صدفة قصة قصيرة بقلم/ مريم الراشدي
عند مروري بالشارع، سمعت صوتا خافتا يدعوني باسمي .. “ألالة مريم .. ألالة مريم .. “، التفتُّ فلم أجد إلا رجلين وصبية تناهز العشر سنوات ولا للصوت الخافت شبيه. حاولت مواصلة السير وإذا بالصوت يعيد المناداة ..
يد بخشونة رجالية ربتت على كتفي مرتين .. اقشعرّ بدني .. تسمرت لوهلة ثم استدرت مستشيطة لأهب في من فعل فإذا بصاحب الصوت يقول مستطردا : “أنا الحاج عبد الرحمن، خالك من الرضاعة يا صغيرتي. صحيح أنك قد لا تتذكرينني.. ولكنني أعرفك حق المعرفة. عندي بألبوم العائلة صورة لك وأنت بعمر الثامنة عشر أهدتنيها أمك في إحدى زياراتها لي بالرباط. رأيت أختي معك في أحد منشوراتك صدفة على الفيسبوك فتعرفت عليك بفضل تلك الصورة، فلا تنزعجي حبيبتي. “
تسمرت حينها حقا لأن ملامح هذا الشخص ذكرتني والرواية بخال لطالما لعبنا في جنينة بيته الكبير قبل عمر العاشرة … صدمت من رأيته، تغير كثيرا جدا .. ابتسمتُ والدمعة تجرُّني لتلك الأيام وأطيب صورها .. تهاطلت على ذاكرتي رذاذا كأنما أسراب فراشات خرجت من شرنقتها لتوها في يوم ربيعي دافئ …
التعليقات مغلقة.