شيءٌ ما ينقصني بقلم سامي حنا
شيءٌ ما ينقصني بقلم سامي حنا
على غير المعتاد بدات الاحظ ظهوره بشكل متكرر بالشرفه المقابله عبر الشارع ؛ رجل جاوز الستين على ما تشى به ملامحه ؛ لا اعرف لماذا بدر الى ذهنى انه حديث الخروج الى المعاش ؛ ربما خروجه يوميا فى بواكير اليوم فى موعد شبه ثابت كمن يلح عليه نظام اعتاده من سنوات طويله ؛ من خبرتى فالمشاهده و التامل استطيع ان اميز بين انواع الشخوص المتطلعين من الشرفات ؛ لم يكن من هذا النوع الذى يتفرس باهتمام كمن يفحص الشارع و يسجل تفاصيل الماره كمن هو مكلف بمهمه مراقبه ؛ و لا من هذا النوع الذى يبدوا انه مستمتعا بان يراه الناس فى الشرفه متظاهرا انه لا يبالى ؛ و لا من النوع الذى يستخدم الشرفه لاسباب عمليه بحته مثل شراء بعض الاشياء من المحلات اسفل العماره او تلقى ما يحضره مندوبو التوصيل ؛؛؛ بدا حائرا بعض الشئ؛ نظراته مشتته لا تركز على احد او مكان كمن يبحث عن شئ او معنى او امل ؛ حتى فنجان القهوه الذى اعتاد ان يضعه على حافه الشرفه ليوحى بان جلوسه بالشرفه هو نوع من الانتعاش الصباحى المقبل على الحياه لم يكن يبدوا حقيقيا على الاطلاق … كان جلوسه متراخيا لا يوحى بالانشغال مع رشفات متباعده من فنجان القهوه دونما اهتمام بما يوحى بان فنجان القهوه بالنسبه له مجرد روتين اعتاده ليبدأ به اليوم دون اى اعتبارات سحريه لرائحه القهوه و طعمها المثير … طاف بذهنى ما كتبه محمود درويش يوما ؛؛؛
شيءٌ ما ينقصني ..
ربما أمل، ربما نسيان، ربما صديق .. وربما أنا
التعليقات مغلقة.