صالح الجايجي قصة قصيرة بقلم عبد الصاحب إبراهيم أميري
صالح الجايجي قصة قصيرة
بقلم عبد الصاحب إبراهيم أميري
صالح الجأيجي، أسم معروف ، وقد يكون علما من أعلام المدينة التجارية في ثغر العراق، وفي سوق المغايز بالعشار، كاسماء أخرى ظلت على السن البصريين، (تومان العبد، زرزور ابو الحب، ابو الكوكي و صالح ألجأيجي) ظهر منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضي ، عاملا في مقهى قريبة من السوق، ، يوزع الماء المثلج على طالبي الشاي، أو بالأحرى مساعدا لموزع الشاي، وتمكن في فترة قصيرة، ان يقفز ويحقق لقب ألجأيجي، رجل طيب القلب، كطيبة الشاي الذي يوزعه على طول السوق الكبير ، يحمل صينية الشاي محملة بأبريق الشاي ،. إضافة إلى كم كبير من إلاستكانات، ذات الخصر النحيف، وكأنها مولوده البكر ويعود من جديد، ليقوم برحلة ثانية وثالثة و. و. حتى يغلب الليل النهار دون كلل وتغلق المحال أبوابها في انتظار يوم جديد
أصحاب المحلات، يستذوقون صالح الخلوق والشاي السنكين اللذيذ
-عاشت ايدك خوش شاي، يفتح الدماغ
-وأيدك أخوية
عرفته منذ أن عرفت نفسي، وشخصيته أستهوتني، فحل اليوم أمام ناظري، ضيفا على قلمي ليسكن أوراقي المتناثرة والمزدحمة على مكتبي ، وبالتالي قصة من قصصي،
لا زال إسمه محفورا بذاكرتي
-صالح ألجأيجي
عرفته وقد قارب على الخمسين من عمره. أختلط البياض بالسواد وبانت أعداد عمره على تقاسيم وجه الهادئ
عاش وحيدا من دون زوجة وأولاد ولا قريب ولا بعيد، وفي غرفة واحدة من بيت كبير يأويه العزاب، يرمي صالح كل مساء بجسده المتعب ويغفو على نشرة الأخبار، ليسترد أنفاسا، تساعده على العمل بنشاط، في يومه القادم ،
لم يملك من متاع الدنيا شيئا، عدى مذياعا صغيرا يتابع من خلاله حلمه الكبير، منتظرا طلوعا يبشر بقدوم السعادة
صالح ألجأيجي، يعيش من أجل حلم ليحقق أحلاما من الصعب تحقيقها وفق المعايير الموجوده كما كان يعتقد لتغير الأشياء، تعيد البناء وتحلو الحياة،
،بني كل أحلامه على بطاقة اليانصيب الاسبوعية وفوزه بالجائزة الأولى، ليحقق كل السعادة. يشتري بيتا ومقهى، يختار زوجة تنجب له أولادا،
مرتبه اليومي كان دينارا عراقيا يركع له العمال، وعدد يتفاخرون به، كما ذكر لي ذلك مرات وهو مبلغ يكفي لإدارة عائلة، يستقطع منه ثلاثة ارباعه لشراء بطاقات اليانصيب لتاتي له بالحظ في يوم مجهول ليشتري بها السعادة كل السعادة برمشة، عين ويخص ربعا منها لطعامه، ، إيجار غرفته اليتيمه والمصاريف التي لا يمكن توقعها
منذ أن عمل صالح في المقهى أستهوته لعب الحظ، اليانصيب ، فاعتاد عليها، حتى أنه يتفاخر بها،
حاولت رغم صغر سني بمناسبة معينة، ان أوضح ان هذه اللعبة تستهلك ماله وتحرمه من متاع الدنيا ، وأن معدل الفوز بالجائزة الأولى نسبة قد تكون معدومة الى نسبة البطاقات التي كانت تصدر وتباع ، يرسم صالح ألجأيجي على وجه النحيف ابتسامة سخرية، وكأنه يقول
-انت بعدك طفل، ما تدري شكو ماكو
أخترق صوت بائع صحفة مسابقة اليانصيب سوق المغايز
أتجهت الأنظار حوله. ولا ابالغ ان قلت توقف السوق كله ليروا من هو صاحب الحظ السعيد، وأنا منهم، عندها تمنيت، ان يكون الفائز صالح المسكين
توقف البائع قرب محلنا وتدافع الناس حوله، ليشتروا الصفحة قبل نفاذها،، كدت أن التحق بالركب من أجل صالح، اقتني له الصفحة، ظهر فجأة محملا بصينية الشاي، نفذ بين الجمع بمهارة فائقة وكأنه يغزو جيشا، وخرج من الجمع كما نفذ ومعه الصفحة، وكشف عن دليل أرقام بطاقات اليانصيب التي ابتعلت كل مردوده خلال أسبوع، لحظات وعلا صراخ صالح ألجأيجي
-ربحت الجائزة الأولى ربحت
توقف السوق لحظة دهشة، وظل يراقب صالح المبتهج فرحا وسرورا
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أستيقظ صالح من نومه وهو يبحث في الصفحة التي اقتناها بعد جهد جهيد لحظات واكتشف ان السعادة دنت اليه واختفت ولابد من أن تعود ، بدأ يلعن حظه التعس، بعد أكتشف ان كل ذلك كان حلما، كباقي الأحلام التي يراهها نهاية كل أسبوع، زرع البطاقات على أرضية الغرفة، محاولا استذكار حلمه والرقم الفائز،. ليخرج بنتيجة
هل حقا فاز ،
عبد الصاحب إبراهيم أميري
،،،،
التعليقات مغلقة.