موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

صافرات إنذار.بقلم.محمد كامل

134

صافرات إنذار.بقلم.محمد كامل


استيقظ باكرا كعادتي منذ شهور، اشعر بقدرتي على العمل قد تحسنت، تدفقت بداخلي طاقات كامنة لم ألمسها من قبل، ذاك الصوت الناعم يتخلل جسدي، يدفعني بعزيمة لخوض غمار الحياة، وبتحدً أواجه صعابها، لا أعلم تماما كيف منحني هذه القوة والعنفوان.
مع دقات السابعة صباحا تبدأ يومها، بصوت قاطع توقظ أطفالها من سباتهم العميق، وبنشاط تعمل وكأنها أحد أعضاء خلية النحل، في أقل من نصف ساعة ينطلق الأولاد إلى مدارسهم، ويغيب صوتها عن سمعي.
لم يخطر ببالي يوما أن هذه الشقة الملاصقة لشقتي ستكون مصدر انطلاقتي، سكنوها منذ أشهر قليلة، بعد أن كانت مهجورة بلا سكان، أكاد أشعر بدبيبهم في أذني طيلة الوقت، صباحا تنادي بصوتها كصافرة إنذار، وبمجرد سماعها تتبدل الأحوال، يعودون ليسقطوا في أحضانها، يلقون لديها أعباء يومهم الطويل، يقبلون على غذائهم ويشرعون في الاستذكار؛ حتى يحل عليهم النوم، وفي هذه الأثناء أستلقي على فراشي.
وعند السادسة والنصف تنطلق صافرات الإنذار، تعلن عن انطلاق مساء جديد، أنهض بحيوية أباشر يومي ومقابلاتي، وكأنني أرتبط معهم بقيد يجمعنا لحياة واحدة.
عدت بذاكرتي لحياة كانت تشبهها، نظام موحد يسري بين أفراد عائلتي، وكأننا في إحدى كتائب الجيش، ندور حول قائد عسكري كثيرا ما تمردنا عليه، ولكنه دائما يقف بيننا صامدًا ومقاومًا لثوراتنا، يجمع حوله ما تناثر من شتاتنا، نلتف حوله ثانية بعد أن يجذبنا إليه بما تهوى نفوسنا، يصنع لنا الحلوى والمرطّبات.
ولكن الحياة لم تدم على بساطتها، غفلت لسنوات عن هذا النظام الدقيق، تعطلت الأيام أمام ريح عاصفة، ترنحت وتهددت معها سكينتي، استبدّ بي اليأس، ولكن يشاء القدر أن يجاورني من يعيد لي اتزاني، يدفعني للمواصلة بهمة، فيعود حماسي واقبالي على الحياة.
بدأ يخيم السكون ويلتف الصمت، أيام متتالية تنقطع الصافرات والأصوات القاطعة، لا يكاد يصلني حتى صوت أنين الأطفال أثناء تلقيهم للعقاب، يتزلزل عقلي مما يجري، هذا السكون يحيلني للفراغ مرة أخرى.
سألت عنهم عامل المصعد حينما وقف أمامي، اندهش لسؤالي ولم يعقب، كررت السؤال عن الأطفال وسر اختفائهم وأنا أشير إلى منزلهم، ولكنه باغتني بإجابة خالية لا تحمل شيئًا:

لا يوجد في هذا الطابق غيرك.
في تلك اللحظات تثاقل لساني، كيف يحدث ذلك وأصواتهم تتردد بداخلي، حاولت أن أذكر له أوصافهم، ولكنني على الفور تذكرت أنه لم يربطني بهم سوى أصوات وكأنها تنهمر من السماء.

التعليقات مغلقة.