موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

شمَّاء بقلم علي أحمد

167

شمَّاء بقلم علي أحمد


لم تصدق عيناه ما رأى؛ ذلك مشهد لم يعتد عليه منذ زمن طويل، الجو يموج بالعواصف، الأتربة في شجار مع العيون،صفير يصك الآذان ، الناس تهرع إلى الحافلات، الجميع في طريقهم إلى منازلهم،إرهاق العمل يكسو الوجوه ألوانا باهتة ، بعضهم يحمل حقائب بها أطعمة ومواد غذائية، بعضها بها متطلبات حياتية، وكالات الأنباء حذرت هذه المناطق النائية من تقلبات الجو في الساعات القادمة ، توقعات بطقس سيء يصاحبه أمطار غزيرة رغم أن ذلك نادر الحدوث في تلك المناطق، وغالبا ما يخرج الجو لسانه لخبراء الأرصاد، يردد بعض الناس “كذب المنجمون ولو صدقوا” وأحيانا يفاجئ الناس بما لايتوقعون.
في الحافلة رأى ذلك المشهد الذي جعله يفغر فاهه، وتشحظ عيناه وتدور رأسه، لا يدري إن كان ذلك من رقصات الحافلة أم من دهشة ما رأى، طالب في المرحلة الإعدادية يجلس في المقعد الأخير يحمل فوق رجليه كتابا مفتوحا؛ يقرأ.. يخطط.. يسجل في دفتره ما يستخلصه، الكتاب فيه خرائط ورسومات وصور لسطح الأرض، الطالب منهمك في الدراسة والتحصيل، غير عابىء بالجو أو بمن يصعد الحافلة أو يهبط منها، الكتاب يئن من كثرت طعناته بسن القلم تخطيطا وكتابة، لقد تغيرت ملامحه، واختفت معالمه،لا يدري إن كان الكتاب فرحا بشغف الطالب به واحتضانه له أم يصرخ من طعنات الفارس برمحه الحبري،، حين رأى ذلك الفتى، في تلك اللحظة قفذت إلى عقله صورة الطالب الجامعي الذي كان يجلس تحت أحد أعمدة الإنارة فوق كومة من (الزلط) أثناء دراسته الجامعية، وأؤلئك الطلاب الذين كانوا يفترشون حشائش الحدائق في أيام الصيف يراجعون كتبهم الجامعية تحت ظلال الأشجار؛ هروبا من جو الصيف اللافح، ما أشبه اليوم بالأمس، كان هذا المنظر ــ في الماضي ـ تعتاده العين، أم اليوم فذلك منظر لاتشهده إلا في سراديب الأحلام.
حينما اقتربت السيارة من منزله، جمع الطالب كتابه ودفتره وهم بالنزول ثم ذاب في الطريق. ظل يسأل نفسه هل هذا الفتى حقيقة أم أضغاث أحلام؟ هل يحرص على العلم حقا أم يحرص على الوقت أكثر؟ أم خوف من امتحان مرتقب؟! لم يخرجه من تلك التساؤلات إلا صعود طالب في عمره يحمل هاتفا ينبعث منه صخب وضجيج لم يفهم منه إلا كلمة شيماء.

التعليقات مغلقة.