صديقة و لكن .. قصة قصيرة واقعية بقلم د.صبحي زُردُق.
دَخلَت العيادة مع زوجها في حالة من الانكسار و الضعف، يعلو وجهها كآبة و حزن و صمت المغلوب على أمره ، سألها الطبيب عن السبب ، فنظرت إلى زوجها نظرة خوف ، فاستأذن زوجها و خرج حتى تتمكن من الافصاح عن مواجعها ، و عندما اطمأنت إلى خروجه أفصحت قائلةً : زوجي يا دكتور متزوج من أخرى ، و هو لا يهتم بي ، فسألها : ألا ينفق عليكِ؟ قالت: بل ينفق، لكن لا يهتم بي عاطفياً منذ أن تزوج بالجديدة .
قال الطبيب: منذ متى قد تزوج من الجديدة ، قالت: منذ عامين تقريباً ، فقال لها : لما إذاً الحزن الآن بهذه الدرجة ، هل هناك جديد؟
قالت : نعم ، فقد علمت أنها حامل و كنت لا أريد أن يكون لها ولد منه ، قال الطبيب : هل هناك صدمات أخرى؟ فقالت : نعم ، كانت الصدمة الكبرى عندما سرقت تلك الزوجة مني زوجي ، فقد كانت صديقة لي قبل أن تتزوجه ، أجلس معها و تجلس معي و أبوح لها بأسرارى و تبوح لي ، و رغم ذلك فبعد أن خَطَفت زوجي مني و تزوجته حاولت الاتصال بها للتعايش مع الحدث ، لكنها فاجأتني بصدمة خيانة ثانية .
قال الطبيب : ما هى ؟ قالت: استغلت مكالمتي و كلامي السىء معها عن أم زوجي ( حَماتي) فقامت بتسجيل المكالمة و إرسالها لها ، و لولا فضل الله لطلَقني زوجي .
قال الطبيب: و ماذا فعلتِ أنتِ ؟ قالت : لم أتحمل فكرة سرقتها لزوجي و تخريب بيتي فقررت استعادة زوجي و سرقته منها كما سَرَقته مني ، فقمت بإنشاء صفحة فيسبوك جديدة باسم مستعار بصورة (بروفايل) غير صورتي ، و بدأت أراسله باعتباري امرأة معجبة به ، فأعجب بي و كِدتُ أفسد حياته معها ، لكن استيقظ ضميري في اللحظة الأخيرة فتوقفت عن ذلك .
قال الطبيب : للأسف أنت مصابة بالاكتئاب النفسي نتيجة التعرض لصدمات الخيانة من تلك الصديقة مرتين ، لكن أبشركِ فالعلاج ممكن جداً….
التعليقات مغلقة.