موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

صحوة بقلم عبدالله عبد الإله باسلامه

392

صحوة
بقلم عبدالله عبد الإله باسلامه

أفقت….لم أدر كم لبثت في بطن الظلام، لم أسأل أحد..أو بالأحرى لم أستطع سؤال أحد !!
فقد ثقل لساني، وتصلب جسدي وتحولت إلى كتلة من اللحم والعظم الجامد لكنه حي .. أرى وأسمع وأتنفس فقط ! .

كلمات الأسى ممن حولي، ونظرات الألم التي تطل من خلف مآقي تفيض بالدمع بين حين وآخر…و اللمسات اللطيفة – رغم فقداني الإحساس الخارجي – إلا أنها عزاء قلبي الذي مسه لطفها، وواساه نبضها، ورقتها،فأوحى إليه فيما اوحى بشيء من الأمان ، لم يلبث أن تطاير كالدخان !

بمرور تسعة أسابيع فقط أخذت رقة اللمسات، ولوعة الهمسات ، ونحيب النظرات ،وزحرات الأسى…. تتلاشى، ثم تلتها أسابيع لتجف بعدها المدامع ، وتخشوشن الأصابع، وتتعثر كلمات الدعاء، وأمنيات الشفاء من الأهل، والجيران الذين أخذت أعدادهم تتناقص ! ، في البداية كانوا يدلفون غرفتي محملين بأكياس ملونة لم يعد لي علاقة بمحتواها..
يجيلون النظر في محتويات غرفة ليلة دخلتي المشؤومة ، تتسائل العيون ( هذا كله) ؟! فتجيب الحواجب على السؤال بسؤال آخر (بكيف وكم )؟! .
يطيلون النظر إلى الأثاث أكثر مما ينظرون إلي..وياله من اثاث جلبته من أصقاع الدنيا لأدهش عينيها ؛ و بالمقابل تناقصت كؤوس العصير التي تقدمها العروس ، ثم اختفى الصحن والكؤوس، والفناجين ،و تماهت كلمات الترحيب ، وبهتت حتى ابتسامات التكلف ! .

وأخذت الزيارات تنحو منحى جاف وسخيف… انتهى بأن تقضي فيه الثرثارات ساعات فراغهن بالقرب من سريري دون أن يعيرني أحد اي انتباه !
ضرطاتي المتباعدة وحدها هي من تعيد لجسدي هيبته ، ولوجودي هويته ؛ فيهتز التجاهل، وينقشع التغافل ، ليسارعن إلى ستر وجوههن وحجبها عن العينان اللتان بقيتا من حطام رجل ، وسد أنوفهن والنظر إلي شزرا… وهكذا ينفض المجلس !.

خمسة عشر أسبوعا وأربعة أيام قبل أن يهجرني الجميع ، بل خمسة عشر أسبوعا وأربعة أيام وخمس عشرة ساعة بالضبط ..أنا متأكد فلم يبق لدي غير مراقبة ساعة الحائط ، وتصفح دفتر الذكريات بقلبي ورقة إثر أخرى ، مع جرعات ندم تشبه ماء النار يقطع امعائي ..كيف قررت ؟! وكيف راهنت ؟! وسقطت ضحية قراري ورهينة رهاني !! .

يا ويلي ..ها أنا أصبحت غريبا في عينيها اللوزيتين، وأنا الذي تخليت لأجلها عن كل شيء، لم تعد تتفقدني بنظراتها القلقة كما فعلت في الأيام الأول ، أو تخلل أناملها الرقيقة بين أصابعي الجامدة المنكمشة، لم تعد تطوف بشفتيها الرفيعتين حول وجهي المتصلب، وتعبث ببنانها وسط ذقني وشاربي وتهمس بعذوبة (ستبقى رجلي الوسيم)، لم أعد أشعر بدفئ أنفاسها وهي تحتويني بذراعها لترفعني برفق حتى تزيح مخدة أو تستبدلها بأخرى، فاقترب من نهدين عارمين لم ألمسهما بعد ،ثم تضعني ببطئ ورفق شديدين ، وتعيد وضع الملاءة فوقي، وتهتم بتعديل وضع ياقة قميصي القطني بعد أن تتأكد من إحكام أزراره ، ثم ترفع جذعها لتعتدل في وقفتها تسوي خصلات شعرها الناعم ، وتلقي نظرة شاملة على ترتيباتها ، قبل أن تتراجع خطوتين إلى الوراء و تستدير مغادرة الغرفة، فلا تنقضي نصف ساعة حتى تعود لتمسحني بنظراتها ولمساتها تستوثق من راحتي أو هكذا ظننت !! .

وسوسة !! أم شك ؟! أم سوء ظن ؟! ..

وكي استريح لجأت إلى حيلة الدموع..حتى انتبهت لي، فاقتربت مني ..دق قلبي، الآن ستمحو سوء ظني ،وتقمع هواجسي…مدت يدها بالمنديل ، ودون أن تنظر في عيني همست محدثة نفسها بتذمر ( ربما بداية زكام..لم يعد ينقصني غير المخاط) !!.

تأثرت حد الانهيار حين أخذت زيارة ابنتي مهجة تتباعد.. مرأى جبينها الصغير ، وغمازة خدها الأيسر يهيج اشجاني،فيجرفني الحنين ويدفعني للصراخ (أين أمك؟!) يرتد صوتي إلى بطني فتخرج الكلمات من حلقي كغرغرغة التجشؤ تنتهي بحشرجة مثل حشرجة الموت، فتتفجر الدموع… دموع حقيقة حارة كأنها تتدفق من جوف نبع بركاني، و تظل تسح فترة زيارتها المقتضبة، وحديثها النافر الجاف مع صديقتها التي أصبحت عروس أبيها !!

ولم يختلف الأمر مع ابني فؤاد الذي أخذ في البداية يزورني كل يوم، فيبادر إلى حملي بذراعيه القويتين،يجلسني على الكرسي الخاص في الحمام ، ويمسك صنبور رشاش الماء لإزالة ما علق بي من أوساخ جفت في أخاديد ثنايا فخذي، ندبة معصمه تذكرني بيوم وجدت يديه ملطخة بالشوكولاتة فحملته وألقيته عبر نافذة السيارة خشية أن يلطخها ،ليرتطم جسده الصغير بالرصيف ويتحطم معصمه ، كانت تلك سيارتي الأولى التي كسبتها إثر صفقة صغيرة توالت بعدها الصفقات حتى كونت الشركة وفروعها ..أتوق اللحظة إلى احتضانه وتقبيله، وأن أنصحه و أوجهه كما يفعل كل الآباء، و أن اهمس له بأن يكون علىحذر من الهوى ومن تقلب الايام ، وأشياء كثيرة تخرج من فمي في شكل غمغمة وغرغرة يفسرها هو بقشعريرة برد فيسارع إلى لف المنشفة حولي ، ويحملني برفق، ويضعني على السرير تاركا لها تغيير ملابسي، ثم ينصرف بصمت دون أن ينظر حتى إليها ، فقد تحولت علاقته معها من التجهم، والفتور إلى الشجار حول الميراث !!

تصنّعها الإهتمام، وإيغالها في تمثيل دور العاشقة ينكئ جراح قلبي الذي لا يفتأ يتذكر يوم سجلت البيت والشركة باسمها، حتىرأيت عينيها صباح اليوم وقد انطفأتا وهي ترميني بصورة مستند من المحكمة و… لأول مرة ابتسمت .

عبدالله عبدالإله باسلامه
10/ مارس/ 2021 م .

التعليقات مغلقة.