موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

شهيد.بقلم.محمد كسبه

64


في غزة كل يوم يأتي إلينا عشرات الجرحى و المصابين ، جراء القصف العشوائي للمدن و المستشفيات حتى المخيمات لم تنج من قذائف الصهاينة .
من بين ركام البيوت و من تحت الحطام ، أرواح تفارق الحياة و أخرى تصارع الموت . على مد البصر و فى الأضواء الخافتة الأهالي يحملون المصابين و الموتى ، و نحن هنا فريق الإسعاف نستقبلهم نفعل ما بوسعنا و نحارب الموت ؛ كى ننقذ من يتمسك بالحياة و نلقن الشهادة لمن يلفظ أنفاسه الأخيرة .
بالأمس كانوا يحملون شابا ينزف ، استقبلناه في غرفة الإنعاش ، أجرينا له تنفساً صناعياً و حاولنا إيقاف النزيف لكن بلا جدوى ، ضربات القلب بطيئة جدا … النبض منخفض …. الجسم يفقد حرارته ، يبدو أنه فى لحظاته الأخيرة .
حاولت أن ألقنه الشهادة ، ليغفر الله سيئاته و يتوب عليه ، لكن بلا جدوى ، نطق حرف أو حرفين بصعوبة بالغة ، يا الله كيف لهذا الشاب لا ينطق الشهادة ؟ أنا لا اعلم ما بينه و بين ربه ؛ لكن وجهه مشع كالبدر ، حاولت مراراً ، في كل مرة يتحسن مستوى النطق ، كأنه يتعلم حروف الهجاء من جديد ، لم أمل من التكرار عله ينطقها ، أخيرا و بصعوبة بالغة مع آذان الفجر ، نطق الشهادتين و مات مبتسماً .
بعد بضعة دقائق جاءت والدته تبحث عنه في كل مكان و تصرخ أين ابني ؟ أين حبيبي ؟ و ظلت تتفحص وجوه المصابين و الموتى ، علها تجده حياً .
كشفت عن وجهة ، اقتربت منه ضمته إلى صدرها ثم بكت بحرقة و قالت : لبيك يا أقصى ، كلنا شهداء ، رحمك الله يا ولدي و أورثك جنة النعيم .
قلت لها : الحمد لله ، لم أتركه حتى نطق الشهادة قبل أن يموت .
قالت : يا الله ؛ لكن ولدى أخرس .

التعليقات مغلقة.