صبرا جميلا يا أُخَيَّ
شعر محمد إبراهيم النمر .. الثلاثاء 16 / 6 / 2020
إلى كلِّ مُبتلى..اللهم ارفعِ الكربَ عن المكروبين
إنَّ السعادةَ في الرضا، فاحرصْ على الكنزِ الكبيرْ
وانظر لمن مَلَك الدنا ، أين الدِّمَقسُ أو الحريرُ ؟!
تركوا القصـورَ إلى القبورِ وليسَ في كفٍّ نَقيرْ
القبرُ ضمَّ جسومَ مَنْ حازَ الوجــاهةَ و الحقيـرْ
من بات في الفَرْشِ الوثيرِ ومن ينامُ على الحصيرْ
سيَّانِ من ألِفَ النعيــمَ ومن تبلَّــغَ بالشَّعيرْ
تحتَ الثـرَى من عُمِّـروا بـديارِ عِـزٍّ أوفقيرْ
الكلُّ في شرعِ الترابِ أمانةٌ ، ذاك المصيرْ
فارحلْ بزادٍ من تُقى يُنجيك من حرِّ السعير
ولك الجنانُ العالياتُ وصحبةُ الهادي البشيرْ
يا أيُّهَا المَهمُــومُ أبشِـــرْ إنَّ مَــولانَا بَصيِـرْ
وهو العليمُ بجهِــرِنا أو ما يُخبئُهُ الضَميــرْ
فلسوفَ تنقشعُ الغيومُ ويُجبَرُ القلبُ الكَسِيرْ
ويُعانِــقُ العينينِ صُبــحٌ مُسفـرٌ أنّى تسيــرْ
كم محنــةٍ قد أقبلـتْ في طيِّها لطْفُ الخبيـرْ !
فالعسرُ مَصحُوبٌ بيسرٍ قدْ قَضَى اللهُ القديِــرْ
مَهمَا يَطُـلْ بالحُـزنِ ليـلٌ ينبلجْ فجـرٌ غَرِيـرْ
يا ربَّنا أنتَ المقــدِّمُ والمؤخِّــرُ والنَّصيـرْ
لُذنا ببابِكَ كُنْ لنا، رُحمَـاك يا نعـمَ المُجيرْ
يا ألله
سُبحانَ مَنْ شقَّ النَّوى وله الجواري في البحورْ
والشمسُ تُشرقُ في الدُنَا ويُراقصُ الغصنَ الطيورْ
والأرضَ مهَّدَها لكلِّ الناسِ بَـرٍّ أو كَفُـورْ
هذي الكواكبُ سابحاتٌ في مداراتٍ تدورْ
وتُسبِّــحُ اللهَ العليَّ بلا تــوانٍ أو فُتــورْ
والرعدُ أقبلَ راغبا والنَّجمُ يسجدُ والبدورْ
خلـقَ السَّماءَ بقــدرةٍ؛ يا غافلا هل من فطورْ ؟!
فانظر لها متأملا ، ودعِ التكبُّــرَ والغـُـرورْ
من ذا الذي يَرعى الأجنة في الحشا، جلَّ الشكورْ
الكونُ مِلكُكَ سيِّـدي وملاذَنا يــومَ النشورْ
يا مبتلىً ذاكَ اصطفـاءٌ منْ لدُنْ ربٍّ غَفـورْ
فالشكرُ منَّا واجـبٌ والحمـدُ في كلِّ الأمـورْ
صبرا جميلا يا أُخَيَّ، رياضُ ربِّي للصَبورْ
التعليقات مغلقة.