شكراً جيمس فيبس د.أحمد دبيان
جيمس فيبس طفل ذو ثمانى سنوات ، دخل التاريخ الطبى يوم ١٤ مايو عام ١٧٩٦ حين قام الطبيب الانجليزى ادوارد جيننير بحقنه بافرازات البثور الناتجة من مرض جدرى الأبقار والذى كان يصيب العاملات فى قطاع الألبان وكان يمنحهن الحماية من الجدرى
Small Pox
كانت المشاهدات الطبية والمجتمعية تؤكد بان العاملات فى حقل منتجات الألبان وبسبب احتكاكهن بالأبقار والتى تصاب بجدرى البقر يتمتعن بقدر عالٍ من الحماية من وباء الجدرى .
كانت سارة نيلمس هى العاملة التى تم اخذ افرازات البثور من يدها ، ليعانى جيمس فيبس من الحرارة يوم واحد بعدها بتسعة ايام شعر الطفل جيمس فيبس بفقدان للشهية ليقوم جيننر بحقنه فى يوليو من نفس العام بافرازات بثور الجدرى فلا يصاب بالمرض وليصبح بعدها اول شخص فى العالم يتم تحصينه من الوباء .
عام ١٩٥٢ انتشر وباء شلل الأطفال فأصاب ثمانية وخمسين ألف طفل فى الولايات المتحدة ،متسببا فى وفاة ثلاثة آلاف منهم ليقوم الباحث جوناس سالك بموافقة السلطات الصحية الامريكية بادراج ١،٨ مليون طفل فى تجربة لقاح شلل الأطفال عام ١٩٥٤ وليطوره الطبيب سابين فينتشر الطور الفمى من اللقاح ويتم حماية ملايين الأطفال حول العالم من مرض شلل الأطفال وتأثيره المعجز والقاتل.
اذا ما تأملنا العالم دون لقاحات ضد الأوبئة ، واذا ما افترضنا جدلاً بان والدى جيمس فيبس قد رفضا تجربة الطبيب ادوارد جيينر او بأن آباء المليون وثمانمائة ألف طفل قد رفض اباءهم ادراجهم فى تجارب لقاح شلل الأطفال ما كان ليتم ابداً السيطرة على الأمراض الأشد فتكاً والأكثر تعجيزاً .
الطرح الأنانى الذى يتبناه البعض بعدم تلقى اللقاح الا بعد ان تتم تجربته على الآخرين طرح عاجز معجز معطل ، رغم ان أمهات العقاقير التى تداوت بها البشرية باصلها النباتى وبسميتها لم تخضع ابداً للمنهج العلمى التجريبى وظل البشر يتعاطونها لآلاف السنين .
اللقاح فى صورته البسيطة هو مستحضر بيولوجي، يقدم المناعة الفاعلة المكتسبة تجاه مرض معين. ويحوي اللقاح بشكل نموذجي على وسيط يشبه البكتيريا او الفيروس المسبب للمرض، وغالباً يصنع من الأشكال المضعفة أو المقتولة للجرثوم، أو من سمومه، أو أحد بروتيناته السطحية. يحرض هذا الوسيط الجهاز المناعي للجسم ليتعرف على هذا الجرثوم كمهدد له ويدمره، ويبقي لديه نسخة منه كي يستطيع الجهاز المناعي التعرف عليه ويحطمه بسهولة إذا هاجمه أي من هذه الجراثيم مرة أخرى.
قد يمنح اللقاح مناعة حياتية ، وقد يكون تأثيره وقتياً ويحتاج الى جرعات منشطة .
أسهمت اللقاحات في استئصال مرض الجدري، أحد أكثر الأمراض المعدية والمسببة للوفاة التي عرفتها البشرية.
أمراض أخرى كالحصبة الألمانية، والحصبة، وشلل الأطفال، والنكاف، والحماق، والتيفود لم تعد موجودة كما كانت موجودة منذ مئات السنين.
التعليقات مغلقة.