صخب السكون قصة قصيرة بقلم /عصام الدين محمد أحمد
أمتطي الدَّرب الخريفي.
الشمس مُجمرة، البيوت ممصوصة الدماء .
أرنو إلى الكلاب متوجسًا ، تلهو أمام دُوَّار العُمدة المحدود بطرفي القرية القبلي والبحري؛ تحفـُرأرضا لظلال، تستشعرخطوي الوئيد .
دقات قلبي تطغى على حركتي ، الخوف يهزمني .
يتغول الكلب الأسود، يشُب، القطيع ينتبه.
الفريسة جاهزة، والمسرح معد، ولا أحد من النظارة.
أجري، يتلاطم قفصي الصدري .
يطير، يلحق بكم بنطالي، يتمزع السروال .
ينفتح باب مهول مُـضفر بالصاج، تسحبني الأيادي المغزولة بالعظام .
ينغلق بمزلاج الخشب الثقيل.
شتاتي لم يتجمع !
أمارات الموت حاقت بي، لم استطع جبذ نفسي من بئر الهلاك.
تنزع العجوز أطلال البنطلون، تُتَمْتِم بالحمد واللهفة، تضُمّني إلى صدرها الجاف، حبات عَـقْدِها تُزَمِّلُنِي ، ترُش وجهي بمياه القلة، تهدهد هلعي.
تلعن إهمال نساء آخر الزمان، صوت دائخ يفيق من الداخل :
“حمام يمسك الطوبة كالجن المصور، يهوش، الكلب يفر، يقذف؛ الدم ينفجر.
أتهمه بالقسوة، يسخر من رعونتي.
أهيل صخر الجبل، أحفر قبرا.
أواري جثمانه ، أرتمي باكيًا، أتساءل:
ما جريرته؟
حمام لا يجيبني، وينظر إليّ شذرا، أغادر الملعب، ألفظ تكملة اللعب.
يختبر مشوار العودة انهياري.
وفي الليل صَخَبَ السكون بالنباح؛ تواترت الطلقات .
تتلجلج الدكة بثقلي المُرتعش ، وتحت اللحاف يتفصد جبيني صقيعًا.
يستطيل الليل؛ ولانوم .
ليس في الخارج سوى زعيق الخفراء!
ربما لا أسمع إلا الصراخ!!
سكنت الطلقات، ولم تسكُن الكلاب.
حينما أفل الليل ضجت القرية بالنحيب، فقد كانت غنائم المطاريد من البهائم غير مسبوقة .”
تستجوبني العجوز :
ابن من؟
جفت الكلمات، فقدني الإدراك..
ألملم بقايا نفسي.
أنتفض، تحتار في أمري.
أغادر الدار.
أترصد الكلب وبيدي مئة ألف حجر.
تمت بحمد الله
التعليقات مغلقة.