صراع … قصة قصيرة بقلم/محمد كسبه
صراع … قصة قصيرة بقلم/محمد كسبه
انتهى يوم شاق من العمل ، و أشعر بالتعب و الإرهاق ، الآن وقت الراحة ، رأسي تثاقلت ، النعاس يعلن بداية الوهم ، ألقيت برأسي على الوسادة باحثا عن الراحة .
أنت أيها الغبي ، ألا ترى ماذا فعلت ؟
عفوا سيدي من أنت .
أنا الذي جعلته أحدبا في قصتك و جعلت الجميع يتنمرون عليه ، أنا الوحيد في قصصك من ذوي الاحتياجات ، و باقي الشخصيات كلهم أسوياء .
لكني جعلتك بطلا ، ألا يكفيك أن القصة سميت باسمك ( الأحدب ) .
فجأة انقض الأحدب علي و أمسك برأسي و في يده سكيناً ، و أنا ملقى على السرير ، غلبني النعاس ، و ابتسم للأحدب و قال له : هيا اقتله دعني أستريح منه إنه شخص مزعج جدا ، لا يلتزم بوقت محدد للنوم ، و أنا أكره ذلك ، هيا اقتله .
رد الأحدب : نعم سأفعل و رفع السكين عاليا ، و فجأة ، لا أعرف ما سر هذه القوة ! أفلتت رأسي من يده ، لكن النعاس هاجمني و جعلني أترنح يمنة و يسرة ، على جانبى الطريق بعض القراء يهتفون اقتله لا تدعه يفلت ، و البعض الآخر يصرخون لا تستلم للنوم استيقظ أنت الحقيقة و هو الوهم .
من بعيد ظهرت الفاتنة في قصتي ( الكعب العالى ) و ابتسمت لي و قالت : لا تخف ، و اتجهت ناحية الأحدب و ارتمت في حضنه .
حمدت الله على النجاة و استدعيت النعاس لأحذره من فعلته لكنه استعان بالأرق فجعلني كالمخمور ما بين النوم و اليقظة وجدت الكثير من الشخصيات في شقتي منهم من يحتفل و يلهو و آخرون في حزن و مأتم .
في غرفة الجلوس استقبلني والد سامي الذي يعاني من كثرة النسيان في قصتي ( زهايمر ) و سألني لماذا جعلت ابني سامي يموت ؟ فأنا أحبه كثيرا و اتمنى أن أراه ، لابد أن تعيد كتابة القصة من جديد و لابد أن ترحمني من مرض الزهايمر فأنا الوحيد فى كل قصصك الذى أنسى حياتي ، عليك أن تعدني بهذا و إلا قتلك
يا رجل أنت من أجمل الشخصيات في قصصي ، إهدأ و سأفعل لك ما تريد .
لكن من أنت ؟
أنا المؤلف .
و من أنا ؟
أنت والد سامي .
و من سامي هذا ؟
أنه ابنك .
لكني لم اتزوج .
يا ربي !!! ماذا أفعل ؟ لقد نسي الموضوع الحمد لله إنه فعلا يستحق الزهايمر .
قبل أن أخرج من الغرفة جذبني من ذراعي ذلك السكير والد مايا الذي أضاع كل ثروته على لعب القمار و شرب الخمور في قصتي ( مايا ) .
يا هذا ، اعطني سيجارة .
لكنى لا أدخن .
إذن اعطني كأسا من الخمر ، ألا ترى الكأس في يدي فارغ ! و أنت المؤلف يجب أن توفر لي الخمر و النساء ، أقول لك لا داعي للنساء فما أكثر البغايا في القصص ، أريد الخمر الآن و إلا قتلتك .
لكن الله لعن شارب الخمر و حاملها و ساقيها
و ما ذنبي أنا ، أنت المؤلف برئ و أنا السكير ملعون ! أنت من فعل بى هذا .
فجأة كسر الكأس و صوبه نحو رقبتي ، بأعجوبة أفلتت منه قبل أن يقتلني و اتجهت ناحية باب الشقة .
، حاولت فتح الباب للخروج من هذه الأوهام ، لكن الباب لم يفتح و أعلن احتجاجه هو الآخر
عذرا أيها المؤلف ألم تقل أن لي وجهان في قصتك ( المفتاح بالداخل ) .
حتى أنت أيها الباب .
نعم حتى أنا ، لي شخصية و اعتبار ثم أصدر صوت الصرير و دفعني ناحية الحائط و ضغط بقوة على جسمي ، كاد أن يمزق ضلوعي .
صرخت بأعلى صوتي اتركني أيها الباب ، أنت جماد أصم و أبكم ، أنا من جعل لك شخصية و جعلت الناس يعرفون قدرك .
لا أنت لا شيء ، أنت تكتب من أجل الشهرة ، و المال ، أنت تؤلف الشخصيات و تتوهم الأحداث و تتحكم بالنهاية ، لكن نهايتك الآن هنا ، لن أفتح لك ، لن تنجو هذه الليلة نهايتك ، كل الشخصيات تشكو منك ، أنت لم تستطع اسعادهم ، كلهم ضحايا و الآن حان دورك .
أفلتت نفسي من خلف الباب زاحفا على الأرض ، تخطيت الكثير من السيقان في حفل راقص و الكل يلهو ، لا أحد يهتم بي ، في زاوية الغرفة وضعت رأسي على يدي فوق ركبتي ، سمعت صوتا عاليا
أهلا بك أنت في قصة ( المتاهة ) .
الآن حان دوري .
ماذا ستفعل يا مجنون .
أنت جعلتني مفقودا أولا ثم مسجونا على خلفية أحداث سياسية لم أشارك فيها ، ثم في النهاية فصلت بين روحي و جسدي و جعلتني روحا بلا جسد أو جسدا بلا روح لم كل هذا أيها الملعون .
نعم أنا المؤلف و أنت الآن أيها الغبي جسد بلا روح ، كيف ستقتلني إذا ؟
عد إلى قصتك كما كنت هيا تحرك من أمامي .
ما يفصل بينى و بينه زجاج غرفة العناية المركزة .
على السرير الآخر في نفس الغرفة لمحتني بطرف عينيها و أشارت إلي ثم أغمضتهما ، نظر أقاربها إلي و قال أحدهم هذا هو مؤلف قصة ( نوم عميق ) يجب أن نقتله ، إنه المؤذي الذي جعلها بين الموت و الحياة و لم يضع لها نهاية ، و صرخ فيهم اقبصوا عليه ، ركضت على الفور ، و ركض الجميع خلفي ، فجأة سمعت آذان الفجر ، استيقظت من هذا الكابوس و استعذت بالله ،
سمعت صوت النعاس يقول لا بأس يا هذا غدا سنكمل .
التعليقات مغلقة.