقمصتها الشخصية، فلا ندري من منهما بطلة القصة ومن مبدعها او مبدعتها، وأفلت منها زمام السرد فمزجت الحوار الثنائي مع الحديث النفسي في اشارة سيميائية بالغة الدلالة على عظم المأساة ( شرود)، ومن ثم تلقي بقنبلتها لتتفجر في وجوهنا ( حتى السرحان نستكثره عليها) فأي ظلم هذا؟ ..أيها الأنسان!!!
محمد البنا ١سبتمبر٢٠٢١
أ.هالة علي :
قصة على قصرها وما تبدو عليه من الغموض ما يستدعي ان يقرأها المتابع مرة ثانية إلا انها دسمة … تترك للقارئ مساحة يشارك بخياله في أحداثها والتكهن بما لم يذكره الكاتب/ة .
أ.عاشور زكي وهبة
قصة شرود والتوغل في المحظور
نحن أمام قصة حب قديمة بين اثنين مختلفي الديانة، حكم عليها العرف والشرع بالوأد.. فلا هي تركت دينها، ولا هو غيّر ملته؛ لكن ما بقي إلا الحب.
تفرّق الجسدان؛ تجمّع القلبان.
الغريب أن الزوج الغارق في جريدته، وبروده المستفز كقهوته.
احتال العاشق للتقارب والتواصل بعقد صداقة بين ابنه وابن محبوبته.
ويتضح أن ابن الحبيب له نفس ملامحه فيتأجج نبض القلب بالحب الضائع.
يستخدم الكاتب/ة طريقة الفلاش باك لتلتئم خيوط القصة الشاردة كخيوط العنكبوت الواهية.
ما بين برودة الزوج وفظاظته، وحرارة العاشق وبعده تعيش الزوجة حياة شاردة سرحانة بعيدًا عن الواقع التعس.. يأتي جواب الزوجة أن المتصل شخص أخطأ الرقم وأبعده القدر.
تحياتي لكاتب/ة القصة الذي نكأ جرحًا غائرًا مسكوتًا عليه منذ زمن سحيق.
أ.كنانة عيسى
الحوار الراقص
اسعد الله اوقاتكم جميعا أيها الأحبة في منصة راقية مميزة ترتقي بالأدب ورواده
في نص (شرود).. نرى سردًا شيقًا،ذا نكهة مسرحية تخطى حاجز العادي والمألوف بلغة متمكنة وتصوير رشيق واضح لأطياف الشخصيات الصامتة (جورج الذي لا يحب البطاطا المقلية، الزوج الكسول البارد الذي يشرب قهوته ببرود مستفز) قبل الشخصيات الفاعلة(الساردة ،الحبيب القديم) و بتقنية مذهلة لتوظيف الحوار الراقص(الذي يخلق مشهدية مسرحية حادة بتغير الشخصيتين المتحاورتين بشكل مفاجئ) ، ورغم أنه يضيء تلك الفكرة القاهرة المألوفة للحب الممنوع الذي لا يشرعه الدين ولا المجتمع، إلا أنه بقي الحب العابر للطوائف،و المعتقدات و المنظور الأخلاقي المتحيزو الذاكرة الإنسانية والذي أعدمه الكاتب /الكاتبة كنوع من الكشف الواقعي للحقيقة و بغية خلق مصداقية لشرود وارتباك الساردة النفسي (كشخصية تتحكم في مجرى السرد) بتقنية توظيف الحوار المتنقل بين مشاهد الماضي والحاضر بين، الساردة وحبيبهاو الساردة وابنها، كما ورد في النص :
لم أكلّمك عن هذا من قبل؟
ـ كيف عرفتُ ..؟
ـ تسافر …؟
ومايبقيني في بلد يجرم عشقي؟
ـوأنا! ؟
هذا التقنية الصادمة (الحوار الراقص) تنقل القارئ من مشهدية متجذرة في أعماق نفسية الساردة التي تعاني ألم التشظي العاطفي الذي لم يضع له الزمن نهايةو الذي دفعت ثمنه هنا الأنثى وحدها في مواجهة غير متكافئة، في زواج خالي ٍمن الحب والعطف والشغف يقابله هروب الرجل من المعادلة ولوم واقعه وتجريمه له.إلى مشهدية حاضر بعيد عن الحياد.
