صراع ١٩٥٤ ما بين محمد نجيب وجمال عبد الناصر
صراع ١٩٥٤ ما بين محمد نجيب وجمال عبد الناصر
ترجمة د. أحمد دبيان
“من كتاب روبرت درايفوس لعبة الشيطان”
محمد نجيب الذى كان على اتساق طويل وتوافق مع جماعة الإخوان المسلمين وكان عضوا محافظا فى تنظيم جمال عبد الناصر ( الضباط الأحرار ) .
بعد ازاحة الملك فى انقلاب الضباط ( هذا هو تعبير المؤلف ) تم تعيين نجيب كرئيس وتعيين ناصر رئيسا للوزراء .
كان ناصر فى خلفية المشهد هو القائد الفعلى الممسك بمفاتيح القوة كلها .
ادرك وليام لاكلاند الملحق العسكرى بالسفارة الامريكية بالقاهرة وقد كتب مايلز كوبلاند ان نجيب هو مجرد الواجهه والتى يحركها ناصر .
وبينما كانت الجماهير والعالم الخارجى تحيي نجيب أدركت السفارة ومن خلال لاكلاند ان ناصر هو صانع القرار الفعلى وبدأت التعامل معه ما ( ينفى علم او صنع امريكا كما زعم البعض اعتمادا على روايات كوبلاند الممولة من الملك فيصل ان ثورة يوليو صناعة أمربكية ).
ولكن نجيب وعلى الرغم من انه اضعف من ناصر الا انه كان يحتفظ بعلاقات وثيقة مع حسن اسماعيل الهضيبى الرجل الذى خلف حسن البنا كمرشد عام للإخوان المسلمين .
سرعان ما احتدم صراع سلطة ما بين ناصر ونجيب وسرعان ما أدرك نجيب وبدعم بريطانى ان جماعة الاخوان المسلمين هى حليفه الرئيسى.
كانت علاقات ناصر المبكرة بالاخوان المسلمين مخادعة وليست ايديولوجية وعند الامساك بزمام السلطة بعد ١٩٥٢ كان الضباط الاحرار حريصين على النأى بأنفسهم عن الإخوان المسلمين .
كان هناك أعضاء من الضباط الاحرار ينتمون تنظيميا للإخوان المسلمين وأغلبهم ومنهم ناصر كانوا على اتصالات وثيقة بالتنظيم يعود تاريخها الى عام ١٩٤٠.
فى بدايات الخونتا العسكرية ( والتعبير للمؤلف ) واجهت الحركة تيارات عديدة من المعارضة ضمنها الوفد والملكيين واليسار وحركة مصر الفتاة والإخوان المسلمين .
إرتأى ناصر تحييد القوة العسكرية للاخوان المسلمين ورأى التعاون وتحييد الجماعة فى البداية بدلا من مواجهتها وعندما صدر قانون حل الأحزاب السياسية عام ١٩٥٣ تم اعفاء الجماعة من القرار .
على الرغم من هذا كانت الفرصة ضئيلة جدا ان يستمر التوافق ما بين ناصر والجماعة ، فجماعة الاخوان تريد مجتمعا اسلاميا وفق رؤيتها وناصر يريد مجتمعا علمانيا تقدميا.
وكان الاهم بالنسبة له القيام باصلاحات جذرية تضم الاصلاح الزراعى ونهضة تعليمية كان الاخوان يعارضونها وبعنف.
وخلال المحادثات ما بين السفير الامريكى جيفرسون كافرى وهو نفسه من أوصى بزيارة سعيد رمضان زوج ابنة البنا للبيت الأبيض والهضيبى المرشد العام للإخوان المسلمين ابدى الهضيبى انه سيكون من دواعى سروره تصفية بعض عناصر الضباط الاحرار .
فى نفس الوقت تقريبا تم اجتماع بواسطة دبلوماسى بريطانى رفيع المستوى هو تريفور ايفانس المستشار الشرقى للسفارة البريطانية فى القاهرة مع المرشد العام للإخوان السيد حسن الهضيبى والذى تم اعتباره خيانة عظمى من قبل ناصر الذى اصدر قرارا بحل جماعة الاخوان المسلمين وقد ابقى المسئولين الامريكيين والبريطانيين الرسميين على اتصالات مستمرة بالتنظيم .
حدث الصدام الذى تم تأجيله طويلا مع تنظيم الإخوان عام ١٩٥٤. وقد تصاعد مع زيادة الغضب البريطانى مع الزعيم المصرى أثناء مفاوضات الجلاء ونقل قناة السويس وقاعدتها الى مصر ( هكذا فى النص الأصلى ) .
وبينما كان يرى اليسار فى انجلترا وحزب العمال العمل على ابرام اتفاق مع ناصر ، كان الجناح اليمينى بقيادة الامبرياليين التقليدين مثل وينستون تشرتشل غاضب وبشدة من الانطلاقات المصرية.
ومنذ العام ١٩٥٤ ظل انتونى ايدن رئيس الوزراء البريطانى يطالب برأس ناصر .
ونحن ندين لستيفان دوريل بتفاصيل جهاد ايدن ضد ناصر والذى بلغ ذروته عام ١٩٥٦.
خطط المكتب السادس ( المخابرات البريطانية ) لاغتيال ناصر وكما نقل دوريل عن محمد هيكل مستشار ناصر فى كتابه قطع ذنب الاسد والذى قام بنشر نسخة برقية من عنصر المخابرات المركزية الامريكية جيمس ايخلبيرجر فى لندن الى الان دالاس رئيسها فى هذا الوقت تقرر مناقشات مع عنصر المخابرات البريطانية جورج يونج تتحدث وبوضوح عن اغتيال ناصر وتصفيته .
وبدلا من استخدام تعبيرات دبلوماسية مثل تحييد او تسييل او التخلص تحدث عن الاتصال بعناصر مناسبة فى مصر والعالم العربى لقتل ناصر.
وبعد مرور شهر تحدث ايدن قائلا: ما كل هذا الهراء عن عزل ناصر او تحييده كما تقولون ان اريد تدميره الا تفهمون ؟ انا اريده قتيلا ولا يهمنى اى فوضى او اضطرابات قد تحدث فى مصر بعد ذلك .
حدث الصدام المتوقع فى الشهور الأولى من عام ١٩٥٤ وبدأت الحرب بين الاخوان وناصر . كانت البداية فى يناير حين هاجم بلطجية الاخوان المسلمين انصار ناصر من الطلبة الوطنيين فى جامعة القاهرة .
هنا ادان انور السادات العضو السابق فى تنظيم الاخوان المسلمين والذى مال بجعبته تجاه ناصر ضد منظمته السابقة فى مقال بجريدة الجمهورية الجماعات المهاجمة المتاجرة بالدين ليصدر ناصر بعدها بيومين قرارا بحظر جماعة الاخوان المسلمين واعتبارها جماعة غير قانونية وانها بيدق للبريطانيين وبان الثورة لن تسمح ابدا باى فساد وافساد باسم الدين .
وتبين وثائق بريطانية مفرج عنها تقارير دقيقة للمخابرات البريطانية عن نشاطات الجماعة وصدامات مع البوليس فى الدلتا واجتماعات سرية فى الاسماعيلية .
وحسب ضابط سابق بالمخابرات المركزية مسئول عن العمليات السرية يدعى روبرت بائير ان المخابرات المركزية تبنت فكرة استخدام الاخوان المسلمين ضد ناصر .
التعليقات مغلقة.