صحراء انفس بقلم.عصام الدين محمد احمد
يحتويني الصمت.
أحاول الفكاك من هذه الحالة.
أحرك لساني؛ الكلمات تـأبى الخروج.
الحروف تصيبها لعنة الشتات والتشظي.
أتجول على المسرح.
يأمل النظارة التمتع بالرواية.
المعاني كامنة في مخيلتي، الحوار محفوظ بالذاكرة.
منذ سنوات بعيدة تؤدي ذات الدور.
تشدو بالعبارات البليغة المغموسة في السجع.
تمجد الفرعون والجند.
تسرد معارك الشرف والدم.
تأسرك حقبة زمنية تليدة، هذا ما تفصح عنه الأوراق الصفراء!
تلتهب الأيدي بالتصفيق، والحناجر بالتهليل.
قبيل النهاية تشمخ.
ترفع هامتك عاليا.
تفرد ذراعيك وكأنك راقص بالية.
تتزلزل جنبات المسرح بآهات الجمهور.
واليوم لا شيء سوى الخرس.
كاد المخرج أن يُجن،يحثك على الكلام.
لا تقدر.
صوته يربك ذهنك الحائر:
قل يا أستاذ.
تحرك اللسان والشفتين.
انطمس الصوت في الحنجرة، ابتلعه الجُّبُّ الغائر.
أيصبرون عليك حتى تتعلم النطق؟
ليس أمامهم إلا إزاحتك.
صافرات الاستهجان تلاحق أذنيك.
ما كدت تعبر عتبة المسرح حتى انطلق الكلام.
ترتفع النبرات تدريجيا لمستوى الصراخ.
العابرون يسخرون،يصفونك بالجنون.
تستنكر:
ألا تعرفونني؟
جميعهم مشغولون بالانسلال ما بين السيارات.
تتعملق حروفك:
أنا الممثل الشهير.
صوتك يخفت:
انتظروا..سأحكي لكم قصة.
يا عالم يا هوووه…في الجراب نص آخر.
لا أحد يلتفت؛ فالحركة مرتبكة.
تركن لرصيف نفسك المنتهكة، تجده صحراء قافرة، تتخللها الأحقاف والتلال والزواحف.
تلهث كلماتك:
ما جريرتي؟
ما الجديد الذي غير حياتكم؟
لا شيء أيها التعساء؛ فالحياة تسير، والمعاناة تستمر.
لا يعيرونه أدنى اهتمام.
ينفض الزحام فجأة.
تمت بحمد الله
التعليقات مغلقة.