وإن ما زالت تشقى في حب غائب الهوية ،فاقد للمصداقية، محكوم بالإعدام، تتابع أخبار من عشقته، دون رصد لحقيقة أنّ القدر وضع نهاية لقصة عشقية وحدها ما زالت تعيشها،
قصة سيجهضها جبن الرجل وقهر الواقع وتبقى فيها المرأة حبيسة ذكريات قارسة، تغيبها عن واقعها وتجعلها في حالة شرود مستمر
يحاكمها من حولها عليه، وتأبى الخاتمة إلا أن تظهر أن الساردة ستحاول رفضًا ذاتيًا لقصة عشقها القديم، فالمتصل (العاشق القديم) الذي ما زال في ذاكرتها قد أخطأ قبلًا بالتخلي عنها وهي الآن تعلن اتصاله القدري بها كنوع من الخطأ والرفض.
بورك الإبداع.. نص مميز ويحمل عامل التجديد والأصالة
أ.محمود دروبي :
كان الرد دائمًا: “هذا يحدث في الواقع”
وذلك كلما اعترض أحد على نقل ما يتنافى مع قيمنا وموروثنا الثقافي والاجتماعي إلى شاشات السينما والتلفيزيون..
فعرضها كان في كثير من الأحيان لهدف تجاري رخيص أو ربما دعما لمؤامرة خسيسة لتفكيك المجتمع وضربه في مقتل، لا سيما فيما يتعلق بقضية التسامح الديني..
وما يؤكد لي ذلك أنه لم أر -من وجهة نظري- حيدة في عرض هذه النماذج والافكار الجريئة، ولا يجب في كل مرة أن يكون الرد هكذا: ” هذا يحدث في الواقع”!
ماذا بعد العرض؟!
مع من نحن؟!
هل نعرض وفقط؟!
هذه مسائل شائكة للغاية، وطرحها دون إشارة إلى حل أو على الأقل التأكيد على رفضها؛ إصرار على تحصيل مكاسب سريعة وقاتلة في الوقت ذاته..
عودة للنص من زاوية السرد:
النص حواري بالكامل.. وذلك حرمنا من متعة السرد.. أيضا يتضح من خلال ثيمة النص، والأدوات التي استخدمت، أن الكاتب كان مشغولا لحد كبير بإبراز قضية العلاقات العاطفية بين طرفين من ديانتين.. وفي سبيل إيصال طبيعة هذه العلاقة الآثمة، ضحى بجماليات السرد القصصي، ويتجلى هذا في ندرة الأحداث..
وهذا لا ينفي قوة الفكرة وجرأتها..
تحياتي للكاتب المبدع..
أ.عبير عزاوي :
ساتناول هذا النص من جانبين
تغير حركة السرد بين الداخل والخارج . مع تعدد التقنيات السردية التي استخدمها الكاتب كمبكانزم لحركة الحدث.
نقطة البدء في هذه القصة اتصال هاتفي وهي فترة زمنية قصيرة للغاية لكنها تكشف حكاية حياة وحب وفراق وحنين وهذا ماتكون عليه القصة القصيرة عادة ..لحظة مقتطعة من الحياة لكنها تكشف حياة .
تنتقل الساردة بين عالمها الداخلي الذي تعيش فيه قصة حب انتهت بفراق هو سفر الحبيب لأنه لايستطيع العيش في بلد( يجرم حبه) تجريم الحب يأتي بالدرجة الأولى عادة في المجتمعات المنغلقة بسبب مفهوم العيب والعار صعودا لمستويات أخرى تتعلق باختلاف الطبقات أو العرقيات ولكن التجريم الذي اختاره الكاتب هو تجريم باختلاف الدين وهي مسألة بالغة الحساسية في المجتمعات متعددة الأطياف.
لكن هذا الحب لعب دوراً في تغير مصائر الأبطال ..الحبيب صار أباً شديد الغلظة والقسوة كما ورد في حديث الابن وهو يعرف أمه على صديقه جورج
والحبيبة صارت كثيرة الشرود وهو ما يسمها عند من حولها
والشرود حالة انفصال زماني ومكاني عن الواقع رفض للواقع وغرق في عالم آخر نفسي يتصل بالماضي اختارها الكاتب بذكاء شديد لتكون الرابط بين المتن والفكرة العميقة التي يقدمها النص حالة الانكفاء النفسي الداخلي للساردة وانغلاقها على عالمها الداخلي في حالة توترية في الحياة عكسها توتر الحوار والانتقال الرشيق إلى التداعي الداخلي .
المرأة تتحسر على هذه الفسحة السرية التي (يستكثرونها عليها) وكأن المنع يطال حتى أعمق مناطق الخصوصية .و كأن حتى حقها في الانعزال في عالمها الوهمي قد تمت مصادرته .
