“شطر وشاعر “على صفحة الأستاذة الإذاعية جيهان الريدي :” في ظل أحزاني ” شعر د. وجيهة السطل

شطر وشاعر على صفحة الأستاذة الإذاعية جيهان الريدي :” في ظل أحزاني ” شعر د. وجيهة السطل

(تنمو الحروف على ضفاف قصيدة)
ما أروع السُكنى مع الكلمات

كيف السبيل إلى لقاء أحبتي
مازلت أنفث للدنا حسراتي

فالنهر يجري والمياه مضيئة
في ظل أحزاني سرت دمعاتي

رباه ضاقت حيلتي. ومشاعري
سكبٌ من التنهيد والآهات

الحرب ما بين الجموع تأجّجت
ووقفتُ بينهم أقيم صلاتي

قد عشت بينهم ألملمُ جرحهم
وصدى القنابل كم يشتت ذاتي

ثم استمرّ الغول في ساحاتهم
يغتالُ صبرهم على العثرات

والحمد لله الذي قد صانهم
وبطيبِ صبرِهم ملكتُ حصاتي

ضنكٌ وضيقٌ بل غلاءُ معيشة
يزداد إسراعًأ مع الخطوات

أهلي فديت الحزن في أعماقكم
إن الصلاح من الإله لآتي

وبكلِّ صبرِهم أتاهم بغتةً
زلزالها يختالُ في العرَصات

صعقَ النفوس كما تهدّمت البُنى
وتعلًقَ الأحياءُ بالأموات

كم طفلةٍ ظنوا بأن نجاتها
خيرٌ لها. والعيش في الفلوات

وأبٍ نجا مع زوجه وبناته
ووفاضُه خالِ فوا لنجاة

يامَنْ سمعتم بالزلازلِ سارعوا
فالأرض ناشطةٌ بذي الهزًات

قلبٌ يداري بوحَه وعذابَه
فيظلُّ ينبضُ واهنَ النبَضات

هذا الرضيع نجا بلطف بعدما
تحت الركام قضى من الساعات

والأمّ كانت حاملًا في شهرها
وضعتْ وليدتَها كما الآياتِ

والناسُ سكرى من نجيعِ دمائهم
والمنقذون ورا صدى الأنّات

والطفلة الشعثاء تحت حجارة
وبحضنها طفلٌ يُري سنوات

وتقول هيا أنقذونا واكسبوا
أني سأخدمكم طوال حياتي

ياليتني ما جئت حرف ضفافها
تلك القصيدة أشعلت جمراتي

فبكيتُني وبكيتُها في حسرةٍ
شامي العظيمةَ حلوةَ النفحات

رباه غاصت في الوحولِ سفائني
رباه أحمل في الجفونِ شكاتي

لاتحزني ياشام أنت منارتي
ولغير حبِّك لا أفي مولاتي.