شيء في صدري.بقلم.حمادة الشاعر
بدأ الطبيب فعلياً يتعامل معي على أني لست طبيعياً،إن لم أكن مجنوناً فإني في الطريق إليه.
أُصر على أن هناك شيئاً في صدري ، يُضيّق أنفاسي، يتجول حراً.
هو طبيب يصدق العلم ،أمامه كومة من الأشعة ، أشعة تلفزيونية، رنين ، رنين مع الصبغة ،إلى جانب رسم القلب ،تصوير الإيكو ،تحليل الدهون ، صورة الدم.
كل هذا يقول لا شيء في قلبك ، لا شيء في صدرك .
هذا زميل لي اختصاصي أشعة :نظر إليّ ملياً :أستاذ حمادة فحوصاتك سليمة .
عاد الطبيب يقول :ربما تعاني ضغوطاً نفسية .
استغرقت وقتاً طويلًا حتى رفعت رأسي المكسور لأقول للطبيب :يضيق صدري ،لا أتنفس، لا يمر الهواء .
ضربات كالمطرقة تتعالى في جنبات صدري ، شيء يضغط من الداخل ليمرق للخارج .
أقرب لك الصورة : هل وضعت يدك علي بطن زوجتك الحامل ، شعرت بضربات جنينها المعاقب لها لتأخرها عن اللقاء .
نعم أعرف ذاك جيداً
أنا أعيش هذا الإحساس في صدري وليس بطنى .
ربما يتشكل الحزن جنيناً في قلبي
ربما يخرج للنور أول مولود للحزن من قلبي .
يوماً ما سيشق صدري ويخرج
اقتلوه ، لا ترحموه ، إنه ابن حرام.
حمادة الشاعر
القاهرة
يوليو٢٠٢٣
التعليقات مغلقة.