شروط وقواعد كتابة القصة القصيرة جدا بقلم الناقد الفلسطيني صقر حبوب
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) (85) (الإسراء)
صدق الله العظيم
لاحظت بالفترة الأخيرة أن الكثير من النصوص المشاركة بمسابقات القصة القصيرة جدا لا تمت للجنس الأدبي من قريب ولا من بعيد لذا وكي تعم الفائدة ولخدمة الأدب والأدباء العرب ولينفع الله بما تعلمناه سأقوم بعرض والتحدث عن :
شروط وقواعد كتابة القصة القصيرة جدا.
نماذج لأفضل ما كتب من قصص قصيرة جدا لأدباء الوطن العربي.
الإجابة عن أية استفسارات.
مقدمة:
تتكون القصة القصيرة جدا
من ثلاثة عناصر رئيسية وهي…
(العنوان – السرد – الخاتمة)
وإلينا شرح واف لتلك العناصر.
1) العنوان:
- هو الواجهة الإعلامية للنص.
- مفتاحا للتعامل مع النص في بعديه ( الدلالي والرمزي )
- هو مرآة النسيج النصي وشرك الأديب لاقتناص القارئ.
- العنوان علامة كاملة تحمل دالا ومدلولا.
- العنوان جزء من المبنى الاستراتيجي للنص.
سمات العنوان الناجح:
- السلامة اللغوية.
- الإيجاز والتركيز.
- الانسجام مع النص.
تقديم معنى دقيقا ومفيدا. - يتمتع بالموضوعية والتوازن.
- أن يكون جذابا ومشوقا.
- احترام الذوق العام.
2) السرد أو متن النص: “هام جدا”
يجب أن تتوافر بمتن النص( أركان) القصة القصيرة جدا ( وتقنياتها) وهي…
﴿ ١ ﴾ المعيار الكمي. ﴿ ٢ ﴾ المعيار الفني.
﴿ ٣﴾ المعيار التداولي. ﴿ ٤ ﴾ الخصائص الدلالية.
المعيار الكمي
وهو التزام الكاتب بقصر الحجم الناتج عن التكثيف وضغط الكلمات والتركيز والتدقيق في اختيار الجمل وانتقاء المرادفات الملائمة والبعد عن الحشو والإطالة.
المعيار الفني.
وهو الخاصية القصصية متمثلة في أبطال القصة القصيرة جدا وشخوصها وأحداثها.
المعيار التداولي والخصائص الدلالية.
وهو تصوير الموقف الدرامي من خلال رسائل متخفية ” تشبيه – استعارة – كناية – مجاز – إضمار – انزياح… ألخ من أدوات البلاغة الأدبية”
فلا تأتي سطحية مباشرة بل تستثير بالقارئ الاستنتاج والتأويل.
3) الخاتمة:
أهمية الخاتمة في القصة القصيرة جدا:
من أهم عناصر كتابة القصة القصيرة جدا فهي النقلة المباغتة من أغوار النص المتحفز إلى خارجه الصادم المستفز.
لا تبرز من مضمون القصة الذي يفرض خاتمة بعينها ومن هنا فالقفلة الصادمة هي التي لا تنهي القصة القصيرة جدا بل تفتح النص أمام المتلقي فتثير دهشته وتجعله يشعر بالذهول والإعجاب والتحليل بالإبحار في عمق النص.
وتنقسم القفلة إلى عدة أنواع وهي:
- القفلة الخبرية.
القفلة الفضائية المتعلقة بالزمان والمكان. - القفلة الحوارية للتعبير عن اختلاف في وجهات النظر.
- القفلة المضمرة وهي التي يلجأ إليها القاص لاستدراج المتلقي للتأويل وملء الفراغ.
- القفلة الشعرية وهي التي تعتمد علي الكناية والاستعارة والمجاز وأدوات البلاغة الأدبية.
- وتندرج كل الأنواع السابقة بطبيعة الحال إلى القفلة السردية.
ومن هنا نستنتج الملخص التالي لكتابة الققج :
عنوان مبدع، مخاتل لا يتصل بالاستهلال والسرد بصورة مباشرة ولكن يهيئنا للخاتمة والمفارقة والدهشة الصادمة بها.
السرد البلاغي الموجز والموحي وما يحتويه من شخوص وأبطال الققج وحدثها.
الخاتمة النارية والتي تأتي انقلابا على ثيمة النص فتحقق عناصر الدهشة والمفارقة.
حينما يسألني بعض الأخوة والأخوات عن النصيحة بكتابة ذلك اللون الأدبي (الققج)
أقول :
- القراءة ثم القراءة فالقراءة.
- متابعة نوابغ القص القصير جدا بالعالم العربي.
- التروي بالكتابة والمراجعة والتدقيق المستمر (كلما دققت النظر وراجعت قصتك ستظهر في أفضل صورة لها)
- القراءات النقدية بما تحمل من تعلم وإثراء.
- الفكرة والثيمة الجديدة والبعد عن التقليد، والتكرار.
- دقة العنوان وارتباطه بالخاتمة الصادمة.
- تحيتي وتقديري
القاص والناقد الفلسطيني :
صقر حبوب
التعليقات مغلقة.