حركة الحدث الخارجية عبر عنها الحوار الكاشف بين الساردة / الأم وابنها وهو يتصل بالحاضر /النتيجة ..
أما الحدث الداخلي فقد عبر عنه استرجاع الساردة لقصتها القديمة ؛ الماضي / السبب وتمت عبر الإضاءة الفلاشية للحظات شديدة النكثيف ..(مثل الشبه بين الولد ووالده / حبيبها القديم ..
الطباع التي تتماثل و استخدمها الكاتب حاملاً لكشف عمق الحب واتساعه ..(لا أحب اابطاطا المقلية ..أحبك أنت …)
وكذلك السؤال عن عودتهم من الخارج ..)
استخدم الكاتب تقنية تيار الوعي والتداعي السردي بالتبادل مع الحوار برشاقة شديدة الرهافة ..
تبادلت تقنيتا الحوار وتداعي الوعي العمل على السرد :
الحوار الذي كشف طباع الشخصية وتفاعلاتها النفسية و قام بلمّ أطراف القصة في الحاضر وكشف علافات الشخصيات .بينما قام تيار الوعي بكشف أصل القصة وعمقها وبعدها النفسي و شفّ عن محمولها الفكري بتعمية ناجحة.
يحسب للكاتب قدرته الفائقة على الانتقال من الحوار الى المونولوج وبالعكس اي من حركة حدث خارجية إلى حركة داخلية وبالعكس ايضا وهذا ينم عن تمكن واحترافية وإلمام باسرار القصة وخصوصا الحداثية و مابعد الحداثية ..
ملاحظة أخيرة :
الكاتب اعتمد على قوة خيال القارئ ليبني الحدث بشكله النهائي ويملأ الفراغات التي تركها له ثقة منه بأنه يحسن القراءة خارج الصندوق ولديه القدرة ليكون مشاركا في صنع الحدث واستكمال النص لياخذ شكله النهائي والحق يقال ان قليلين من الأدباء يمتلكون هذه الحرفية في مزج تقنيتين صعبتين في الكتابة ليبني نصا يكون فيه للقارئ دور في اتمام السرد .
أهنئ الكاتب/ة لامتلاكه هذا القلم الفريد والمتفرد
أ.محمد كمال سالم :
صديقة علي
تبدوا كألا تراني
بين الرصيف وبيني
ومثل شعرك شعري
ويلي من الأحمقين
مولاي لم تبق مني
حيا سوى رمقين
اخاف تدعو القوافي
عليك في المشرقين.
لم يلتفت أحد من النقاد لأغنيتك ايتها المبدعة، كلمات الأخطل الصغير.
أحسنت وأبدعت وصنعت جدلا واسعا مفيدا، دمت مبدعة سيدتي
أ. جيهان الريدي
منذ قراءتي للنص تأكدت أنه للقاصة صديقة علي
فأسلوبها المكثف أعرفه تماما
وودخولها للمناطق الشائكة ليس جديدا عليها
وإحساسها بالمرأة يجعل القصة تشير إليها بكل الأصابع
لكنها في هذه القصة استطاعت أن تثير الجدل بين موافق لمناقشة القضية أو رفض مناقشتها من الأساس
وهذه هي الأديبة صديقة علي التي أعرفها
الكاتبة صديقة علي :
كل الشكر والتقدير لكل من قدم رأيه ووقته وثقافته ومر على نص شرود
الشكر الجزيل للأستاذ محمد كمال سالم على جهوده الدؤوبة واهتمامه الكريم
الشكر والتحية وفائق الاحترام للأستاذة جيهان الريدي ولمنبرها المشرق دائما
أ. فاطمة مندي
بطريقة الفلاش باك سرنا خلف الكاتب/ة للامام وللخلف حتى امسكنا تفاصيل الفصة
علي ما يبدو لي أن الحبيب هجرها بسبب اختلاف الأديان وهو ما عبرت به باسم صديق الابن جورج أيضا مقوله حبيبها عند المغادرة ما يبقيني في بلد يجرم عشقي ولا يجرم العشق سوى اختلاف الديانات بين مسلم ومسيحي تطرق الكاتب أو الكاتبة لموضوع جديد لم تطرق اليه الأقلام من قبل في اقتضاب وعلي عجاله دام الابداع ودام البرنامج والقائمين عليه بكل سعادة كسعادتي بقراءة النصوص الجميلةوتحياتي للرائعة الأستاذة جيهان الريدي تحياتي للرائع استاذنا كمال
التعليقات مغلقة.