شهيد الأذان وغاسلة الصحون “عدنان مندريس” بقلم/مدحت رحال
يصادف اليوم الذكرى 60 على الانقلاب ضد رئيس الوزراء التركي عدنان مندرس، ليتم إعدامه شنقا بعدها ببضعة أشهر..
.
السبب المباشر لهذا الانقلاب هو أن عدنان مندريس أعاد الأذان باللغة العربية إلى تركيا إضافة إلى بقية إصلاحاته ,
ودافع عن الإسلام وهاجم أعداءه،
.
دخل الحزب الديمقراطي سنة (1950م) الإنتخابات ببرنامج عجيب توقعت له كل الدراسات الأمريكية الفشل المطلق
كان البرنامج لا يتضمن أكثر من :
_ عودة الأذان باللغة العربية
_ السماح للأتراك بالحج والعمره
_ إعادة إنشاء وتدريس الدين الاسلامي بالمدارس
_ إلغاء تدخل الدولة في لباس المرأة
عندما كانت سياسة حزب أتاتورك تفرض حظر على الحجاب
والتضييق على من يرتدونه في تركيا
.
سقط حزب أتاتورك إلى اثنين وثلاثين نائبا ،
وفاز الحزب الديمقراطي بثلاثمائة وثمانية عشر مقعدا ،
.
وتسلم هذا الرجل مقاليد الحكم وأصبح رئيسا للوزراء ،
وجلال بايار (رئيس الحزب) رئيسا للجمهورية .
وشرع لتوه ينفد وعوده التي بذلها للشعب أثناء عملية الإنتخابات.
واستجاب هذا الرجل لمطالب الشعب ، فعقد أول جلسة لمجلس الوزراء في رمضان .
وقدم للشعب هدية الشهر الكريم :
( الأذان بالعربية وحرية اللبس وحرية تدريس الدين و بدأ بتعمير المساجد).
.
وجاءت انتخابات عام (1954م)
وهبط نواب حزب أتاتورك إلى (24) نائبا ،
وسمح بتعليم اللغة العربية وقراءة القرآن وتدريسه في جميع المدارس حتى الثانوية ، وإنشاء عشرة آلاف مسجد ، وأنشأ اثنين وعشرين معهدا في الأناضول لتخريج الوعاظ والخطباء وأساتذة الدين ،
وسمح بإصدار مجلات وكتب تدعو إلى التمسك بالإسلام والسير على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا وأخلى المساجد التي كانت الحكومة السابقة تستعملها مخازن للحبوب وأعادها أماكن للعبادة.
.
أضيفوا إلى ذلك أن عدنان مندريس هو من أعاد نساء العائلة العثمانية إلى تركيا :
حينما زار فرنسا عام 1952، طلب من السفير التركي أن يبحث عن أفراد العائلة العثمانية فيها.
وتوجه مندريس إلى زيارتهم وكاد يفقد وعيه من هول ما رآه…
.
كانت السلطانة مشفقة، زوجة السلطان عبد الحميد (كان عمرها 80 عاما)، والسلطانة عائشة، ابنة السلطان، تعملان في غسل الصحون!!…
تخيلوا :
زوجة خليفة المسلمين وابنته تعملان في غسل صحون الفرنسيين.
.
لم يستطع مندريس أن يحبس دموعه،
فانكب على يدي السلطانة مشفقة يقبلهما ويقول لها :
لا تؤاخذانا يا أمي، لقد تأخرنا…”
.
وفور عودته إلى تركيا بذل عدنان مندريس كل جهده حتى تتمكن زوجة السلطان عبد الحميد وابنته من العودة إلى أرض أجدادهما، حيث أنه كان قد صدر قانون يمنع أفراد العائلة العثمانية من دخول تركيا .
وتمكن مندريس بصعوبة بالغة من إصدار عفو خاص لنساء الأسرة العثمانية ، ليُسطِّر بذلك ملحمة في الوفاء للسلطان عبد الحميد ولآل عثمان…
.
وتقارب هذا الرجل مع العرب ضد إسرائيل ،
وفرض الرقابة على الأدوية والبضائع التي تصنع في إسرائيل ، وطرد السفير الإسرائيلي سنة (1956م) وفتح (25) ألف مدرسة لتحفيظ القرآن.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وتقبله مع الشهداء والصالحين.
( لصاحبها )
.
تعقيب
_ إذا عز الدموع فقط تباكى
فمن عثمان غاسلةُ الصحون
.
_ ما أشبه اليوم بالبارحة :
< زوجة السلطان عبد الحميد وابنته تغسلان الصحون
زوجة المعتمد بن عباد وابنته تغسلان الثياب
وشتان ما بين الرجلين :
الأول حارب الغرب
والثاني حارب مع الغرب
التعليقات مغلقة.