صباحيات كاتب.. لغة من العالم الآخر..
بقلمي / حامد أبوعمرة
من منطلق التعاون المشترك بين جريدة على باب مصر و ملتقى الأدباء و المثقفين العرب و حرصا على نشر الإبداع في ربوع الوطن العربي يسعد الجريدة أن تنشر هذا المقال :
هي لغة من أصعب اللغات في العالم الإنساني ترجمة لأنها لا تعتمد على اللسان أو العين أو الأذن ولأنها غريبة وساحرة؛ لا يمكن الوصول لمعرفة كنهها فعندما تنام الأجساد وتغمض الجفون تغادر تلك اللغة تلك الأجساد بعيدا ، فتحلق في فضاءات الكون لتلتقي بمثيلاتها فتولد في كل مرة حالة من التوحد والألفة ، وكأن التلاق لم يكن لحظتها ولا كأنه لأول مرة، بل من منذ مئات السنين .. وإلا ماذا يعني عندما تسيقظ تلك الأجساد فتجد توأمة في النبض نبض القلوب ،واندماج في الفكر واتفاق الحس وحتى الكلمات التي تتوافق في ذات اللحظة ؛وكأنها قد انبثقت من قلم واحد وعبر سطور ورقية واحدة ، عجيبة هي تلك اللغة التي تطل علينا من عالم آخر خارج حدود قدراتنا العقلية فهي تترجم الشعور بالألم والأمل لدى الآخرين وفي ذات الوقت دون أدنى اعتراف أو تصريح ، هي لغة تحملنا على أجنحة طير فتسابق الريح وتقرب المسافات ، حتى تصبح في نقطة صفرية كمرآة تعكس كل ما ينبع من حنايانا وليس فقط ظواهرنا وكأننا نتحدث مع أنفسنا ، هي لغة تجسد أسمى معاني الحب النقي الخالص أرقى من لغة الجسد ..لغة تحمل عبر طياتها حبا ملائكيا يختلف عن دنى العشاق ،وعن المتعة او الغريزة الزائلة.. ولا تقتصر تلك اللغة على مرحلة عمرية معينة، ولا جنسا محددا من البشر، فكل انسان له شبيه الذي ينسجم و يتناسب معه ، فالقلوب الصافية الرقيقة الطيبة لا تعرف إلا شاكلتها ..وأما عن تلك اللغة التي يتمحور حديثي عنها هي ” لغة الأرواح” .
مع تحيات كل من : إدارة جريدة على باب مصر و إدارة ملتقى الأدباء و المثقفين العرب
التعليقات مغلقة.