شَربة ميه قـصـة قـصـيرة بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
شَربة ميه قـصـة قـصـيرة بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
جلست الجدة كعادتها كل صباح على باب بيتها المتواضع ، و أمامها الباجور و ” عِدة الشاي ” معروفه في حارتها الصغيرة و الضيقة بالكرم و الجود ، يجلس معها نساء الحارة قبل ذهابهن إلى السوق لشراء طلبات اليوم ، يحتسون كوب من الشاي و يتسامرون في أحداث الأمس بكل ود و مرح .
يسكن إبنها الأكبر في الدور الثاني من المنزل ، متزوج و له ثلاث أبناء ذكور ” آدم و سعد و أنس ”
و كانت تنتظر حتى يذهب نساء الحارة إلى السوق ، و تُنادي عليهم كي يكتمل يومها ، نعم كانت تخاف عليهم من الحسد .
نزل الأحفاد الثلاثة يتسابقون على سلم البيت ، جرى في أحضانها أنس أصغر إخوته ، إستقبلته بحرارة و أغمرته بقُبلاتها .
أجلسته على ” فخذها ” و أجلست سعد على الآخر .
ثم أدارت وجهها لآدم و قالت له :
” فين أمك نموسيتها كحلي ”
رد آدم ” إنهاردة التلات يا ستي و الميه هتقطع بتملي ميه و نازله ورايا ”
سمع أنس إسم المياه فعطش على السيرة ، نفض نفسه من على فخذ جدته ” رايح فين يا واد إنت لسه نازل ”
ميه يا ستو ميه …
ضحكت و قالت له :
” طيب خلي أمك تلبسك الحزام الشورت هيقع منك ”
جرى أنس على السلم فإذا بأمه أمامه على فين ” هشرب ميه ”
طيب” ما تتأخرش علشان هتييجي معايا السوق ”
صعد أنس السلم بسرعة كبيرة فخاف أن يتأخر و تتركه أمه و تذهب بدونه .
و بعقله الصغير لم يجد أمامه إلا غسالتهم القديمة كبيرة الحجم .
جرى و أتى بكوب فارغ ، حاول أن يطول المياه فلم يستطع .
ذهب و أتى بكرسي ” الحَمام ” الصغير و تسلقه مد الكوب على طول ذراعه و لكن رأسه كانت أثقل خانته .
و سقط و كوبه في الغسالة .
لم يمر الكثير من الوقت حتى عادت النساء من السوق .
فوجدوا جارتهم ترتدي ” السواد ” !!
خير يا أم كامل ؟؟
ردت دون إتزان ” أنس رااااح في شاربة ميه ”
تمت .
أسـمـاء الـبـيـطـار …
التعليقات مغلقة.